الغزلان اسم يُطارد الالقاب
كتب – حسام الغرباوي
في عالم كرة القدم من يعمل ويبدع يحصد النتائج, ويجني ثمار هذا الجهد, فكتيبة نادي شباب الظاهرية أسست منذ انطلاق دوري المحترفين أرضية خصبة من أجل حصد الألقاب وكان نتاج ذلك حصد لقب دوري جوال للمحترفين هذا الموسم للمرة الثانية في تاريخه.
لقد شهد موسم 2012 – 2013 تتويج الظاهرية باللقب الأول وكان عبارة عن بداية لتعبيد الطريق للوصول إلى مزيد من الإنجازات على الصعيد المحلي والعربي و الأسيوي, عندما مثل فلسطين في كأس الاتحاد الأسيوي, فهذا النادي التاريخي لا يعرف ابناؤه الملل وتجدهم في كل الأوقات كخلية نحل يعملون من اجل هدف واحد وهو النهوض والرقي بقلعة الظاهرية وحصد الألقاب.
المنظومة المتكاملة في الظاهرية تعمل وفق أهداف و رؤية استراتيجية وطنية تتناغم مع الرؤية العامة لمنظومة العمل الرياضي التي خطها ربان سفينة الحركة الرياضية اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والتي تحمل دلالات رياضية ذات أبعاد وطنية تخدم القضية وتوجهات القيادة الفلسطينية, بعد أن أسس وقام بثورة رياضية بدأت تظهر معالمها بالإنجازات التي تتحقق على المستويين العربي والدولي من خلال مشاركات الفرق على الصعيد الأسيوي وكذلك المشاركة في البطولات الدولية وكسر الأرقام السابقة للرياضيين الفلسطينيين في كل المحافل.
لقد أمن شباب الظاهرية لنفسه مكاناً مميزاً في سجل الشرف الرياضي على مدار تاريخه الحافل وحاضره المرصع بالذهب, من خلال التتويج باللقب الغالي هذا الموسم 2014 – 2015, للمرة الثانية في تاريخ النادي ومشاركته بدوري المحترفين الفلسطينيين منذ عام 2011 والذي شهد أول بطولة دوري محترفين في فلسطين وتوج بلقبها آنذاك فريق نادي الامعري.
لم يقف الظاهرية متفرجاً و واصل مراحل البناء والتكوين وعمل منطلقاً من قاعدة جماهيرية مستأسدة لا تكل ولا تمل من أجل خدمة نادٍ عملاق يحظى بحب أبناء مدينة الظاهرية وحتى مشجعين من خارج المدينة, لقد أثبتت جماهير الظاهرية انها قادرة على صنع الفارق مع الفريق لأنها لم تيأس بعد عام من الابتعاد عن منصات التتويج وبقت على نفس المسافة مع الفريق هذا الموسم حتى استحق الظاهرية اللقب بامتياز, لقد شكل النادي بمجالس إداراته المتعاقبة وروابط مشجعيه وكل محبيه لبة اساسية كانت سبباً في تراكم الانجازات للنادي الذي حافظ على روح البطل بالرغم من فارق الموسم بين التتويجين ليسجل لنفسه كأول فريق فلسطيني يحصل على لقب دوري المحترفين للمرة الثانية من عمر خمس بطولات لدوري المحترفين.
ولنكون دقيقين أكثر ففي عام 2011 أخذ اتحاد الكرة برئاسة اللواء جبريل الرجوب على عاتقة اطلاق دوري الاحتراف بالرغم من معارضة البعض وقتها ولكن ايمان القيادة الرياضية كان راسخاً بأنه مقبل على عمل يحتاج إلى تضافر كل الجهود وخطة واستراتيجية تكفل إنجاح هذه المهمة وهذا ما تم ليرد شك المشككين بأن فلسطين لديها القدرة على صنع كل شيء من لا شيء و توج الأمعري بلقب اول بطولة دوري محترفين حينها.
ولنكمل الحكاية ففي عام 2012 كان بطولة جديدة بعنوان جديد ورؤية تواكب وتلامس النهضة التي بدأت لتعزيز مكانة الرياضة الفلسطينية في كل الأوساط العربية والإقليمية والدولية, ذهبت فيها العيون والقلوب إلى معشوقة فلسطين والعرب مدينة القدس الحبيبة, عندما تمكن هلال القدس من حصد اللقب بموسمه الثاني ليحفر في ذاكرة من لا يعرف القدس قدساً لها امتداد عربي واسلامي.
وتواصلت قصص الانجازات وفي العام 2013 كتب فريق نادي شباب الظاهرية سطره الأول في سجل الانجازات للرياضة الفلسطينية و تمكن من حصد لقبه الأول ليكون الرافعة لتراكم الانجازات و تتويج لعمل منظم على مدار الاعوام السابقة هيأت الفريق لحصد اللقب.
و كتب فريق نادي واد النيص في العام 2014 فرحة جديدة لقرية وادي النيص إحدى قرى بيت لحم والتي تبعد عن مركز المدينة 7 كم, و يبلغ عدد سكان القرية 900 نسمه, بعدما تمكن من حصد اللقب ليصدر لمدينة سمي فريقها بفريق العائلة الواحدة نظراً للارتباط العائلي الكبير بين ابناء القرية.
و سجل فريق نادي الظاهرية حضوره للمرة الثانية بعد انقطاع لموسم واحد عن منصات التتويج ليتوج بلقب الدوري لعام 2015 ليؤكد ابناء الظاهرية انهم عرفوا طريق الألقاب ولن يتأخروا كثيراً عن الزراعة في هذا الحقل, كما غرسوا البزور الكنعانية في كل المحطات النضالية الفلسطينية في وجه الغزاة و رسخوا القيم الوطنية, ليُحبروا أوراق سجل شرف الرياضة الفلسطينية بإنجاز ثانٍ.
وأخيراً .. نبارك لأهالي الظاهرية وإلى إدارة والجهاز الفني ولاعبي وجماهير ومحبي وعشاق النادي في كل مكان بهذا الإنجاز المشرف للكرة والرياضة الفلسطينية, ونتمنى مزيد من التقدم والانجازات لكم ولكل الاندية والمنتخبات الوطنية والرياضة الفلسطينية جمعاء.