خدمات رفح سيظل سعيداً
للمهندس عدلي القيعي، مدير التعاقدات السابق في النادي الأهلي المصري، مقولة شهيرة وخالدة، وتستحق أن تكتب بماء الذهب. يقول فيها: “الأهلي ليس عظيماً لأنه يفوز، الأهلي يفوز لأنه عظيم”.
ما عبّر عنه القيعي، هو حال كل الفرق الكبيرة، في أي بلد في العالم. وأعتقد أن كبيرنا، محلياً، خدمات رفح، عندما كان يفوز، ويحقق البطولات، فلأنه عظيم، بإنجازاته وبطولاته وتاريخه الشاهد، على أنه الوحيد، الذي نجح بمعانقة المجد الرابع.
لذلك، على خدمات رفح، أن لا يندم، لخروج أيقونته، سعيد السباخي إلى جاره الشباب، في الانتقال المدوي، الذي هز أركان القلعتين، الخضراء والزرقاء، نظراً لما يمثله سعيد، من قيمة، ويحدثه من تأثير، في مستوى أي فريق، يلعب في صفوفه.
لا ننكر، أن قيام أي نجم، بارتداء فانلة فريق غريم وتقليدي، يشكل صدمة، وربما صفعة، للمشجعين واللاعبين وإدارات الأندية، كما في حالة سعيد السباخي، لكنّ الفرق الكبيرة والعظيمة، كما هو خدمات رفح، لا يتوقف مصيرها، على أقدام نجم واحد. الأخضر، الذي وُلد كبيراً قبل سعيد، عليه أن يبقى كبيراً بعد سعيد أيضاً.
من حق سعيد، أن يقرر مصيره، الذي يختاره بإرادته وقناعته، ومن حق إدارة خدمات رفح، وجماهيره، أن تراعي ظروف ناديها المالية الصعبة؛ لأن الرضوخ للمطالب المادية للنجوم، والتي تفوق القدرات، كان سيعني، أن النادي، سيُقبل على الانتحار، بكامل إرادته، من خلال إثقال كاهل الإدارة، بمزيد من الديون، ومزيد من السنوات، لتدارك الأزمة المالية.
يحسب لإدارة خدمات رفح، أنها اختارت الطريق الصحيح، وعلى جماهير الأخضر، أن تستعد للعيش مع ناديها بدون سعيد، وعلى الجهاز الفني، الذي يقوده الكابتن محمود المزين، العمل على بناء فريق، قادر على تكملة المشوار، وقيادة المسيرة المرصعة بالألقاب، والتي كان هو جزءاً منها، والحجار وأبو السعيد وأبو عميرة وأبو محسن وأبو حسنين وأبو خساير وجودة والنمس والمغربي، وبقية الجوقة، التي عزفت انتصارات ابن قلعة الجنوب.
خروج سعيد من خدمات رفح، يجب أن يكون بمثابة “رب ضارة نافعة”. ولذلك، فإن على الكابتن محمود، ومن خلفه مجلس الإدارة، منح الفرصة الكافية، لشباب النادي، وتسخير مواهبهم وقدراتهم، التي أظهروها في بطولة طوكيو، المتوّجين بلقبها، للمحافظة على كيان وتاريخ النادي العريق.
خدمات رفح، على أعتاب مرحلة جديدة، ستكون صعبة، بلا شك، على الفريق، ولكن الكبير مر بظروف مشابهة في السابق، وعرف كيف يتجاوزها، بحنكة، أعادت رسم البسمة والسعادة على وجوه الجماهير، وكتابة التاريخ للنادي، الذي سيظل كبيراً وسعيداً، اليوم وغداً، وفي كل حين.