2024-03-28

الــشــغــب ثــقــافـــة لا تكفيـــه البـــراءة ..!!

2015-10-16

قال ناديا خدمات رفح واتحاد الشجاعية، موقفيهما، من أحداث الشغب، التي رافقت مباراة الفريقين بالدوري الممتاز، لكنّ كلاهما، لم يقدم مواقف ورؤى، يمكن أن تساهم في تحديد الطرف الذي يتحمل المسئولية، وتضع الحلول الكفيلة بالقضاء على هذه الظاهرة الوحشية والخبيثة.

وقال اتحاد الكرة كلمته، وطال العقاب من يستحقه، وسواء رضي الطرفان بالعقوبات المفروضة، أو اعترضا، نظراً لتباين تفسيرات الناديين لمسببات الأحداث وتداعياتها، فإن ما يبعث في النفس الأسى، ويثير المخاوف في المستقبل، التركيز على شكل العقوبات، والتشكيك في صحتها، أكثر من التركيز، على دراسة الظاهرة وأسبابها، وسبل علاجها.

نضحك على أنفسنا، لو رددنا، أن انتشار الشغب في ملاعبنا المحلية، ظاهرة خارجة عن عادات وتقاليد شعبنا. فهذا شعار يناقض الواقع ويجافي الحقيقة. الواقع يقول، إن العنف ثقافة متجذرة في ملاعبنا المحلية، وأحداث السبت الماضي، ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، في مسلسل فلتان الملاعب، والحقيقة الماثلة، ويصدقها الجميع، أن العنف في مجتمعنا الرياضي، أصبح ثقافة، مثله مثل غياب مظاهر النظافة في الشوارع، وتجاوز قوانين السير على الطرقات، وعدم احترام الآداب العامة!!

لا يكفي، أن تتبرأ الأندية، من أحداث الشغب ومفتعليها، كما في كل مرة. فالبراءة، لا تقدم ولا تؤخر شيئاً، في محاربة العنف، وهي حيلة التفافية، للتنصل من المسئولية، وتعليقها على شماعات أخرى، لنبقى على موعد دائم، مع أحداث شغب، في بقية فترات الموسم.

محاربة الأسباب، التي قادت إلى تنامي ظاهرة الشغب، أهم بكثير من إصدار بيانات الشجب والاستنكار، وطالما أن الظاهرة، التي تتجلى في سلوك المشجع، هي تعبير عن ثقافته، فإن محاربة الظاهرة، يجب أن تبدأ من تغيير هذه الثقافة.. من ثقافة عنفية إلى ثقافة تسامحية، تتقبل الهزيمة كما تتقبل الانتصار.

ولأن الإقلاع عن العادات السيئة، وتغيير أنماط السلوك، من سلبي إلى إيجابي، أمر يصعب تحقيقه، بجهد شخصي، وليس هناك حل سريع للقضاء على العنف، فالجميع، من مسئولين وإدارات أندية وإعلاميين ومؤسسات المجتمع، مطالبون بالوقوف أمام مسئولياتهم، وتأدية أدوارهم بكل إخلاص وأمانة.

وأظن أن إدارات الأندية، ولاعبيها، يقع على عاتقهم، الحمل الأكبر في تغيير سلوكيات مشجعيها المتعصبين، من خلال التزام اللاعبين وأعضاء هذه الإدارات، بقواعد السلوك القويم، لأن أي حركة، أو إيماءة، خارجة، من لاعب، أو عضو إداري، تعني إنتاجاً لثقافة العنف، سيتلقفها المشجع المتعصب، وستنعكس على سلوكه الوحشي، في تأكيد لمقولة، إن اللاعب، أو الإداري، غير المنضبط، أشد خطراً، من المشجع المتعصب.

العنيفون ليسوا من ذوي الطباع السليمة، وأتمنى أن تعمل إدارات الأندية، على تقويم أنماط مؤازرتهم للفرق، من خلال عقد لقاءات مع روابط المشجعين، تهدف إلى بث الروح التنافسية، والتحلي بقيم الرياضة النبيلة، مع تقديم الحوافز والمكافآت للملتزمين، وطرد الخارجين عن أخلاقيات النادي التربوية والتنافسية.

وعلى مسئولي اتحاد الكرة ووسائل الإعلام، تجربة تخصيص جوائز، فردية وجماعية، لجماهير الأندية المنضبطة، كما تفعل في ختام كل جولة، مع أفضل اللاعبين والمدربين.. تكريم المشجعين الملتزمين، وخلق حالة تنافسية بين روابط الأندية، للظفر بجوائز ومكافآت، يكون لها قيمة تربوية ومعنوية وأخلاقية، ستساهم في الحد من مظاهر العنف، وحصار المنفلتين.

محاربة التعصب والقضاء على العنف، مهمة شاقة ومعقدة، لن تتم بين عشية وضحاها، وتحتاج إلى تضافر جهود كل المخلصين، من أبناء حركتنا الرياضية، لنصل إلى مرحلة، يعرف خلالها، المتعصبون والمنفلتون والمتوحشون، أنهم منبوذون، وليس لهم مكان في مدرجات الملاعب.