نادي الشاطئ … حل الأزمات بآلية البيانات

المتتبع للحالة الرياضية في قطاع غزة يصيبه داء الحيرة والاستغراب، ليس ليوم أو يومين أو شهر، هو مرض مزمن لا تكاد تخف وطأته، فكل ما فيها غريب وكل ما فيها عجيب، وما أن تنتهي من عجيب هنا، ترى غريبا هناك.

اخر الصرعات الغريبة والعجيبة ما أسميه بآلية البيانات لحل الأزمات وهي آلية جديدة مبتكرة تضيف حيرة إلى حيرتنا وتعجبا إلى تعجبنا ، هذه الآلية ابتكرها لاعبو نادي خدمات الشاطئ ، فقد بادر لاعبو كرة القدم في النادي بإصدار بيان يطالبون فيه بإقالة الإدارة من أجل تصحيح مسار الفريق ، ورد عليهم لاعبو فريق كرة السلة بإصدار بيان مضاد طالبوا فيه باستمرار الإدارة وذلك للحفاظ على المسيرة الناجحة لإدارة النادي التي تقدم كل ما في وسعها للاعبين ، ونحن بانتظار بيانات كرة الطائرة ، وكرة اليد ، وربما كرة المضرب ، و رمي القرص والرمح ، والقفز بالزانة والوثب الطويل …. الخ .

أتابع الرياضة من سنين طويلة جدا ، قل منذ نعومة أظافري ، لم أر ولم اسمع في حياتي أن هناك لاعبي فريق معين أصدروا بيانا يطالب بإقالة الإدارة ، وكل ما اعرفه في هذا المجال إن اللاعب ليس له دور إلا الاجتهاد في التدريب والمثابرة من اجل إقناع مديره الفني بمستواه على أمل أن يحجز مكانا أساسيا في تشكيل الفريق ،فإذا ما حدث ذلك فإن عليه أن يبذل كل ما في وسعه من اجل تحقيق أفضل مستوى له ، وتحقيق أفضل نتيجة للفريق في كل مباراة يمثله فيها ، بل إن اللاعب لا يحق له الاعتراض على مديره الفني سواء بإشراكه أساسيا أو احتياطيا أو خروجه من قائمة الفريق لمباراة معينة ، وإن كان له الحديث مع مديره الفني حول مثل هذه الأمور فان ذلك يكون في إطار من الاحترافية في ا لتعامل والاحترام في الاستفسار والطلب ، بمعنى ألا يفسر هذا الحديث على انه اعتراض مباشر وفظ على رؤية المدير الفني للفريق .

وأعرف أيضا أن حق إقالة الإدارة من الحقوق الحصرية للجمعية العمومية للنادي فهي التي تنتخب مجلس الإدارة وهي المخولة بمراقبته ومحاسبته وإقالته عند اللزوم ، أو عدم التجديد له في الانتخابات التالية ، وكذلك قد يكون الحق للجهة الحكومية التي تشرف على مجال الرياضة في حالات معينة تحددها القوانين الناظمة للنشاط الرياضي بشكل عام .

لكن هنا في غزة تختلط كل الأمور فترى لاعبا يربطه مع نادية استمارة لاعب قد تتحول لاستمارة استغناء في أي لحظة فيفقد صفته وعلاقته بالنادي الذي يلعب فيه ، فلا يكون إلا مجرد مشجع له إن كان يشجعه فعلا ، يصدر مع زملائه بيانا يطالب فيه بإقالة الإدارة ، في مشهد مضحك لم أر مثله من قبل واعتقد أني لن أرى مثله إلا في غزة فقط ، ويرد عليه لاعب رياضة أخرى في نفس النادي مطالبا ببقاء الإدارة ، وكأن بقاء الإدارة وذهابها أصبح بين يدي بيانات اللاعبين ، وعلى ذلك فلا عجب إن رأينا المشجعين يقومون بإجراء التدريبات اليومية تمهيدا لتمثيل النادي في المباريات أو الفعاليات الودية والرسمية ، ولا عجب كذلك إن رأينا حكما يطالب مديرا فنيا لفريق معين بإجراء تغيير للاعب بعينه في الملعب .

اشعر أن مثل هذه البيانات قد يكون وراءها تكوين لجبهات ، وربما يكون هناك نزاعات خفية من اجل إعادة تشكيل مجلس جديد وفق تحالفات جديدة أو قوائم معينة ، وإلا ما الذي يدفع لاعبي كرة القدم والسلة لترك مهامهم الأساسية من اجل إصدار البيانات المؤيدة أو المعارضة للإدارة .

أتفهم أن يكون هناك تحالفات وتوازنات ومنافسة بين جبهات وقوائم تتنازع فيما بينها الرغبة في التواجد في مجلس إدارة نادي معين ، فهو أمر طبيعي يمكننا تفهمه فهو حال العمل العام في الرياضة وغيرها ، ولكني لا يمكنني بحال من الأحوال أن أتفهم ما يقوم به لاعبو الفرق الرياضية في نادي خدمات الشاطئ ، وكل ما ارجوه منهم إن يسحبوا بياناتهم وأن يركزوا في مهامهم الرئيسية التدريب والتدريب بجد ، و العمل بإخلاص وتفان من اجل تمثيل النادي تمثيلا مشرفا يليق باسمه وتاريخه ، كما أتمنى ألا يزج بلاعبي الفرق الرياضية في أي منافسة أو موازنة بين الأقطاب المتنافسة على إدارة النادي فهذا ابسط حقوق النادي على كل من ينتمي له ويعمل ضمن حدوده .

بيان لاعبو كرة القدم

بيان لاعبو كرة السلة