الفدائي و ملحمة العبور
كتب / أسامة فلفل
رحلة الفدائي الكبير والمشاركة في بطولة كأس التحدي كانت معركة حقيقية بالمفهوم العسكري حيث استطاعت كتيبة مغاوير الفدائي من تنفيذ المهام المناطة بدقة واحترافية مكنها من حسم موقعة الفلبين بنجاح والتتويج بلقب بطولة كأس التحدي والتأهل لنهائيات كأس أمم آسيا في أستراليا.
اليوم وأمام جلال الموقف التاريخي للفدائي بعد هذا النصر المؤزر والتتويج أكدنا للدنيا قاطبة على أننا قد التحدي ويمكن الرهان علينا في أصعب الظروف لأننا نمتلك وبكل فخر إرادة التحدي وعنفوان القوة التي نستمدها من شعب متجذر يحمل راية الحرية والاستقلال.
اليوم وبكل فخر واعتزاز وضعنا أقدامنا بين كبار آسيا وأصبحنا رقما ومعادلة صعبة في حسابات الدول وأصبح هذا الانجاز سياسيا ورياضيا ووطنيا بالدرجة الأولى لأنه جسد التمثيل الفلسطيني بقوة على المستوى الإقليميي والدولي.
حقيقة هذا الانجاز التاريخيي المهم أعطى القيادة الرياضية زخما وقوة وثقة عالية في الوقوف والتصدي لسياسة الاحتلال وممارساته العنصرية ضد الرياضة والرياضيين في الوطن الفلسطيني فكل المعطيات والمؤشرات تؤكد على أن هذا التحول الكبير في حجم الانجاز على صعيد كرة القدم الفلسطينية كان من خلفه جنود مجهولين عملوا على تذليل كافة العقبات وتوفير الامكانيات المادية والمعنوية وشحذ الهمم وحشد الطاقات وتوظيف الجهود من أجل الوصول لمنصات التتويج وعلى رأسهم قبطان السفينة الرياضية ومنظومة كرة القدم بكل أركانها ومكوناتها والالتفاف الجماهيري الغير مسبوق والتفاعلات الجماهيرية العربية والدولية الداعمة للقضية الوطنية وللرياضة الفلسطينية.
هذا الانتصار العظيم هو بكل تأكيد ثمرة جهود مضنية وعمل دؤوب وحصاد ثمان سنوات من الجهد والعطاء والتضحية والفداء من أركان منظومة كرة القدم الذين نجحوا في تحويل التحديات إلى انجازات تزين جبين الوطن والرياضة الفلسطينية وتصفع وجه الاحتلال الذي عمد على تقيد حرية الحركة وتنقل اللاعبين واستهداف الرياضة الفلسطينية والمنشآت الرياضية ويؤكد على عمق هويتنا وأصالتنا الفلسطينية الضاربة جذورها في التاريخ الرياضي.
ختاما…
الفدائي الكبير صاحب النصر العظيم سوف يقفز قفزة نوعية في سلم التصنيف الدولي والذي سوف يعلنه الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” وذلك بعد الحصول على كأس بطولة التحدي الآسيوية التي أقيمت في جزر المالديف والتي برز فيها الفدائي بشكل راقي وملفت للنظر أبهر الجميع واستحق عن جدارة التتويج باللقب حيث مسيرة الكفاح والعطاء للفدائي الكبير أبو الوطنية صانع المعجزات وقاهر الأعداء والمتربصين تميزت بالثقة بالذات والقدرة على تحقيق الانجازات وبلوغ أعلى المراتب والوصول إلى الأهداف المرسومة وعبور التاريخ من أوسع أبوابه وكتابة ملحمة العشق للوطن والرياضة الفلسطينية في زمن تقزمت فيه صور التضحية والبطولة لتنبعث من خلال هذا الانجاز التاريخي بشائر الخير والأمل في أرجاء المعمورة.