مبارك يا سموع
قف بصفة شخصية رافعا قبعة الكبرياء والشموخ لأبناء هذه البلدة الطيب اهلها والذين اصطفوا بألوانهم واطيافهم وفئاتهم حتى ذرف الدمع أعين الصغار قبل الكبار على هذا الانجاز التاريخي بصعود الليوث الى القمة ودخول شقي لمعترك الكبار، تحية احترام للداعمين والمساهمين وجميع من احاط ركائز اللعبة في المنظومة السموعية لما قدموه من اجل نجاح مسيرة هذا الفريق بالوصول الى الاحتراف.
استحقاق رياضي لم يكن صدفة، بل كان حصاد جهد وتعب رافقهما اجتهاد ومثابرة انطلقت جميعها من… نقطة بيضاء لتحدث فارق بطولي حرق خلاله السموع المراحل ليضع قدما بين الكبار متسلحا بعزيمة وارادة ابناء هذه البلدة، صاروخا اضاء الدوري الفلسطيني في مختلف المصافات حتى أن استقر سفيرا وضيفا طيبا على الاحتراف الكامل.
السموع؛ هذه المنارة الجنوبية التي تعاني ويلات الاضطهاد والالتفاف الاستعماري الصهيوني الذي حرمها مقومات الحيوية، وفصل اطرافها بالمستوطنات وسرق باحاتها الزراعية ومدخرات تراثها وارثها، ناهيك عن جدار حدودها الذي سلب اتصالها بمن حولها ليفقدها جمالها ويعكس طمس معالم تطورها في ميادين كثيرة، لتاتي الرياضة بإنجاز تاريخي غير مسبوق لهذه البلدة التي اعادت لنفسها واهلها الروح، وحطمت كل القيود عنوة لترتبط بأطياف الوطن وتشكل حالة تعبئة جماهيرية ستجول الوطن مجتمعة تحت شعار الليث وتهتف من اجل الارتقاء والبقاء بأفئدة تلتف حول اجندة بعيدة عن اي اعتبارات، لتحقق الرياضة ما لم يتحقق في ميادين كثيرة.
السموع انجز المهمة بالوصول الى القمة، ويبقى مهمة الحفاظ على بقاء الحياة فيها، مرحلة قادمة صعبة تحتاج الى وعي احترافي بادراك شامل للمتطلبات والامكانيات التي تحتاج الى جهود مضاعفة مرهونة بخطة مثالية بعيدا عن اي جزيئات قد تؤرق الفريق وتزج به في مهب الريح واللاعودة.
هنيئا للاتحاد الفلسطيني على نجاحه المستمر لموسم اخر يدون في سجل انجازات مجلسه بقيادة اللواء ابو رامي وجميع الهيئات العاملة في شتى اللجان، وتهنئة لا نغفل عنها لبطل دوري الاولى هذا الموسم، العميد المقدسي الذي عاد من أوسع الابواب ليعيد امجاد الزمن الجميل، مرة اخرى هنيئا يا سموع على هذا الانجاز التاريخي، واتمنى أن يبقى الليث شامخا في ربوع الاحتراف المواسم القادمة محققا الافضل على صعيد المنافسة.