2024-11-22

بركات مفتي الفايسبوك

2020-10-29

اصبحت الساحة الاعلامية مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي مشاع لكل من هب ودب وفي الحقل الرياضي اصبحنا نشاهد ونتابع اشكال والوان ما انزل الله بها من سلطان دخلت من غير استئذان ونصبت نفسها وحازت على لقب مفتي فيسبوك وتنتظر عمامة الرأس ليتم تتويجها.

دون ضوابط او مساءلة من احد انقلب الحال واضحى الفضاء الاعلامي ملوث وانتشرت في الاجواء الرياضية جرثومة الخلافات والمنازعات والنفاق والكذب والتدليس وتوزعت بكل الاتجاهات واصابت الفيروسات المنتشرة أعماق الجذر الاعلامي وضربت أسس العمل المبني على المهنية ودبت الفوضى وعم التعصب الاعمى والانحياز دون وجه حق كل يدافع عن وجهة نظرة بطرق مقززة ويدافع عن ناديه وفريقه ولاعبه المفضل وينعت الاخرين بصفات وصلت حدا لا يطاق افسدت العلاقات الاجتماعية والرياضية التي كان يتحلى بها مجتمعنا العام ومجتمعنا الرياضي وسادت لغة الخصام بدلا من لغة التواصل والوئام واتبع اصحاب الافتاء الفيس بوكي اسلوب الشطح والردح والشتم والسباب وللأسف يقف على رأس هؤلاء المفتين شخوص تخالها على قدر كبير من المسؤولية لتظهر دون مقدمات بوجه آخر قبيح يشيح بالقناع ليكشف الحالة المزرية التي وصل اليها هؤلاء الدخلاء ممن يعتقد بان كرة القدم ساحة مستباحة يستطيعون اللعب بها كما يحلو لهم  وممن يعتقد بان الساحة الرياضية وجدت لا فراغ حالة النقص التي يعاني منها وتغطية جهلة بواقع الامر وفي ذات الوقت يرى بأن امتلاكه للمال يغني عن تدني مستواه الثقافي ليجد لنفسه متنفسا تحت المظلة الرياضية كوسيلة لتحسين وتلميع وضعه الاجتماعي لتعويض حالة النقص لديه وهذا أمر شائع في انديتنا التي سعت لاستقطاب العديد من اصحاب الاموال وزجها في عضوية مجالس الادارات ومستواها التعليمي والثقافي لا يتعدى حمل الشهادة الاعدادية المندرجة تحت بند يرسب في صفه وفي اعلاها يرفع تلقائيا .

واليوم ونحن نعايش الفرق بين الاعلام الرياضي بالأمس القريب  واعلام اليوم نجد الفارق من حيث الشكل والمضمون واصبح الكل يتناول المواضيع الرياضية حسب اهواءه ومعتقداته من منطلق فئوي ينم عن ضيق آفق وعدم وعي لأهمية الرياضة ودورها في رفع مكانة الشعوب.

بالأمس كان للإعلام مكانة مرموقة ويعمل به جهابذة  من رجال الصحافة والاعلام لهم بصمات مشرفة في تاريخ الحركة الرياضية الفلسطينية وجسدت قولا وفعلا بفكرها النير الواعي الوحدة الوطنية من خلال انتقائها للكلمات التي تصب في خانة المصلحة الوطنية البعيدة عن الشخصنة والفئوية والعنصرية التي اصبحنا كثيرا ما نتابعها ونشاهدها على صفحات التواصل الاجتماعي.

نعم أصبح الاعلام الرياضي مطية سهلة لمن لا حرفة له يمتطي صهوته على رأي جدي كل من لا يعرف فك الخط بمعنى الانسان الأمي لكنه يستعين بأحد الكتاتيب ويقوم بنشر مصطلحات مزركشة ومنمقة لا يعرف في الاصل معانيها ومقصده من وراء ذلك تكوين شخصية مزيفة تجعل منه صاحب حضور على الصعيد الرياضي وهذا ما نراه ونشاهده اليوم على ارض الواقع في اغلب انديتنا .

ارى بان رفع الكرت الاحمر في وجه هؤلاء قد اصبح أمرا ملحا لوقف المهزلة الاعلامية والادارية والكرت الاول يجب ان يرفع بوجه الجهات المسؤولة التي تمنح هؤلاء مكرمات على حساب المصلحة العامة وعلى حساب المصلحة الوطنية .

والمتتبع للأمر الاعلامي ولغة الخطاب سيكتشف اعلام مهترئ من  مذيعين  وكتاب ومحللين  فلاشات الاستوديو تكاد تسيح طبقات مساحيق الاصباغ من على الوجوه المقنعة ومنطوق أفواههم فمن يعيد الاعلام الرياضي لجادة الصواب ويبعده عن دائرة الافتاء الفيس بوكي ويبعده عن حالة الشخصنة والفئوية كما هو حاصل في رابطة الصحفيين الرياضيين الفلسطينيين التي اوصلت الاعلام الرياضي للحضيض بلغ في مداه دون الصفر واقصد هنا حالة التشرذم والالتفاف على الانظمة والقوانين التي تحكم العملية الديموقراطية لتخرج علينا الجهة التي تعتبر نفسها المرجعية المختصة في حل المسائل الخلافية وأخذت على عاتقها معالجة الامور لكن ومن الواضح هي نفسها تعاني فكيف لها أن تقرر وتتخذ قرارات والى متى سيقي الاعلام الرياضي أسير لنقابة الصحفيين التي عجزت حتى الان عن اتخاذ قرار في تحديد موعد اجراء الانتخابات  وتصويب الاوضاع ام انها وبكل صراحة تنتظر اوامر ممن يمسكون برقابها ويتحكمون في امورها وليعلم الجميع نحن كأعلام رياضي لسنا تحت وصاية أحد ولا نتبع اجندات سوى اجندة الضمير الحي واجندة العمل الوطني الوحدوي نقطة واول السطر وكفى مهازل وانتهازية او بركاتك يا سيدنا المفتي الفيس بوكي.