الهلال في الممتازة .. ولكن متى؟
أتخيل أن موقعاً الكترونياً أجرى الاستفتاء التالي: مَنْ الفرق التي من المتوقع صعودها من دوري الدرجة الأولى إلى دوري الدرجة الممتازة في غزة؟
ربما يشاركني كثيرون التوقع أن الهلال الغزي سيكون من ضمن هذه الفرق إن لم يكن أولها.. لأن الفريق يضم لاعبين مميزين، ويقوده إدارة حكيمة، ويواصل أداء التدريبات في أحلك الظروف.
بهذه العوامل وغيرها، يمكن للهلال العودة إلى الأضواء، ومن خلال التنافس يكون للعودة مذاق آخر، أفضل مليون مرة من تلك التي تتمنى إدارة النادي تطبيقها بإلغاء الهبوط، أُسوة بمصر وتونس، وتذرعاً بغياب تنظيم البطولات رغم تواصل الاستعداد وإنفاق الكثير من الأموال من أجل خوض رحلة العودة للدوري الممتاز.
صحيح أن الهلال استعد وأنفق وكان جاهزاً للمشاركة، وبالرغم من ذلك، هل كان أحد يضمن، على سبيل اليقين، رؤية الفريق في الدرجة الممتازة مجدداً؟
إن الاستدلال بما حصل في مصر وتونس في غير محله، لأن الظروف غير متشابهة على الإطلاق، فغزة لم تشهد ثورة، بل إن الدوري الغزي بدرجتيه الممتازة والأولى، كان منتظماً حين كانت الثورة تلهب شوارع القاهرة وتونس. كذلك فإن ظروف القطاع المتقلبة لا تتوقف، ويعاني منها كل الفرق.
في مصر، اعتبروا قرار إلغاء الهبوط تخبطاً من اتحاد فاسد، وأعتقد أن إدارة الهلال لا ترضى لاتحادنا أن يكون فاسداً لعدم احترامه للوائح والقوانين، والتي سيؤدي انتهاكها مرة إلى تجاوزها مرات في المستقبل.
الأولى بنا، الاستدلال بهبوط أبطال دوري في أقوى بلاد العالم، دون مراعاة لتاريخ هؤلاء الأبطال، وأبرزهم ريفر بليت الأرجنتيني، وديبورتيفو لاكورنيا الإسباني، وموناكو الفرنسي، وأن نساعد اتحاد الكرة على تطبيق الأنظمة لا تجاوزها تحت أي مبررات.
ويجب التأكيد على أن إلغاء الهبوط سيكون له تأثيرات سلبية، لأنه سيزيد من عدد فرق كل درجة، وخاصة الممتازة، والمعروف أنه في حال كرتنا المحلية كلما ازداد عدد الفرق في الدوري كلما ضعفت المنافسة والعكس.
كذلك فإن إلغاء الهبوط لذات المبررات سيعقبه مطالب أخرى مفترضة.. إذ سيصبح من حق شباب رفح أو خدمات رفح أو اتحاد الشجاعية المطالبة باقتسام لقب الدوري على اعتبار أن هذه الفرق كانت على أتم الجاهزية وأنفقت واستعدت، لكن غياب البطولة أدى إلى ضياع اللقب؟!
سيعود الأبطال إلى مواقعهم في الأضواء، وبمثل صعودهم فقط، نتوقع للهلال العودة إلى مكانه الطبيعي في الدوري الممتاز!!