2024-11-21

مرحباً بالجزائريين في فلسطين!

2021-01-16

بقلم : حفيظ دراجي

زيارة المنتخب الفلسطيني لكرة القدم إلى الجزائر، كانت هذه الأيام حدثا بارزا في حياة الجزائريين، وستكون موعدا جديدا لتأكيد تقديرنا واحترامنا وتعلقنا بقضيتنا الأولى والأخيرة، وسيلمس إثرها أبناؤنا الفلسطينيون الأعزاء بأن الجزائريين بكل أعمارهم، نشأوا على عبارة الراحل هواري بومدين “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، وسيلمسون بأنهم زاروا أرضا احتضنت ثوار وأبناء فلسطين، وتم فيها الإعلان عن قيام دولة فلسطين، وسيلمسون بأنهم كانوا في أحضان شعب يتنفس فلسطين، والتقوا بشعب يعتبر القضية الفلسطينية قضيته الأولى ومن أبجديات دينه الإسلام.

الأمر لن يكون عاديا ولن يكون مجرد مباراة تحضيرية، لأنه لا يمكن لأي منتخب أن يواجه نفسه، ولا يمكن لمنتخب فلسطين أن يواجه منتخب فلسطين على أرض فلسطين! ويحضرها عشرات الآلاف من المناصرين الفلسطينيين، كلهم يهتفون “فلسطين الشهداء”، التي سبق لهم وأن هتفوا بها في كل المحطات التاريخية للمنتخب الجزائري، الذي كان أيضا منتخبا فلسطينيا بامتياز في قلوب الفلسطينيين، في كل مواعيده الرياضية في كأس أمم أفريقيا وكأس العالم.      

الأمر ليس عاديا، ولا يمكن اعتباره مجرد موعد لإجراء مباراة ودية، بل هو موعد يحرك فينا مجددا مشاعر الحزن على أبناء شعبنا، الذين يتألمون تحت وطأة الاحتلال الصهيوني، ويحرك فينا مشاعر الاعتزاز ببطولاتهم وتضحياتهم، التي لا تختلف عن بطولات وتضحيات شهدائنا ضد الاستعمار الفرنسي، وسيمح لنا بضخ نفس جديد في نفوس أبنائنا، ومن خلاله في نفوس شعبنا الفلسطيني، لمواصلة مقاومته وكفاحه من أجل استعادة حقه وحقنا في الصلاة في المسجد الأقصى، وبناء دولته ودولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.   

الأكيد أن الفلسطينيين يدركون حجم ذلك الدعم الرسمي للدولة الجزائرية عبر التاريخ، من خلال الوفاء بالتزاماتها السياسية والمالية تجاه دولة فلسطين، ويدركون بأنه سيكون التزاما أزليا لكل الحكومات الجزائرية، مهما كانت الظروف، لكن منتخب بلادهم الذي حل في الجزائر سيشهد ويلمس بأم عينيه ذلك التقديس الذي يحمله الجزائريون لشعب فلسطين عبر كل الأجيال، وذلك الإجماع الشعبي على أن القضية الفلسطينية هي أيضا قضية شعب جزائري، لا يجامل ولا ينافق ولا يساوم، ولن يتردد في التعبير عن احترامه لنضالات أبناء شعبنا الفلسطيني، وتضحياتهم من أجل استعادة حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم الفلسطينية على أرض فلسطين.  

سفراء الشعب الفلسطيني إلى الجزائر سيدركون بأن الجزائريين قد يختلفون فيما بينهم في أمور كثيرة، لكن لا أحد فيهم يختلف مع الآخر في دعم القضية الفلسطينية، بكل الطرق والوسائل، ولا تختلف مشاعرهم تجاه أبناء شعبنا عن مشاعرهم الأخوية تجاه بعضهم، وبأن الكثير منهم يحلم بالاستشهاد على أرض فلسطين.       

جزائريو فلسطين الممثلون في منتخب الكرة، سيجدون أنفسهم على أرض الجزائر الفلسطينية، وسيعيشون أجواء لم تخطر على بالهم، ولم يألفوها في أي مكان في العالم، لتكون وقودا لهم في مواصلة طريق الكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي، وضد التواطؤ العربي، الرسمي طبعا وليس الشعبي، لأن الشعوب العربية تحمل بدورها الكثير من مشاعر الدعم والتقدير لشعبنا الصامد في فلسطين.

أولى بوادر الحفاوة والمحبة والتقدير لمسها الوفد الفلسطيني في مطار الجزائر عند وصولهم أين وجدوا الصغار والكبار في استقبالهم بطريقة لم يسبق لها مثيل مع أي وفد أخر حل بالجزائر، فأهلا وسهلا بأبنائنا الفلسطينيين على أرض الجزائر الفلسطينية.