2024-03-19

الاتحاد الفلسطيني للشطرنج جزء أصيل من الرياضة الفلسطينية

2021-03-07

بال جول – كتب بسام ابو عرة 
أكد رئيس الاتحاد الفلسطيني للشطرنج بشار المصري على محورية اللواء جبريل الرجوب في الرياضة الفلسطينية وترتيبها وتنظيمها وإعادة الحيوية لها والوصول بها للعالمية، حيث نجح في قيادتها وتوحيدها جغرافيا ورياضيا ومجتمعيا، حتى أضحت أنموذجًا يحتذى به لدى الجميع وخاصة الغيورين على نجاح وتميز الرياضة الفلسطينية التي عانت الامرين، حتى قدم الرجوب وأعاد لها الوجه الوطني اولا ومن ثم الرياضي ثانيًا لتكون رياضة فلسطينية على المستويين العربي والدولي.
وأضاف المصري: نحن في الاتحاد الفلسطيني للشطرنج جزء أصيل من الرياضة الفلسطينية التي بدأت تزهو وتتألق، ولعبتنا لعبة الذكاء من اهم الرياضات والالعاب التي يهتم بها عالميا، وهو ما قمنا به في الفترة السابقة من خلال رئاستي للاتحاد بجهود جميع الاعضاء في عموم الوطن والشتات، حتى أضحت لعبة الشطرنج داخل كل بيت ومدرسة وجامعة الى جانب وجودها وتجذرها في الاندية، ما ادى لارتفاع مستوى لاعبينا ولاعباتنا ومدربينا وحكامنا بحيث وصلنا بحكامنا ومدربينا العالمية، واضحى لدينا 8 حكام في فئة (IA) و10 حكام فئة (FA)، وهذا بحد ذاته انجاز كبير يسجل لفلسطين وليس لبشار المصري أو أعضاء الاتحاد فقط، لمزيد من إلقاء الضوء على المشوار الفلسطيني في الشطرنج كان لنا هذا الحوار مع رئيس اتحاد اللعبة بشار المصري:
* كيف ترى الشطرنج الفلسطيني قبل أن تصبح رئيسا لاتحاد للعبة؟
– رئيس الاتحاد السابق الدكتور محمد اشتية، وهو بالطبع رئيس الوزراء الحالي، كان ساهم وزملاؤه أعضاء مجلس إدارة الاتحاد في نقلة نوعية للعبة، ونشكرهم على ما قدموه، واستلمنا بعدهم وكانت المسؤولية علينا كبيرة وأخذنا على عاتقنا النهوض بشكل أكبر بهذه الرياضة الذهنية.
*هل صارت اللعبة متاحة فلسطينيًّا في كل محافظات الوطن؟ وما هو دور الاتحاد في نشرها محليا؟
– هذا شيء أكيد،اللعبة متاحة للجميع ولمختلف الفئات العمرية من كلا الجنسين، في كافة محافظات الوطن من رفح جنوبًا حتى جنين شمال. ولضمان انتشارها بشكل أوسع كانت استراتيجيتنا تكثيف التدريبات والبطولات المحلية، كما أطلقنا مبادرة تعليم الشطرنج أون لاين خلال فترة الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا، التي ساهمت باكتشاف مواهب فلسطينية جديدة في هذه اللعبة.
عملنا في الاتحاد بشكل مباشر مع اللاعبين وأحيانًا من خلال الأندية لضمان حصولهم على التدريب الصحيح ومشاركتهم في البطولات المحلية حيث قمنا بالتنويع في أماكن عقد البطولات بمختلف المحافظات، لضمان أكبر مشاركة. وعلى سبيل المثال لا الحصر عام 2019 استضافت مدينة الخليل بطولة الفئات، واستضافت جنين بطولة الرجال، فيما استضافت رام الله بطولة السيدات عداعن البطولات التي يشرف عليها الاتحاد بشكل مباشر ويقوم بتنظيمها.
*ما هي الخطوات التي اتخذتها بصفتك رئيسًا للاتحاد في سبيل تطوير اللعبة؟
– قمنا بدعم المشاركات في البطولات العربية والدوليةعبر إشرافمدربين محليين لتجهيز لاعبينا، وإن شاء الله مستمرون في ذلك لأننا نعي تمامًا أهمية الاحتكاك مع اللاعبين الدوليين لصقل مهارة لاعبينا والحصول على خبرات أكبر.
كما قمنا بتعزيز العلاقات مع الأندية المحلية لاستضافة البطولات الداخلية، والشيء الذي أفخر به بشكل كبير مساهمتي بتوحيد اللعبة في شطري الوطن بين الضفة وغزة، وهذا برأيي شيء مهم من أجل ضمان تطوير اللعبة وتكثيف مشاركتنا في البطولات الاقليمية والعربية والدولية.
أضف إلى ذلك أيضًا، المساهمة في تطوير الكوادر الفنية (مدربين وحكامًا)، وإدخال العنصر النسائي في التحكيم حيث تم تأهيل الحكمتين سعاد الحداد وليلى الأطرش (من غزة) للتحكيم في البطولات. وزيادة عدد اللاعبات في اللعبة هذا شيء أساسي.
كما تم إدخال التكنولوجيا للعبة من خلال إطلاق تطبيق لمتابعة أخبار اللعبة والتسجيل للبطولات، وهذا الشيء جديد خلال فترة رئاستنا للاتحاد، طبعا عدا عن إطلاق دورة تدريب أون لاين لطلبة المدارس وأساتذة التربية الرياضية في المدارس.
*هل المشاركات المحلية كافية لتطوير اللاعب واللاعبة والوصول بهم إلى الاحتراف والإبداع؟ 
– برأيي أن المشاركات المحلية جزء من تطوير اللاعب، لكن الاحتكاك الخارجي يساعد على تطوير اللاعبين بشكل كبير عبر خلق روح المنافسة لدى اللاعبين ما يساعدهم على تكثيف جهودهم، خاصة أنكل بطولة جديدة تكشف نقاط القوة والضعف لدى اللاعبين؛ لكن قبل التوجه لمثل هذه المشاركة من المهم تأهيل اللاعبين عبر البطولات المحلية أولاً، لنحرص على وصولهم بأفضل حال إلى البطولات الخارجية.
ويجب أن نكون متفقين جميعًا أن الوصول إلى مرحلة الاحتراف يحتاج إلى الوقت، لكن هذا ما نصبو إليه وبإذن الله وبجود لاعبينا وأعضاء الاتحاد سنصل.
*ماذا بالنسبة للمشاركات الخارجية للعبة وما هي أهم إنجازاتكم على هذا الصعيد؟ 
– كما سبق أن قلت، شرعنا الأبواب لكثير من اللاعبين المؤهلين للمشاركات الخارجية ونجحنا في ذلك بقوة، حيث شاركنا في البطولات العربية جميعها وكذلك البطولات الآسيوية، شاركنا عام 2018 في أولمبياد الشطرنج العالمي في جورجيا بمنتخبين رجال وسيدات، وحققنا العديد من الإنجازاتأذكر أهمها:
Oبطولة العرب في فئة تحت 10 سنوات وفئة تحت 12 سنة للبطل محمد سدر عامي 2017 و2019.
Oحصل بطلنا على ميدالية ذهبيةإضافة إلى تحقيقه برونزية فئة تحت 12 سنة عام 2018. 
Oاللاعبة رندة سدر فازت بالميدالية البرونزية في بطولة العرب تحت 6 سنوات.
Oاللاعبة وجد النتشة فازتبالميدالية الفضية في بطولة العرب عام 2018 فئة تحت 18 سنة. 
Oعام 2020 حقق اللاعب بلال المصري (غزة) برونزية الطاولة الأولى في بطولة الأندية العربية في تونس.
Oوحصل اللاعب بهاء مسودة على برونزية الطاولة الثانية في بطولة المدن العربية أيضا تونس 2020.
* هل لدينا حكام ومدربون دوليون وما هي درجاتهم على المستوى العالمي؟ 
– دعني في هذا المقام أن أشكر زملائي أعضاء الاتحاد كافة الذين ساهموا وبقوة في تطوير اللعبة، ومساندة حكامنا. وهنا أجيب على سؤالك بالطبع لدينا.. فلسطين تزهو بأبنائها في كافة  المحافل والأماكن، أغلب حكامنا دوليون والنظام الدولي للعبة يعترفبعددحكام محليين وعدد حكام دوليين على مستوى الاتحاد العالمي.
ولأستفيض أكثر في الموضوع، هناك فئتان للحكام الدوليين (FA) و(IA)، وحاليا لدينا 8حكام في فئة (IA) و10 حكام فئة (FA)، وهذا بحد ذاته انجاز كبير يسجل لفلسطين وليس لبشار المصري أو أعضاء الاتحاد فقط، نفخر بحكامنا كما نفخر بلاعبينا ومدربينا وأنديتنا المحلية.
ليس ذلك فقط، بل نعمل على تطوير باقي الحكام لكن هذا يحتاج إلى الوقت، وذلك عبر إشراك المدربين في الدورات المعتمدة من الاتحاد الدولي، وهنا أود أن أهنئ المدرب محمد عاشور من قطاع غزةالذي اجتاز الامتحان الدولي بنجاح وتم اعتماده في اتحاد اللعبة الدولي، كما أقمنا دورة بالتنسيق مع الاتحاد العربي والدولي لحكامنا في فلسطينوالشتات أيضا في ذات الوقت،وكانت نتائجهم رائعة حيث تجاوزت نسبة الناجحين في اختبار الحكام لهذه الدورة عن 90%.
* برأيكم ما هي أهم ملامح تطور اللعبة في السنوات الأربع الأخيرة؟
– برأيي أن هناك العديد من الملامح وكلها تحدثت بها، لكن بايجاز، انتظام المسابقات على مستوى الوطن، وتنظيمها في المحافظات الشمالية والجنوبية بنفس المواعيد هو أهم انجازتنا ونفخر بذلك كثيرا. وأيضًا تسجيل جميع اللاعبين الفلسطينيين في الوطن والشتات في الاتحاد الدوليوإعطاؤهم أرقام دولية يحتسب لنا في الاتحاد. وأشمل في نقاط سريعة ما يؤكد تطور اللعبة في فلسطين.
•ارتفاع اعداد اللاعبين الممارسين للعبة وخاصة في المحافظات الجنوبية حيث زاد العدد بنسة040%.
•التأكيد على حق لاعبينا في المحافظات الجنوبية بالمشاركة في البطولات الدولية رغم العراقيل التي يضعها الاحتلال في سفرهم وإغلاق المعابر إلا أننا صممنا على تواجدهم في جميع البطولات التي يشارك فيها الاتحاد.
•تطوير الحكام وحصول أكثر من حكم على لقب دولي.
•المشاركات في البطولات العربية والعالمية مثل التحكيم في الاولمبياد العالمية للشطرنج في جورجيا.
•حصول أكثر من مدرب على ألقاب دولية في التحكيم،وتكريم 5 منهم في بطولة الأندية التي أقيمت في روابي نهاية عام 2019 وهم نضال حماد، طه دوابشة، رأفت صنوبر وعمر الجعبري، وعطا الله وراد.
•انتخاب رجائي السوسي ليكون عضوًا في لجنة التقييم والمتابعة في الاتحاد الدولي وهي من أهم لجان الاتحاد الدولي
•تعيين أمين عام الاتحاد عمر الجعبري في اللجنة الاجتماعية في الاتحاد الدولي وبهذا يكون لفلسطين عضوان في لجان الاتحاد الدولي.
•انتخاب خالد عز الدين عضوًا في الاتحاد العربي للشطرنج وتم اختياره نائبًا لرئيس اللجنة الفنية في الاتحاد العربي.
•انتخاب الدكتور وائل المصري نائبًا لرئيس اتحاد غرب آسيا.
•اختيار الدكتورة جيهان سرحان لتكون عضوًا في لجنة المرأة بالاتحاد العربي.
•اختيار رئيس لجنة الحكام هاني طليب ليكون عضوًا في لجنة الحكام العرب.
* كيف تعاملتم مع جائحة كورونا، وهل من أنشطة محلية أو عربية نطمتموها أو شاركتم بها وكيف؟
– قمنا بنشر اللعبة ومساعدة طلبة المدارس على الاستفادة من وقتهم من خلال تعلم الشطرنج، عبر المبادرة التي أطلقناها لتعليم الشطرنج أون لاين للطلبة من خلال اختيار 10 مدربين مؤهلين لتدريبهم. واستمرتالمبادرة ستة أشهر بمشاركة 5000 طفل داخل الوطن وفي الشتات.
وأود أن أشير هنا إلى أنهتم تنظيم أنشطة وبطولات في مدارس الأونروا في قطاع غزة، وتم التوافق على العمل على إدخال اللعبة في المدارس، ويتم العمل بشكل مواز على إدخالها في مدارس الاونروا، وسنقوم بالعمل أيضًا على الموضوع في مدارس الضفة والشتات، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
كما شاركنا خلال الجائحة أيضًا في العديد من البطولات العربية والآسيوية والدولية، وأيضًا في الأولمبياد العالمية للشطرنج التي أقيمت أون لاين، وحديثًا أنهينا بطولة آسيا للشطرنج، إضافة إلى ذلك نظمنا عدة بطولات أون لاين شملت لاعبين من أبناء شعبنا في الشتات.
وفي سبيل مساندة اللعبة، تم إعفاء الأندية من الرسوم لسنة 2020 بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، خاصة مع جائحة كورونا، لكن تم تعويض ذلك من خلال دعم قدم من شركات القطاع الخاص.
* هل من استراتيجية أو خطة عمل، استند عليها الاتحاد طيلة الفترة الماضية؟
– هذا شيء أكيد، تم وضع خطة عمل ويتابعها الأمين العام للتنفيذ بشكل مباشر، أي عمل يتم دون خطة واضحة أعتقد أنه سيفشل، ونحن من اليوم الأول قررنا النجاح لذلك تم وضع استراتيجية واضحة المعالم وتم السير عليها.
استراتيجيتنا كانت نشر اللعبة، وانتظام البطولات المحلية بين المحافظات الشمالية والجنوبية، وأهم نقطة عملنا عليها ضمن الاستراتيجية أن الوطن وحدة واحدة في الداخل والشتات، وكانت جميع اجتماعات الاتحاد تقام بنفس واحد وبتواجد جميع الأعضاء في مختلف أماكن تواجدهم بشكل مرئي (أون لاين)، وهذا ساهم بشكل كبير في عمل الجميع بنفس واحد، وسنستمر بهذا النفس.
إضافة إلى ذلك عملنا على تطوير أركان اللعبة من حكام ومدربين، والاهتمام بالناشئين من الأمور كان من الأمور التي ركزنا عليها، ثم انطلقنا في موضوع المشاركة في بطولات عربية ودولية للوصول إلى الاحتراف إن شاء الله.
*هل من خطة جديدة للاتحاد للموسم الجديد، خاصة أن هناك انتخابات للاتحادات الرياضية في آخر السنة؟
– حاليا كما تعرفون يعمل الاتحاد على التحضير للانتخابات المقررة في 10 كانون الأول 2020 إن شاء الله، وبعدها سيتم إعداد خطة جديدة استكمالية لمشوارنا الذي بدأناه.
وحول الأنشطة، توقفتتقريبا بسبب جائحة كورونا التي ألمت بالعالم، ونقوم بالتنسيق مع وزارة الصحة قبل عودة النشاط على الأرض، أما حاليًّا يتم عمل العديد من الأنشطة أون لاين لحين زوال الجائحة إن شاء الله، وعودة الحياة إلى طبيعها.
*هل من مردود إيجابي لمبادرتكم لتعلم الشطرنج عن بعد في ظل جائحة كورونا، لطلبة المدارس، وكيف كان التفاعل مع ذلك؟
–  نحن نسعى إلى تعزيز ثقة أبنائنا بأنفسهم، لذلك أطلقنا هذه المبادرة، وكان هناك تفاعل كبير في اللعبة أون لاين، حيث شارك أكثر من 5 آلاف طالب في الدورة التدريبة، كما أن هناك العديد من الاتحادات العربية التي طلبت مشورتنا لتطبيق مبادرة مماثلة لديها، وشارك في المبادرة عدد من اللاعبين العرب بتوصية من اتحاداتهم، كما أن المجهود الذي قدّمه المدرّبون جعلنا نكتشف مواهب فلسطينية مميزة نفخر بها.
* ماذا تعني لكم مشاركة الحكم الدولي حسام التكروري بتحكيم بطولة أمم آسيا؟
– حسام التكروري حكم فلسطيني، يفخر به شعبنا كاملاً في الوطن والشتات، وهو محط إعجاب ومفخرة على كافة الصعد، ومشاركته تؤكد أننا أصحاب إرادة صلبة وقوة ووجودنا في هذه المحافل تأكيد على جدارتنا.
ومن هذا المنطلق أيضا، نحن في الاتحاد نؤكد دعمنالجميع حكامناالذين نفخر بهم، كما أثني أيضا على مشاركةالحكمين هاني طليب،وإحسان جوادفي تحكيم الأولمبياد العالمية. وبحكامنا أمثال التكروري نؤكد أننا حققنا الحلم بوضع فلسطين على خارطة العالم في لعبة الشطرنج.
* ما هو مستقبل الشطرنج الفلسطينية، خصوصًا مع الأطفال؟
– المستوى مشرق جدًّا للعبة، خاصة مع النتائج التي رأيناها في العامين الأخيرين، ونؤكد التزامنا بتطوير الناشئين الذين يشكلون مستقبل هذه اللعبة، ونسعى في الاتحاد إلى رفع مستواهموحصد الإنجازات المتتالية بإذن الله.
كما أن تدريب اللاعبين بشكل احترافي لن يتوقفوسنعمل على استكماله وتوفير سبل النجاح لهم جميعا، ونعدكم بزيادة الدعم إن شاء الله على اللعبة من أندية ولاعبين وحكام للوصول إلى الاحتراف العالمي وتعزيز وجودنا في الاتحاد الدولي للعبة.