2024-11-22

مجرد خفافيش !

2015-02-12

بقلم : فايز نصار

 في كل المعارك التي خسرتها امتنا على مختلف الجبهات ثبت ان جماعة من المرجفين ، كانت تنشط في الصفوف الخلفية ، وتنفخ في كير الفتنة ، وتعمل على اثارة البلبلة ، من خلال التشكيك في جدوى المعركة ، ونزاهة القائمين عليها ،مع تسليط الاضواء على زلات تكون قد حصلت هنا او هناك .

وامتد الامر الى بعض المعارك التي انتصرت فيها امتنا ، ومنها معركة اليرموك ، التي قادها بكفاءة واقتدار خالد بن الوليد ، الذي اتاه امر ابي حفص بالعزل ، فقبله مستريح النفس هانيها ، ولكن الباحثين عن حرف البوصلة حاولوا استغلال الأمر ، ووصل الأمر الى المعفي عنه يوم فتح مكة ابي سفيان ، الذي كان ينشط قرب خطوط الامداد الخلفية مؤلبا القبائل .

لمحت عينات من هذا النشاز المؤلم على جنبات المعركة الرياضية الكبرى ، التي يخوضها شعبنا ، في مواجهة محاولة الاحتلال مسخ هوية شعبنا ، لعلمه بان ما تفرضه الوقائع من إنجازات رياضية – قد تبدو غير هامة في عيون الخوالف – يطبخ على نار هادئة ، والأمر يحتاج الى تصعيد في مواجهة القائمين على هذا المشروع الجاد .

ولسنا هنا بصدد الدفاع عن معالم هذا النجاح ، لان القاصي والداني ، والعدو قبل الصديق يجمعون على ان ما حصل في السنوات الأخيرة ، وفي مختلف المواقع احدث هزة نفسية ، صححت كثيرا من المفاهيم ، وساهمت في التفاف الخيرين حول القائمين على المشروع الرياضي ، المدعوم سياسيا من اعلى المستويات .

ولسنا هنا بصدد الدفاع عن القائمين على هذا المشروع ، وفي مقدمتهم قائد النهوض الرياضي اللواء جبريل الرجوب ، ولكن الأمر يقتضي من الغيورين على هذا الوطن انصاف الساهرين في الخطوط الامامية لمعركتنا الرياضية ، التي يقودها اللواء جبريل الرجوب ، في مواجهة العدو ، الذي وجد نفسه في الزاوية ، عندما اكتشف ان بضع سنوات من الجد في الفعل الرياضي الفلسطيني ، خدمت القضية الفلسطينية ، اكثر من سنوات كثيرة انحرفت خلالها البوصلة الرياضية ، حين كان الامر يقتصر على مشاركات ، نجاحاتها مجرد مجاملات من الأصدقاء والاشقاء .

والحق يقال : ان نجاحنا احدث ثورة دبلوماسية ، فأصبحت ملفات شبابنا على طاولة اعلى المؤسسات الرياضية في هذه الدنيا ، وهذه المؤسسات تملك من النفوذ العالمي اكثر مما يملكه اللوبي الصهيوني في الغرب، لان الخيرين في الغرب وقفوا على حقائق لم تكن وسائل الاعلام المرعية من اللوبي اليهودي توصلها اليهم .

والحق يقال أيضا : ان الحراك الرياضي الكبير مس الجانب المادي ، فبنيت المنشئات الرياضية في كل مكان ، وزحفت الساحات الخضراء ، الى معظم المدن والقرى والمخيمات ، ووصل الحراك الخير الى ما يتصل ببناء الانسان ، بما نظم من دورات في المجالات التدريبية والتنظيمية والتحكيمية والعلاجية والإعلامية ، وغير ذلك من الامور ، التي من شانها ان تصل بالمشروع الرياضي الفلسطيني ، الى مؤسسة حضارية، لا تزول بزوال الرجال .

نعم … فان القاصي والداني .. والعدو قبل الصديق ، يجمعون على هذا ، بل ان البعض يحسدون فلسطين على ما تحقق من إنجازات على الأرض ،،، وقد صرح البعض متمنيا ان يكون عندهم قيادة رياضية مثل قيادتنا ، التي نجحت في حرق المراحل …. ولكن – تعست لكن- فالأمر لم يعجب القاعدين في الخطوط الخلفية ، من الباحثين عن زلات لا توجد الا في مخيلتهم ،فحاول بعضهم التسلل في الأوقات الصعبة للمعركة مع العدو المحتل ، وخاصة على هامش مشاركتنا لأول مرة في التاريخ بالمونديال الاسيوي ، حيث عزف سلام الخلود الفلسطيني في استراليا ، رغم انف حكومتها ، التي ترفض الاعتراف بنا كشعب يملك حقا يجب ان يسترد !

ومع الأسف الشديد ان بعض المحسوبين على صاحبة الجلالة الرياضية دخلوا على الخط ، فجرهم فقد امتيازات كانوا يحصلون عليها الى العمل في الظلام ، تماما كما تفعل الخفافيش ، من خلال كتابات هنا ، او تعليقات هناك ، بما لا يخدم في نهاية المعادلة الا المحتل ، لانه وحده المستفيد من وجود ثغرات في حراكنا الرياضي .

ولسنا هنا بصدد رصد هؤلاء لان الشارع الرياضي اصبح يعرفهم جيدا ، وعمل من خلال مؤسساته الرياضية وغير الرياضية الواعية على عزلهم وتعرية فزلكاتهم ، فكفى الله فلسطين شر هؤلاء المرجفين القواعد ، في انتظار ان يرجع هؤلاء الى الصف الرياضي المناضل ، ويعتذرون عن شطحاتهم ، والا فان الامر يقتضي محاسبتهم من خلال المؤسسات القانونية ، حتى لا تتوسع دائرة حقدهم ، وحتى يصبحوا عبرة لمن تسول له نفسه الإساءة لهذه الفلسطين الغالية ، ولرجالها الخيريين ، من ساهري الليالي لتحقيق تطلعات شبابنا بالحرية والانعتاق، والتقدم والازدهار.

التحية كل التحية للقائمين على المشروع الرياضي الفلسطيني، ومن الحافرين في ثنايا الليل ثقوبا ستعبر منها شمس الرياضة الفلسطينية ، لان حبيبتنا فلسطين تستحق اكثر ، ولان شبابنا يستحقون مكانا لائقا تحت شمس هذا العلم ، ولا عزاء للخوالف من الخارجين عن تشكيلات جيش الرياضة الفلسطينية .

والحديث ذو شجون