2024-11-21

التــحدي بعد التــحدي !

2014-07-07

كم كانت عارمة فرحتنا التي خرجت من قلب المعاناة و بسلاح صمود الأسرى الذين بثوا بفراغ أمعائهم أفضل دعم حمله منتخبنا إلى جزر المالديف ليقول وعلى لسان الرجال القابعين خلف القضبان يا ظلام السجن خيم ، لان ظلام السجن هو  الذي خلق الإرادة للوصول إلى المستحيل ، فليس غريبا على شعب أنجب أساطير في التضحية ان يحقق انجاز رياضي .

تأهلنا إنسانيا قبل ان نتأهل رياضيا لان التأهل الإنساني أوصل رسالة مفادها بأنه لا مستحيل في الحقوق ، فلو نظرنا إلى اتفاقية حقوق  الإنسان الموقعة في العام 1948 وراجعنا جميع بنودها سنعرف ان كل الحقوق منتهكة في فلسطين بسبب الاحتلال ، ورغم ذلك مارسنا الإنسانية المفقودة بصمودنا وبفدائية لاعبينا . ورياضيا نحن ألان أمام مهمة صعبة في مجموعة صعبة ونريد قدر الإمكان العمل على ان يعزف السلام الوطني في استراليا أكثر من 3 مرات وهذا منطقيا صعب ولكن ليس مستحيل ، فإذا انظرنا إلى تجربة العراق في ال2007 سنجد ان أكثر المتفائلين بالمنتخب العراقي لم يكن يتوقع الفوز بأمم أسيا آنذاك ونتذكر ان المنتخب العراقي تغلب على عمالقة القارة الصفراء والضيف الجديد أيامها منتخب استراليا والذي تأهل قبلها بعام إلى الدور ال16 في مونديال ألمانيا  في مجموعة قوية وخرج على يد ايطاليا بعد ان خسر بهدف فتى روما المدلل في الوقت البدل الضائع بمعنى ان المنتخب العراقي عندما فاز على استراليا بثلاثية فاز بكونه منتخب يمثل شعب مجروح بحاجة إلى فرحة ، وليس فقط بمنتخب ينفذ تعليمات تكتيكية .

هذا النموذج نطمح له في استراليا وخصوص أمام بطل آسيا في المباراة الافتتاحية لمنتخبنا وهذا يتطلب مجهودا إداريا وتحركا لتوفير إمكانيات اكبر لان الفرق التي سنواجهها لها ثقل كبير في القارة الصفراء ولكن كيف سيتم تحضير المنتخب لبطولة كبيرة بست شهور ؟

ان ما وصل إليه المنتخب هو ركيزة جيدة لكي يتم الاعتماد عليها ولكن هذه الركيزة بحاجة إلى تدعيم بتوفير إمكانيات مادية لخوض معسكرات تدريبية ومبارايات ودية ، مع فرق لها وزن كروي كبير إضافة إلى عمل حملة مناصرة عربيا ودوليا من اجل توفير سبل النجاح للمنتخب وعلى الأقل إقامة مباريات مع دول عربية كبيرة في كرة القدم مثل مصر  والسعودية والجزائر وتونس والمغرب وغيرها، لان التطور الحقيقي يكون بالاحتكاك الحقيقي.