طائرة بجناح واحد !!
استحق الصداقة الفوز بلقب السوبر في كرة الطائرة، ومن قبله الفوز بلقب الدوري والكأس، واستحق لذلك، التقدير والاحترام، على كل النجاحات التي حققها في السنوات الماضية، وجعلته البطل الأوحد للعبة، في القطاع، بعد أن احتكر جميع ألقاب بطولات الكبار، ويبدو في طريقه لتحقيق نفس النجاحات، في قادم السنوات.
وإذا كان من أحد، يستحق الإشادة على هذه النجاحات، فهو بلا أدنى شك، مجلس إدارة النادي، والطاقم الفني ولاعبو الفريق، فدائماً، الفرق العظيمة نتاج لإدارات عظيمة، تعرف كيف تَبني وتُؤسس، وكيف تَجني ثمار هذا البناء، من ألقاب تزين خزائن النادي.
أما بقية الأندية، التي تنافس في بطولات الطائرة، فمن الواضح أنها في واد آخر، غير وادي البطولات، الذي عرف طريقه فريق الصداقة. ومن الواضح أيضاً، أن هيمنة أبناء المدرب “خالد أبو القمصان”، جعل هدف بقية الأندية، هو المنافسة على احتلال المركز الثاني، بعدما تبين لها، أن محاولة مجاراة الصداقة في الملعب، أشبه بمحاولة منتخب عربي، مجاراة عمالقة اللعبة في بطولات عالمية.
وإذا كان الإقلاع اللافت لطائرة الصداقة، في الميادين المحلية، يُمثل إشارات على حُسن إدارة النادي، فإنه في المقابل، يطرح علامات استفهام كبيرة، حول مستوى اللعبة، وأدوار بقية الأندية، في بناء فرق منافسة. فظاهرة “البطل الأوحد”، في أي مكان في العالم، تؤكد ضعف المنافسة، وطائرة بجناح واحد، ستسقط لا محالة، الأمر الذي يستوجب وقفة فاحصة وحازمة، من قبل اتحاد الطائرة، وأندية “الكومبارس”، للارتقاء بمستوى اللعبة.
وبصراحة، شتان ما بين مستوى الطائرة الحالي، ومستوى أيام التسعينيات، حينما كانت المنافسة الملتهبة، قائمة بين أندية، الصداقة وخدمات جباليا والأهلي وأهلي بيت حانون، وحينما كان انتشار اللعبة أوسع، بوجود فرق للطائرة، في غالبية أندية القطاع.. ولا سبيل لإعادة ما كان، إلا بإعادة الاهتمام، من الأندية واتحاد الطائرة، بنشر اللعبة، ورعاية مواهبها الصاعدة.
دور اتحاد الطائرة لا يقف فقط، عند حدود تنظيم البطولات، وكفى. كل اتحاد قادر على التنظيم، ولكن ليس كل اتحاد قادر على التطوير.. وأي ناد يمكنه تشكيل فريق، ولكن ليس كل ناد يمكنه صناعة فريق بطولة. وحينما تسمع عن حادثة تزوير، في شهادات ميلاد بعض لاعبي الناشئين في المسابقة الأخيرة، تدرك لماذا تُحلّق طائرة الصداقة منفردة، بينما يكتفي الآخرون، بالمنافسة على المركز الثاني. وتدرك أيضاً، إذا ما كان يلوح في الأفق، بوادر أمل، لإحياء اللعبة، بميلاد منافسين أقوياء، وأبطال آخرين، أم يبقى الصداقة “البطل الأوحد” للعبة، وإلى متى يظل كذلك؟!