2024-04-16

ابراهيم المنيسي يكتب : أما قبل !!

2021-09-20

كتب : إبراهيم المنيسى

قد يصحو الميت!

لن نمل المقارنة الصادمة، فالإفاقة تولد من رحم الصدمة أحيانا، ومادمنا قد أهملنا تماما التراجم وكل فرص الاحتكاك الثقافي والحضاري والتعلم ممن نهلوا عنا حين تقدمنا وطوروا وتطوروا وتراجعنا وتخلفنا.. فليس أمامنا إلا التعليم عن بعد حتي لو كان هذا من مباريات الكرة، وفي لقاء برشلونة والبايرن من الدروس ما يكفي للتعلم وتحقيق الصدمة الحضارية فهي أكبر من كونها مباراة.

برشلونة أحسن فريق في العالم يخسر بالأربعة المؤلمة، فيخرج اسطورته ميسي مشيدا بالمنافس ومعترفا ان البايرن كان الأفضل والأقوي ثم يضيف بألم: العار لحق بالبارسا، والفرصة في الاياب صعبة، لكننا سنحاول، فان لم ننجح فيجب ان ننظر للعام القادم.

منتهي الإنصاف للفائز وتحيته حتي مع قسوته، ومنتهي الصدق مع النفس، والتطلع لما هو آت، رغبة في النهوض.. رومينجيه رئيس البايرن يقول: هذه أسعد ليلة في حياتي.. لم نكن نحلم بأن نفوز علي البارسا أفضل فريق في العالم بأربعة أهداف.. البارسا لم يكن في يومه أبدا.

قمة التواضع من الفائز وتقدير للمنافس واعترف بالقيمة.. وعندما يجمع خبراء التحكيم علي أن ثلاثة من الأهداف الأربعة غير صحيحة تماما، لكن أحد أفضل حكام العالم يخطئ في وجود مساعدين إضافيين، ورغم هذا لم نجد اعتراضا من البارسا أو توقيف للعب، أو رجم للتحكيم.

منتهي الاحترام للقانون والتسليم بسلطة الحكم وحقه كبشر في أن يخطئ حتي لو أدي هذا لهزيمة قاسية لأفضل ناس تلعب كرة في العالم.

دروس كثيرة نحتاجها لملاعبنا بل لحياتنا كلها فهل ينظر إليها إعلامنا بوعي ورغبة في التعلم.. فقد يصحو الميت حضاريا؟!