أي حب أي إنتماء أي جنون هذا يا جزائر الأحرار
على مدار أسبوع حل منتخب فلسطين في أرض الشهداء جزائر الأحرار وكان الحدث الأبرز الذي شد اهتمام الجزائريين، أسبوع أستـُقبل فيه المنتخب الفلسطيني كما لم يـُستقبل من قبل في أي مكان حتى داخل فلسطين .
سبعة أيام عاش فيها اللاعب الفلسطيني نجما في كل مكان خطا فيه في الجزائر، ليس لشيء إلا أنه يمثل فلسطين، فهو في نظر الجزائريين البطل والفدائي وحفيد الشهيد وإبن الأسير والمناضل ، نعم هذه هي صورة الفلسطيني في عين وقلب كل جزائري .
المشهد بدا خياليا للكثيرين وربما للاعبين اكثر من غيرهم، المئات بل الآلاف يتدافعون عفوياً وبشكل جنوني في المطار وفي الطرقات وحول مكان الإقامة وحتى في المسجد لتحية الفدائيين .
في ملعب خمسة جويلية الذي يحمل تاريخ أجمل الذكريات كانت الدهشة، المفاجأة ، القشعريرة، بل الصدمة نعم هي صدمة حقيقة جعلت الدمع ينساب من العيون دون مقدمات أو إستئذان.
مشهد سريالي، أكثر من ثمانين ألفا يحتشدون رافعين الأعلام ويهتفون لفلسطين وشهداءها ومنتخبها الفدائي رغم أنه يلعب ضد منتخبهم وعلى أرضهم !!! بل ويطلقون صافرات الاستهجان عندما تصل الكرة الى لاعب جزائري !!! ويطلقون الألعاب النارية ويقفزون فرحاً لهدف دخل شباك منتخب بلادهم!!!.
يا إلهي ألهذا الحد !!! ما الذي دفع هؤلاء نساء ورجالاً شيباً وشباناً وأطفالا ً، وزراء ومسؤولين أن يحتشدوا لمباراة ودية ويفعلوا كل ذلك مساندة لمنافسهم !! إنها فلسطين، نعم حب فلسطين الذي ثبت أنه يعشعش في قلوب الجزائريين بالوراثة، فلسطين القضية التي عاشوا وتربوا عليها مستلهمين طريق الثوار والأحرار الجزائريين الذين كانوا ساندوا فلسطين دائما، ومستنيرين بمقولة الزعيم الراحل هواري بومدين “الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة ” .
هذا الحدث التاريخي الذي كان خلفه الحاج محمد روراوة والسيد مصطفى بيراف واللواء جبريل الرجوب حتما سيؤسس لمرحلة جديدة من العمل والتعاون المشترك في المجالات كافة بين الجانبين .
فمن كل فلسطيني وفلسطينية ومن أعماق القلب شكراً للجزائر الثورة والدولة والمؤسسات والشعب الحر العظيم، نبادلكم ذات المشاعر فمرحبا بكم في كل وقت في أرضكم بين أهلكم في فلسطين ..