لا وألف لا يا شجاعية .. وقفة مع أندية رفح
غزة – جهاد عياش
الحكاية الأولي : خدمات رفح بالقمة يلتفح
التفحت كتيبة المزين الخضراء بوشاح الزعامة والصدارة، برصيد (23 نقطة) لمرحلة الشتاء مع تبقي مباراة واحدة على انتهاء مرحلة الذهاب من دوري الوطنية موبايل، بعد فوزها الثمين على الملاحق المباشر نادي الصداقة 1/ صفر، الذي صار ثالثا برصيد(18 نقطة)، هذا الفوز المستحق اثبت للجميع أن صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة (3 مرات ) عازم على استعادة أمجاده السابقة من خلال الفرقة الموسيقية التي تعزف على ألحان المجد والبطولة والأداء الجميل والعطاء المتواصل، الذي افتقدته هذه الفرقة في السنوات الأخيرة، على الرغم من غياب أبرز عازفيها وعلى رأسهم المايسترو سعيد السباخي المصاب ، فيما واصل أبناء غسان البلعاوي عروضهم القوية وارتقوا إلي وصافة الترتيب، ورغم تأخرهم أمام الطواحين بهدف إلا أن زملاء العبيد،عادوا بقوة عندما أحرزوا هدفين ، خرج بهما أبناء العميد غزة الرياضي فائزين على اتحاد خانيونس 2/1 رافعين رصيدهم إلي(19 ) نقطة في المركز الثاني ،ويؤكد العميد قدومه بقوة وعزمه على مواصلة المنافسة على لقب الدوري الذي توج بنصفه الأول في الموسم الماضي قبل أن يتراجع بشكل كبير في الدور الثاني .
الحكاية الثانية : لماذا تراجع هؤلاء
سؤال محير تفرضه النتائج السلبية والمستوي المتذبذب والأداء الضعيف، الذي اتصفت به اندية الصداقة الذي تعادل مع الشجاعية في الأسبوع المنصرم، ومن ثم خسر لقاء القمة مع المتصدر خدمات رفح، وكذلك اتحاد الشجاعية المتراجع بقوة والمتقهقر في الترتيب هذا الموسم ،فبعد تعادله مع الصداقة ها هو ينسحب من أمام شباب رفح دون مبرر،فيما واصل خدمات المغازي تراجعه وتلقي الهزيمة الثالثة تواليا بعد القفزة الكبيرة التي حققها الفريق مع تولي المدرب خالد الحاج أحمد مقاليد الأمور، ولم يستطع خدمات الشاطئ مواصلة صحوته وخسر أمام المجتهد خدمات خانيونس 2/1 ،بعد أن حقق فوزين مهمين غادر على إثرهما مراكز الهبوط، بعد تولي المدرب أشرف الخالدي دفة تدريب الفريق، فيما واصل نادي هلال غزة السقوط الحر وتذيل الترتيب منفردا بعد تلقيه خسارة قاسية أمام شريكه السابق شباب جباليا ، وفي تقديري أن السبب الرئيس لهذا التراجع في هذه الأندية هو الاعداد النفسي المعدوم عند اللاعبين و عدم استغلال الدفعة المعنوية التي تلقاها اللاعبون لما حققوا الانتصارات وعدم احترام الخصوم وفقدان التركيز و غياب الثبات الانفعالي والركون إلي تلك الانتصارات الوقتية وربما الدلال والتكريم والإطراء الزائد لدي كثير من الأندية واللاعبين وافتقاد بعض الأندية للبديل المناسب .
الحكاية الثالثة : لا وألف لا يا شجاعية
حكاية حامل اللقب اتحاد الشجاعية، الذي يمر بظروف صعبة هذه الأيام، نتيجة بعض النتائج السلبية على الرغم من طينة اللاعبين المميزة الذي يحتويها الفريق،اضافة إلي فترة الاعداد الجيدة التي قام الفريق بها وكان أكثر الفرق جاهزية هذا الموسم، وكونه المرشح الأول للظفر باللقب والمحافظة عليه،والضغط الجماهيري والإعلامي المسلط عليه،أفقد اللاعبين والجهازين الفني والإداري وبعض الجماهير تركيزهم، وأثر ذلك على أداء الفريق ونتائجه وعلى سلوك الجماهير والتي بسبب تصرفاتها الخاطئة عوقب الفريق لأكثر من مرة ، وأجري عدة مباريات خارج أرضه، وتجلي ذلك أخيرا في مباراة الفريق أمام مستضيفه شباب رفح والتي انسحب منها الفريق بطريقة غير لائقة وغير مبررة على الإطلاق نتيجة قرار خاطئ وكارثي من أعضاء مجلس الإدارة والجهاز الفني هذا القرا اصاب عشاق ومحبي جماهير الشجاعية بشكل خاص، ومتتبعي كرة القدم في غزة بشكل عام بالحسرة والألم،وكم كانت الدهشة والحيرة عندما كان سبب الانسحاب هو طرد أحد اللاعبين في نهاية الشوط الأول عندما كانت النتيجة متعادلة،فكم من لاعب طرد من فرق منافسة للشجاعية ولم تنسحب ، وكم من فريق فاز وهو بعشرة لاعبين،وربما يقول قائل أن الأجواء لم تكن رياضية وأن الجماهير كانت تسب و تشتم وتخوض في أعراض الآخرين وتقذف أمهات اللاعبين ،أقول واية مباراة جماهيرية خلت من السب والشتم، وأية مباراة لم يسب ويشتم بها الحكام في أمهاتهم وكل الجماهير مشتركة في ذلك، فهل انسحب أي حكم وترك المباراة، أو انسحب فريق ما وترك المباراة،ربما يقال أن الظروف الأمنية غير ملائمة لإقامة المباراة،فكيف هذا وقد عقد لقاء تشاوري وإعدادي بين جميع الأطراف قبل يوم المباراة،كما أنه لم تكن أحداث خطيرة تهدد حياة اللاعبين قبل بدء المباراة،صحيح أن الأجواء كانت مشحونة والأعصاب متوترة والجماهير تشتم وتسب ، وسلوك اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية غير منضبط ،وفي ظل هذا الوضع كان يجب أن يكون القرار بالتوافق بين الجميع بعدم إقامة اللقاء أساسا،أما أن يبدأ وينقضي الشوط الأول تقريبا ثم يقرر المقررون عدم إكمال اللقاء ويكثر التصريح والتهديد والوعيد فهذه خطيئة كبيرة ويجب على إدارة الشجاعية ولاعبي الشجاعية والجهاز الفني وجماهير الشجاعية تحمل تبعاتها وتقبل القرار الذي صدر عن اتحاد كرة القدم ومراجعة شاملة لكيفية اتخاذ القرار .
الحكاية الرابعة : وقفة مع أندية رفح
منذ الثمانينات والتسعينات تميزت أندية رفح بالكرة الجميلة، وأنجبت لنا هذه المحافظة العديد من النجوم المبدعين الذين سبحوا في خيال المتفرجين وأمتعوهم، ومازالت أندية رفح ممثلة بكبيريها الشباب والخدمات، تحتفظ بالرقم القياسي في عدد البطولات ،وكانت جماهير المحافظة مثالا يحتذي بها طوال سنوات خلت،ومع تراجع المستوي الفني والنتائج في السنوات الأخيرة نتيجة عوامل كثيرة، وبروز منافسين جدد انعكس هذا الأمر سلبا على سلوك الإداريين المدربين واللاعبين والجماهير، والحقيقة مباراة الشباب والشجاعية لم تكن البداية، وهي امتداد لمواسم سابقة تميزت بالعصبية والتشنج والسلوك المشين والألفاظ البذيئة والقدح والذم، وفي بعض الأحيان العراك والتشابك وتحطيم الباصات وتبادل الاتهمات والعبارات المسيئة مع جماهير أندية غزة المنافسة تارة وجماهير أندية خانيونس المنافسة تارة أخري، وكأن البطولة حكرا لأندية بعينها فقط ،وأنا أتفهم تراجع مستوي أندية رفح وبعدها عن منصات التتويج لبعض الوقت، وغضب الجماهير من هذا الوضع، ولكن يجب أن نرضي بالواقع في بعض الأحيان، ويجب على إدارات الأندية والمدربين شرح الواقع للجماهير، وعدم التغرير بهم وخداعهم وأن هناك فترات انتقالية في عمر الفرق لا يمكن تحقيق البطولات خلالها حتى تهدأ الجماهير، وتكف عن التعصب وتخفف الضغط النفسي عنها ومن ثم الهدوء والرضا بالنتائج وعدم التعارك مع الآخرين، أو سبهم وأخذ الأمور إلي مناحي أخري تهدد السلم الأهلي والعلاقات الاجتماعية في قطاع غزة .
الحكاية الخامسة : قرارات في الاتجاه الصحيح
ولكن اتخذ اتحاد كرة القدم بعض القرارات المهمة التي تخص مباراة شباب رفح واتحاد الشجاعية، نتيجة الأحداث المؤسفة التي واكبت المباراة، وأدت إلي انسحاب الشجاعية من المباراة دون مبرر يذكر،وقررت لجنة العقوبات تخسير أبناء المنطار إداريا 3/صفر كما كان متوقعا،كما قرر الاتحاد إجراء مقابلات الأسبوع الأخير من الدور الأول بدون جماهير، وهذا قرار فيه كثير من الحنكة والحكمة والمسئولية وينم عن أن الاتحاد بدأ يدرك مدي خطورة الوضع القائم بين الأندية، كونه أيضا جاء سريعا ولم يترك مجالا للتأويل، ولكن هذه القرارات غير كافية على الاطلاق كون بعض أطراف المشكلة من لاعبين وإداريين ومدربين وجماهير شاركوا في صناعة هذا الحدث ولم تطالهم العقوبات، وربما يكون ذلك بسبب عدم ذكر ما فعلوه وما قاموا به أو ما تحدثوا به في تقرير الحكم الذي تعرض لضغط كبير نتيجة الاعتراضات المتكررة والغير مقبولة، وكان على الاتحاد أن يراجع فيديوهات المباراة واللقاءات المسجلة ويأخذ بها، وكذلك منع الجماهير من حضور الأسبوع الأخير فقط يعني أن الجماهير قد تتواجد على المدرجات مع انطلاقة الدور الثاني،صحيح أن الاتحاد ترك الباب مواربا للتباحث بين الدورين، ولكن العقوبات يجب أن يكون بحجم الحدث الكبير ويجب أن تكون رادعة ومؤثرة وموجعة ،صحيح أن تخسير الشجاعية مستحق كونهم ارتكبوا الخطأ الأكبر وموجع في نفس الوقت ولكن ماذا عن الآخرين ؟!