واجب الوزارة في القضاء على الحقارة !!
بال جول – بقلم : أمجد الضابوس
صور لاعبَي فريق السموع، معالى كوارع واسماعيل العمور، وهما يجهشان بالبكاء، بعد فوز فريقهما على مركز الأمعري 3/2، مؤثرة للغاية، وتحمل الكثير من المعاني والقيم الأخلاقية النبيلة. فالدموع الغزيرة، ذُرفت تأثراً من اللاعبَين، على حال الأمعري، الذي دافعا عن ألوانه، في سنوات سابقة.
وإذا أُضيفت هذه الحالة الأخلاقية، إلى حالة أخرى، كان بطلها فريق الزيتون، بدوري الدرجة الأولى الغزي، عندما لعب بكل نزاهة، أمام الفرق المتنافسة على الصعود والهبوط، يصبح بإمكاننا الآن، الاستشهاد بمواقف مشرِّفة، صنعتها أيادٍ فلسطينية ووطنية، توازي ما أدمنّا على الاستدلال به، من حالات شهدتها الملاعب العالمية.
نزاهة الزيتون، وضمير العمور وكوارع، يُعبر عن أخلاق تنافسية طاهرة ونقية، رسّخها من قبل، البرتغالي جوزيه مورينيو، حينما قاد تشلسي البعيد عن اللقب، للفوز على ليفربول المتصدر بهدفين، في نتيجة مهّدت الطريق لمانشستر سيتي، الذي يدربه التشيلي مانويل بليغريني، للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي في موسم 2014، رغم حالة العداء المعروفة بين المدرِبَين البرتغالي والتشيلي.
لكن السؤال المطروح الآن: كيف السبيل لتأصيل هذه الأخلاق في ملاعبنا، والبناء عليها في منافسات البطولات المقبلة؟
الأمر ليس سهلاً، لأن ما أفرزه الموسم المنقضي من مؤامرات، يحتاج إلى عمل جبار، وجهد دؤوب ومتكامل، للقضاء على أخلاق الخسة والنذالة، التي أشاعها أصحاب النفوس الضعيفة والمريضة. ومن الواضح، أن كثيرين تنّبهوا، لضرورة تحقيق تلك المهمة النبيلة، مبكراً، من خلال إطلاقهم التحذيرات، لما يمكن، أن تؤول إليه مباريات تجمع بين الجارين، شباب واتحاد خانيونس، أو غزة الرياضي وخدمات الشاطئ؟!
وبكل تأكيد، فإن هذه التحذيرات، يجب أن تؤخذ على محمل الجد، فما حدث بعد مباراة نصف نهائي الكأس، من إساءات، قام بها ثلة من لاعبي وجماهير شباب جباليا، ضد فريق غزة الرياضي، تنبئ بمستقبل معتم، لما ستحمله مباريات المواسم المقبلة، من تكرار لمثل هذه التجاوزات، والمؤامرات أيضاً.
العبء الأكبر، تتحمله وزارة الشباب والرياضة، فهي مطالبة، بإبعاد المتآمرين والمتلاعبين عن مراكزهم، وطردِهم من جنبات المنظومة.. وهؤلاء المتآمرون، يجب التعامل معهم، كالطحالب التي تلوث المكان، ولا خلاص من هذا التلوث، إلا بإبادته، واجتثاثه من جذوره!!
وعلى وزارة الشباب والرياضة، أن تضع نصب عينيها، ترسيخ القيم الرياضية، وتقديم المصلحة الوطنية والمجتمعية، قبل أي شيء آخر، خلال سعيها لاجتثاث المأجورين والمتآمرين، باعتبارهم يشكلون أكبر خطر على منظومة القيم، فعندما نسترجع أحداث الموسم التآمرية، نتذكر التحذير المشهور: “عندما تريد أن تحرر وطنك ضع 10 رصاصات في مخزنك، 9 للخونة، وواحدة للعدو”، بل إن بعض الحكماء، حذّروا من خطورة الخائن، واعتبروه أحقر من القاتل؛ لأن القاتل يقتل نفساً، بينما الخائن يقتل شعباً، ومن ننعتهم بالخونة، هم الذين قتلوا المنافسة الشريفة، ولوّثوا الحياة الرياضية، في واقعنا المأساوي!
وبسبب هذا الدور المشبوه، الذي ساعد في نمو الفساد الأخلاقي والإداري، صار لزاماً، أن يصبح بقاء الجهلة في مناصبهم الإدارية، سواء في الأندية أو الاتحادات الرياضية، في حكم المحرمات، وهذه المهمة يجب أن تكون في مقدمة أولويات عمل الوزارة، وأي عجز في تأدية هذه المهمة، يعني إعلان وفاة رسمية للحالة الرياضية، ويقيني أن المسئولين في الوزارة، يدركون جيداً، معنى قول أمير الشعراء: وإذا أُصيب القوم في أخلاقهم، فأقم عليهم مأتماً وعويلاً!!
نريد ثورةً، تُحيي أخلاق العفة والطهارة والتنافس الشريف، في نفوس لاعبينا وجماهيرنا، وهذا لن يكون، إلا بالقضاء على تجار المباريات، وطردهم من داخل ملاعبنا وأنديتنا المحلية!!