2024-11-22

في اليورو 2016.. إسبانيا توجه عدة ضربات في وقت مبكر

2020-08-13

أ ف ب – امت إسبانيا، بطلة 2008 و2012، بضربة معلم في كأس أوروبا 2016 لكرة القدم المقامة في فرنسا حتى 10 تموز/يوليو، حين قدمت الجمعة عرضا هجوميا حقيقيا هو الأول من نوعه في بداية مسابقة ضعيفة المشهد من خلال فوزها على تركيا 3-صفر في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة.

وفرضت إسبانيا التي تأهلت إلى الدور الثاني (ثمن النهائي) بعد أن حققت فوزين متتالين، كمرشح حقيقي لخلافة نفسها والاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي.

ضربة معلم

من البداية، ضربت إسبانيا بقبضتها على الطاولة من خلال فوزين متتالين على تشيكيا 1-صفر وتركيا 3-صفر، وخطفت مبكرا إحدى بطاقتي التأهل عن مجموعتها.

ومن شأن هذا التأهل أن يمحو الذل الذي لحق برجال فيسنتي ديل بوسكي الذين خرجوا من الدور الأول في مونديال 2014 في البرازيل بعد أول مباراتين وفقدوا اللقب.

وبعد الفوز الكبير على تركيا فاتح تيريم الذي قاد منتخب بلاده إلى المركز الثالث في مونديال 2002  في كوريا الجنوبية واليابان، قال صانع ألعاب المنتخب الإسباني وفريق برشلونة اندريس انييستا: “بعد مونديال 2014، كانت هناك خيبة أمل في البلد كله، لكن جواب المنتخب جاء إيجابيا في هاتين المباراتين، وأظهر مجددا المستوى العالي لذهنيته وأنه من طينة المنتخبات الكبيرة”.

ورفع المنتخب الإسباني عدد مبارياته دون هزيمة في نهائيات البطولة الأوروبية الى 14، متفوقا على رقم المنتخب البرازيلي بقيادة بيليه في كأس العالم والذي خاض 13 مباراة دون أي خسارة بين عامي 1958 و1966.

واعربت الصحافة الإسبانية عن غبطتها لما حققه منتخبها حتى الآن، وحييت عودته إلى الصف الأول، معتبرة أنه قادر على إحراز لقب قاري ثالث على التوالي.

وعنونت صحيفة “ال موندو” التي تصدر في برشلونة “ضربة بطل”، فيما كان عنوان صحيفة “سوبردوبورتي” الصادرة في فالنسيا “الأوفر حظا”.

وكتبت صحيفة “ماركا” من جانبها عناوين حماسية مثل “هكذا يلعب الأبطال” على صفحتها الأولى مع صورة للمهاجم الفارو موراتا صاحب هدفين في المباراة.

وكتب مدير تحرير صحيفة “آس” الفريدو ريلانيو في زاوية افتتاحية “إسبانيا تأهلت بارتياح وزادت هيبتها. إننا نرى هذا المنتخب يسير نحو التتويج، وقد فتح أشرعته”.

ضربة للمعنويات

وتتعدد أسباب الارتياح غداة الفوز الكبير على الاتراك: أول هذه الأسباب التأهل قبل الأوان والمركز الأول مؤقتا، وثانيها أن التعادل مع كرواتيا في الجولة الثالثة الأخيرة يكفي للاحتفاظ بالصدارة، وثالثها الانذار الذي وجهته إسبانيا الى المرشحين الأخرين.

في المقابل، رفعت بداية هذه البطولة من معنويات الاسبان أنفسهم بإزالتها الشكوك التي رافقتهم ولازمتهم حتى الآن، الواحد تلو الأخر.

هل يمكن التعويل على استعدادات قصيرة وغير كافية؟ حتى هذه اللحظة لا يبدو أن نفس رجال المدرب ديل بوسكي قد انقطع ولا افتقدوا إلى الدينامية والمبادرات الفردية حيث يلعب 7 من أصل 11 كانوا شاركوا في نهائي نسخة 2012 حين حققوا فوزا لا ينسى على إيطاليا 4-صفر.

هل موضوع الحارس رقم 1؟ حسمت هذه المسألة من المباراة الأولى من قبل ديل بوسكي الذي فضل دافيد دي خيا رغم الفضيحة الجنسية التي اندلعت عشية المباراة الأولى وكادت تودي بفرصته في المشاركة، على الحارس الرمز ايكر كاسياس الذي بات يقتصر دوره على المحفز الأول لزملائه.

وأخيرا، هل يفتقد الهجوم إلى الفاعلية؟، لقد برر الفارو موراتا امس اختياره في مركز رأس الحربة بتسجيله ثنائية بعد أن خبا نجمه فترة طويلة، فيما فتح الجناح الأيسر نوليتو، الهداف والممرر، عداد الأهداف بتسجيله الثالث.

طلقة تحذيرية من ديل بوسكي

بدوره، وجه المدرب ديل بوسكي طلقة تحذيرية عندما حاول إخفاء فرحته بالفوز وقال “هذا المنتخب تطور، لكنه لم يفز بأي شيء. لقد خرج فقط من دور المجموعات”.

لكن هذه المجموعة هي بالتأكيد قوية، وإسبانيا هي المنتخب الذي ترك أفضل انطباع فيها، ولم يبق عليها إلا حفظ ماء الوجه في المباراة الأخيرة الثلاثاء المقبل في بوردو ضد كرواتيا التي لا يؤمن جانبها في أي حال من الأحوال والتي تضم لاعبين خطرين جدا يلعب بعضهم في الدوري الإسباني مع أندية كبيرة مثل ريال مدريد وبرشلونة.

وقد يكون من المفيد إجراء بعض التعديلات على تشكيلة ديل بوسكي بهدف سد الثغرات التي قد تنشأ عن تهاون ما بعد التأهل من خلال إشراك معظم أو جميع اللاعبين، ومنها على سبيل المثال منح كاسياس فرصة اللعب في مباراة اقل خطورة من حيث النتيجة.

وفي هذا الخصوص، اكتفى ديل بوسكي الواثق كالعادة من نفسه بالقول “سنجد 11 لاعبا أساسيا من أجل الحصول على النقاط الثلاثاء في المباراة ضد كرواتيا”.