تحليل أداء بدون إغراء .. هكذا هرب الأهلي !!
تخيلوا أن عملية إفساد كرة واحدة، نفّذها مدافع من أهلي الخليل لهجمة خطرة، شنّها هجوم شباب خانيونس، هي التي أنقذت الفريق الأهلاوي، ومنحته الفوز بهدف وحيد، هرب به من مباراة ذهاب كأس فلسطين على ملعب اليرموك، ليصبح قريباً من الاحتفاظ باللقب، للموسم الثاني على التوالي!
لا تستغربوا، فهذا ما حاول البعض، تمريره على الجمهور، بعد انتهاء اللقاء.. يعني أن الفضل في فوز الأهلي، يعود لهذه اللقطة الوحيدة، والتي حصلت في شوط المباراة الثاني، ولولاها لكان الشبابيون، على أعتاب كتابة سطور أخرى، غير تلك، التي تتوقعها أطياف واسعة، من متابعي كرة القدم الفلسطينية، لمباراة الإياب باستاد دورا في خليل الرحمن!
هذا التحليل الغريب العجيب، لا يصدقه حتى لاعبو خانيونس، الذين تفاجأوا من ظهور أهلي الخليل، بالمستوى الذي قدّمه أمام جماهير الشباب، وفوزه بأقل مجهود ممكن، على الرغم من الغيابات المؤثرة في صفوفه، بسبب منع الاحتلال ثمانية من لاعبيه، من دخول القطاع.
كان الأجدر، بهؤلاء الخبراء، وبدلاً من محاولات تبرير الهزيمة، وإلصاقها بفشل محاولة واحدة للهجوم، التذكير بالفرص الضائعة للفريق الأحمر، خاصة من طرف نجم المباراة، وصاحب الهدف الوحيد إسلام البطران، والتي لو نجح في استغلال بعضها، لكانت النتيجة، كما أراد وخطط لها، مدرب الفريق الأحمر أيمن صندوقة، الذي أجرى تبديلات هجومية بنزول إبراهيم الحبيبي ومحمد السطري وروبيرتو كاتلون، لإيمانه أن زيادة الغلة كانت في المتناول، من أجل حسم الأمور بشكل نهائي، قبل انتظار إجراء مواجهة الإياب.
وشتان بين هذا التحليل، وبين الانتباهة، التي لاحظها الزملاء بموقع “الأقصى الرياضي”، في الخبر، الذي أشار إلى غياب بعض لاعبي منتخب الكرة الشاطئية عن بطولة الدوري، التي اختتمت على بحر غزة مؤخراً. وهي لفتة تستحق التركيز والدراسة، وعدم المرور عليها؛ لأنها تمس ظاهرة فنية، مرتبطة بعملية اختيار عناصر المنتخب.. والرائع في اللفتة، أنها تنبّهت إلى التعارض الحاصل بين عملية اختيار العناصر، وبين ضرورة المشاركة في مباريات البطولة؛ لأن عملية انتقاء لاعبي أي منتخب، تتم من خلال متابعتهم، وانتظام مشاركاتهم مع فرقهم، في بطولات الدوري، المحلية والخارجية.
صحيح، أن الإعلان عن أسماء لاعبي المنتخب، تم قبل انطلاق الدوري، لكنّ الصحيح أيضاً، أن مشاركة اللاعبين المختارين لتمثيل المنتخب، كان من المفترض، أن تكون إلزامية، لدواعٍ فنية، وغير فنية، يعرفها المعنيون بشئون المنتخب، كما عرفها صاحب “الانتباهة”!
هذه هي مهنة الصحافة يا سادة.. تقديم للأخبار بصورة مستقلة ومتجردة من أي مساحيق تجميل، بما يخدم الواقع الرياضي، ويغذي ثقافة ونهم الجمهور، وليس كما يحاول البعض، تصويرها على أنها، مجرد مشاهد ساخنة، وإغراء بهدف إغواء القراء، فنحن لا نعمل في مجال الفن الهابط، ولا نريد لجمهورنا ورياضيينا، العيش تحت ظلال القصص الخيالية، والأنباء البعيدة عن الواقع!