2024-03-19

المغرب يعمل بهمة لاستضافة كأس العالم 2026

2019-05-20

فايز نصار – لا يختلف اثنان على أهمية موقع المملكة المغربية على خارطة كرة القدم العالمية ، بالنظر لآلاف نجوم الكرة ، الذين ترعرعوا بين ثنايا الجبال الراسيات ، على حفاف الأطلسي والبحر والعتيق .

 وقد اثبت ابن المغرب العربي بن مبارك قيمة الكرة المغربية مبكرا ، عندما تألق في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي في الاندية الفرنسية والاسبانية ، وخاصة في اتلتيكو مدريد ، حيث كان هداف الفريق ، وقاده لبطولة الليغا مرتين  ، لدرجة ان ملك الكرة بيليه اعتبره احد افضل اللاعبين في زمانه !

   وفتحت المغرب أبواب المونديال امام العرب والأفارقة ، بمشاركتها المشرفة في مونديال المكسيك سنة 1970 ، حيث تعادل الليوث مع بلغاريا ، وخسروا بصعوبة مع المانيا ، وبقسوة مع بيرو …مقدمين للعالم ثلة من النجوم المهاريين من امثال الهزاز وعلال وفراس  ودريس وبوجمعة ..ولعل ما بقي في الذاكرة من هذا المونديال أن المغرب اشترطت يومها ان لا توقها القرعة مع دولة الاحتلال في مجموعة واحدة ، مهددة بالانسحاب ان حصل ذلك !

   وعادت المغرب الى المونديال من بوابة المكسيك أيضا سنة 1986 ، فلعب الاسود في مجموعة البرتغال وبولندا وانجلترا ، وعبر رفاق بودربالة الدور الأول بتعادلين مع انجلترا وبولندا ، وفوز هام على البرتغال 3/1 .. قبل ان يخسر الفريق في الدور الثاني امام المانيا بصعوبة ، بعد التألق غير المسبوقة لدولمي وبودربالة وتيمومي وكريمو..وبقيادة البرازيل المهدي فاريا  .

  ورغم أن مشاركة الاسود كانت كارثية في مونديال الولايات المتحدة ، الا ان من طبع الاسد ان يمرض ولا يموت ، فعاد اسود الاطلسي بقوة في مونديال فرنسا 1998 ، وقدموا مباريات جيدة توجوها بفوز عريض على اسكتلندا ، وتعادل مع النرويج ، وخسارة من البرازيل ، التي تخاذلت مع النرويج لإخراج المغرب …يومها شربت المغرب من كأس المؤامرة ، الذي تجرعته جارتها الجزائر سنة 1982 من قبل المانيا والنمسا …لتغادر المغرب بعد اسماعها العالم دقات اقدام نجومها النيبت وحاجي وبصير وشيبه وشيبو .

   وكانت هذه الانجازات دافعا لأبناء المملكة المغربية لاستدراج كأس العالم نحو القارة السمراء ، لان المنطقة الواقعة بين البحر المتوسط والصحراء الكبرى لم يسبق لها استضافة هذا المحفل ، وكانت البداية بطلب استضافة مونديال 1994 ، الذي فازت به الولايات المتحدة ، ثم بطلب استضافة مونديال 1998 ، الذي فازت به فرنسا ، ثم المرحلة الاهم في التنافس على استضافة مونديال 2010 الذي منحته المداورة للقارة السمراء ، ولكن الايدي الخفية التي طالما تنكرت للمغرب جميلها الرياضي ، لعبت لعبتها القذرة هذه المرة ، ومنحت المونديال لجنوب افريقيا ، بعد تصويت نتيجته 14/10 .

 وعاد المغرب لمغازلة حلم استضافة المونديال ، بعد تنظيف الدهاليز الفيفا من الفساد ، واعلان الرئيس انفانتينو الشفافية مع الجميع ، ولكن المغرب اصطدم بملف ثلاثي قوي للجارات الولايات المتحدة وكندا والمكسيك ، بما يشكل امتحانا صعبا للملف المغربي الواعد .

  ورغم ذلك فان ابواب الأمل تبقى مفتوحة ، بالنظر للطريقة الجيدة للتصويت يوم 14 حزيران القادم ، حيث سيصوت مندوبو جميع الدول ، بما يقلل من مساحة اللعب تحت الطاولة ، ويحجم دور اعضاء اللجنة التنفيذية ، ممن طالما مالت بهم امتيازاتهم .

 والاهم ان المغرب يحظى بدعم قوي من جميع الدول العربية ، وفي مقدمتها فلسطين ، التي كانت اول دولة تعلن تأييد الملف المغربي ، ناهيك عن الجزائر ، التي تجاوزت حساسياتها السياسية مع الجارة ، واوفدت النجم الاخضر بلومي ليكون سفيرا للملف المغربي .

 ويبدو ان تعداد الدول الاسيوية والافريقية -100 عضو من القارتين – يحلب في الاناء المغربي ، ناهيك عن اهمية الموقع الجغرافي للمغرب في قلب العالم ، بين قرتي اوروبا وافريقيا ، وعلى مقربة من اسيا بالنسبة للمصوتين ، لان اقامة المونديال في القارة الامريكية يمثل صعوبات كبيرة من حيث التوقيت .

  وتحظى المغرب بخبرة كبيرة في تنظيم المنافسات الرياضية المختلفة ، ومن بينها كؤوس افريقيا للأمم ، وكأس العالم للأندية ، وبطولات دولية وقارية كثيرة ، طالما اثبت ابناء المغرب علو باعهم في تنظيمها .

كما تمتلك المغرب كل الطاقات البشرية القادرة على تنظيم الحدث ،من الفنيين والخبراء ، المدعومين بجيش المتطوعين في مختلف المجالات ، وهذه ورقة مهمة لمن يريد استضافة كاسي العالم .

  وتبدو البنية التحتية في المغرب جاهزة لاستقبال المونديال الأكبر ، لان السياحة المغربية مشهود لها على مستوى العالم ، في مختلف المجالات ، والبلد يمتلك من الفنادق والمرافق السياحية ما يباهي به الاخرين ، كما ان البلد يمتلك شبكة من المواصلات والمطارات والموانيء التي تفيد الحدث ، ناهيك عن التطور الكبير في قطاع تكنولوجيا الاعلام والتواصل .

 ولعل الورقة الاهم ما تمتلك المغرب من منشئات رياضية في مختلف المدن المغربية ، وبملاعب تتسع لاعداد كبيرة من الجماهير ، وقابلة للتوسيع والتطوير ، والاهم ان الجماهير المغربية جاهزة للزحف على هذه الملاعب ، لان كرة القدم بين طنجة ومراكش ثقافة امة تحب الفن الكروي .

 وقبل شهر ونصف تقريبا من معركة الاستضافة ، يجب على جميع محبي المغرب التحرك بسرعة ، وان يطلع كل منا بدوره لدعم الملف المغربي ، من خلال الاعلام والعلاقات العامة ، لشرح مزايا تنظيم المونديال في المغرب .

 والامر لا يجب ان يقتصر على ابناء المغرب ، لان الاشقاء من العرب والمسلمين والاصدقاء مدعوون ايضا للتحرك ، لان المغرب بحاجتهم الان أكثر من أي وقت .

 وفي انتظار ان يتحول الحلم الى حقيقة ، ويصبح المغرب ثاني دولة عربية تستضيف المونديال ، اقترح تشكيل اللجان الداعمة للملف المغربي شعبيا واعلاميا في كل بلاد العرب ، ولتكن البداية من هنا ، من رحاب بيت المقدس ، لان في رقابنا دين كبير لأبناء المغرب ، الذي كانوا دوما مع فلسطين في السراء والضراء