2024-11-22

عنــدما يبكـــي الحكـــام ..

2016-02-23

 

 غزة – جهاد عياش

الرسالة الأولي : أداء باهت ونتائج ...

بعد فترة الراحة التي منحت لأندية الدرجتين الممتازة والأولي، عادت عجلة المباريات للدوران، من خلال انطلاق دور 36 من كأس الراحل شحدة أبو تايه،وكان من المفترض أن يكون كل مدرب قد وضع يده على نقاط ضعف فريقه وعالجها ، سواء عن طريق التدريب والتكتيك أوالاعداد البدني أو الشحن النفسي والمعنوي، أو عن طريق التعاقد مع لاعبين جدد لملئ الشواغر،إلا أنني تفاجأت بعد أن شاهدت عدد من المباريات، وتابعت عددا آخر عن طريق المذياع أو التلفزيون، بأن المستوي الفني للفرق والمباريات، مازال يراوح مكانه من حيث الضعف والتراخي وعدم الانضباط الفني والسلوكي، وأن الجميع عاد لممارسة هوايته في فرض أسلوب ممل ومستفز، سواء من اللاعبين أو المدربين أو الجماهير،ولا أدري ما الذي فعلته الأندية وإداراتها في هذه الإجازة،وما هي جدوي هذه الراحة المهمة، ولذلك جاء الأداء باهتا وضعيفا من أندية الدوري الممتاز على وجه الخصوص، فيما كان الأداء مقبولا من أندية الدرجة الأولي والثانية،وإن كانت النتائج منطقية في كثير من الأحيان مع وجود استثناء وحيد.

الرسالة الثانية : العطاء على الطريقة الإنجليزية

واحدة من كبري مفاجآت بطولة الكأس على مر العصور في قطاع غزة،كان بطلها نادي العطاء متذيل ترتيب الدرجة الأولي، الذي أطاح بمتصدر ترتيب أندية الدرحة الممتازة في دور 32 نادي خدمات رفح، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز ببطولة الدوري، وبطل الكأس في الموسم قبل الماضي ،ووصيف البطل في الموسم المنصرم، وصاحب الأداء المميز والممتع هذا العام،فقد تخطي فريق العطاء الذي يقوده فنيا نادر النمس، أحد أبناء الخدمات سابقا، فريق خدمات رفح الذي يقوده فنيا محمود المزين بالركلات الترجيحية ،وهذه المفاجآت الكبيرة نشاهدها كثيرا كل عام في البطولات الأوروبية: خاصة في الدوري الانجليزي والألماني والأسباني وكان آخرها خروج ريال مدريد على يد قادش، وإن كان إداريا،وكان فريق العطاء قد بدأ الموسم بطريقة سيئة جدا، بعد أن تلقي عدة هزائم متتالية في بداية الموسم، قبل أن تتحسن نتائجه بطريقة لافتة في النصف الثاني من الدور الأول، ويبدو أن زملاء النمس، لم يقولوا كلمتهم بعد، عندما يلتقي الفريق مع القطب الثاني لمحافظة رفح، المتمثل بشباب رفح في دور 16 ومع انطلاقة الدور الثاني من دوري الدرجة الأولي .

الرسالة الثالثة :عندما يبكي الحكام

بعد انتهاء العطلة الشتوية، وانطلاق القسم الثاني من الموسم الرياضي ،هرعت جماهير كرة القدم إلي المدرجات، لمتابعة مباريات دور ال 32 من بطولة كأس الراحل شحدة أبو تايه، وعلى الرغم من الشكل الجمالي المبدع التي ترسمه الجماهير أثناء المبارايات، وعلى الرغم من غياب هذا الجمال في حال غياب الجماهير، إلا أن هذه الجماهير لم تستوعب الدرس جيدا، بعد أن حرمت من دخول الملاعب في الجولة الخيرة من القسم الأول ،فقد عادت الجماهير للسب والشتم ،وذكر أمهات الحكام بما يكرهون، وإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة عليهم ،تجلي ذلك المشهد في مباراة اتحاد الشجاعية بطل الثلاثية مع نادي الجلاء، والتي أقيمت على ملعب اليرموك، وانتهت بفوز الشجاعية بهدف يتيم، أحرزه مهاجم الفريق علاء عطية برأسية نادرة،بعد أن طرد الحكم متوسط ميدان الشجاعية، أحمد طينة بعد أن تطاول على حكم اللقاء الدولي سامح القصاص، بألفاظ غير لائقة، هذا الطرد الذي لم يرق للجماهير، التي أمطرت الحكم بوابل من الألفاظ النابية، توقف على إثرها اللقاء لأكثر من مرة،قبل أن يستأنف الحكم اللقاء، وكم كان المشهد مؤثرا ومؤلما عندما بكي الحكم التونسي ياسين حروش ،على إثر سب الجماهير لوالدته ،وذكرها بما يكره أثناء مباراة البنزرتي ومستقبل المرسى،فهل ننتظر هذه اللحظة التي يبكي الحكام أو اللاعبون ويمتنعون عن إكمال المباريات؟!

الرسالة الرابعة : طينة وجمعة

واقعة طرد صالح جمعة لاعب النادي الأهلي المصري، في مباراة الفريق أمام طلائع الجيش والتي انتهت بالتعادل السلبي ، وعلى الرغم من أن اللاعب صالح جمعة ،طرد نتيجة خطأين اولهما بداعي الخداع، والثاني بعد أن عرقل منافسه من الخلف، إلا أن إدارة النادي الأهلي، ممثلة بمدير الكرة سيد عبد الحفيظ، قررت معاقبة اللاعب على هذا الطرد ، فماذا فعلت إدارة الشجاعية مع اللاعب أحمد طينة، بعد طرده في مباراة فريقه أمام الجلاء، بسبب سوء السلوك وبلا داعي ، يذكر أن اللاعب طينة طرد في مباراة كأس السوبر أمام أهلي الخليل، بعد أن سجل فريقه هدف التعادل، الذي كان كافيا لأن يكون اتحاد الشجاعية بطلا لكاس السوبر، والظفر بتمثيل فلسطين في كاس الاتحاد الآسيوي،ولكن طينة خلع قميصه دون أدني مسئولية، وكانت لديه بطاقة صفراء سابقة،فقام الحكم بإشهار البطاقة الثانية له ومن ثم طرده من الملعب، وفريقه بأمس الحاجة له، وعلى إثر ذلك النقص العددي، تمكن أهلي الخليل من تسجيل الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع، وضاع الحلم على فريق الشجاعية،وكان يمكن للجلاء تسجيل هدف التعادل، في أكثر من فرصة، لولا تألق الحارس أبو عاصي، وكان من الممكن ضياع فرصة المحافظة على لقب الكأس، فهل من متعظ ؟!

الرسالة الخامسة : إلي اتحاد كرة القدم

نصيحة لاتحاد كرة القدم ولجانه العاملة ( لجنة الحكام ولجنة المسابقات ولجنة الانضباط ومقيمي الحكام ومراقبي المباريات ) أن إدارات الأندية بجميع درجاتها وجماهيرها ومدربيها ولاعبيها، لن تهمهم سوي مصالحهم الشخصية، ولن تهمهم المصلحة العامة، ولن يقدر أحدا من هؤلاء حجم المسئولية الملقاة على عاتقكم ،ولن يستوعب أحد منهم شح الامكانيات وقلة الكادر البشري والدائرة الضيقة التي تعملون من خلالها، وأنت تسيرون البطولات في جميع الدرجات في آن واحد،ولن يراعي أحد عدم جاهزية ملاعبنا لتطبيق أدني القرارات، وبالتالي عليكم اتخاذ القرار وتطبيق اللوائح على الجميع بما يضمن استكمال بقية المشوار ، فالقادم أصعب وأنتم أصحاب القرار، ولن يرحمكم أحد إذا هنتم أو تراجعتم في أي لحظة من اللحظات، وقد شاهدتم بعض ما حدث في مباريات الكاس.