إنزال بحري وليس إرهابيا .. أكبر عملية جراحية في تاريخ ملاعبنا
غزة – جهاد عياش
في نهاية الأسبوع الثالث من الدوري الممتاز برزت العديد من القضايا السلبية والإيجابية : أقوال وأفعال وخسائر وانتصارات وغيرها من الحكايات نرصدها لعشاق الساحرة المستديرة .
أولا : إنزال بحري وليس إرهابيا
على الرغم من الجهد الكبير الذي بذل من جميع عناصر المنظومة الرياضية لإنجاح المهرجان الكروي الذي جمع بين خدمات الشاطئ وشباب رفح والذي احتضنه ملعب اليرموك، إلا ان بعض الهفوات التي وقعت من هنا أو هناك لم تفسد أجواء اللقاء الحماسي الذي يضمن فيه الفائز الصدارة ، وإن حاول البعض تهويل المشهد وتسمية الأشياء بغير مسمياتها ، في هذا اللقاء قدم فريق البحرية بقيادة القبطان حمادة شبير عرضا كرويا جيدا، أفصح فيه عن رغبته بالفوز من خلال التشكيل والأداء والروح العالية التي تمتع بها اللاعبون طوال شوطي المباراة ، دل على ذلك عدد الفرص المهدرة من قبل مهاجمه سليمان العبيد الذي أربك مدافعي الزعيم وكاد أن يسجل في أكثر من فرصة ، في حين بدا على أبناء عبد الهادي العصبية والتوتر وعدم التركيز والاعتراض على الحكم بشكل مستمر ، انعكس ذلك على تصرفات الجماهير في المدرجات التي بادرت بإلقاء الزجاجات الفارغة على الحكم المساعد، ومن ثم تلفظت جماهير البحرية ببعض الألفاظ النابية، ردت عليها جماهير الزعيم بالمثل وعلى الفور تدخل أعضاء مجلس إدارة الزعيم لثني الجمهور عما بدر منهم وانصاعت الجماهير لصوت العقل من كلا الطرفين، وكان ذلك قبيل دقائق من نهاية الشوط الأول الذي شهدت نهايته إلقاء صاروخ صوتي على مجموعة من الأشخاص كان من بينهم لاعب شباب رفح وانتهي الأمر عند ذلك، في شوط لم يقدم فيه الزعيم ما كان منتظرا منه، وتواصل تفوق البحرية في الشوط الثاني وتمكنوا من تسجيل هدف الفوز من راسية علاء إسماعيل ، في شوط ساد الهدوء التام فيه ولم تسجل فيه أية ظاهرة سلبية . والسؤال المطروح إذا كان التوتر أو الإرهاب كما يزعم البعض استغرق 5 دقائق فاين كان فريق شباب رفح طوال 85 دقيقة ، ولماذا غاب عن التشكيلة الأساسية العديد من الأسماء الوازنة كيسار الصباحين ومحمد أبو دان ومحمد بارود وغيرهم دفعة واحدة ، وأين الرغبة في الفوز والروح العالية اللذان عهدناهما في فريق الزعيم ، أشياء فنية وتكتيكية كثيرة لم نرها في تشكيلة نايف عبد الهادي، في حين أحكم البحرية إغلاقه مناطقه، وعطل كثيرا مفاتيح لعب الزعيم كالسباخي والقاضي واستغل بطء مدافعي الشباب وأنزل بهم أول هزيمة في الدوري ،ولم يكن موفقا من صرح بأن الأجواء الإرهابية سبب الهزيمة، بل إنزال البحرية كان هو الموفق .
ثانيا: لا داعي لمدربي الحراس
تميزت مباريات هذا الأسبوع بالأخطاء الساذجة والمتكررة من حراس المرمي، تساوي في ذلك ذوو الخبرة الكبيرة أو الصاعدون من الحراس ، وقد كلفت هذه الأخطاء خسارة مباريات بأكملها أو فقدان بعض النقاط المهمة، فلم تشفع خبرة عاصم أبو عاصي حارس غزة الرياضي أو تألقه أمام فريق الشجاعية بعدما فشل في التقاط كرة سهلة مرت من بين يديه كلفت فريقه النقاط الثلاث ، والأمر ذاته انطبق على حارس الصداقة فادي جابر الذي يعتبر من أفضل الحراس على مستوي فلسطين حيث أخطأ مرتين في مباراة فريقه امام التفاح، وتلقي هدفين كانا كفيلين بتلقي الصداقة خسارته الأولي هذا الموسم، في حين أخطأ الحارس اليافع صاعد أبو صفية حارس الأهلي خطأ ساذجا عندما استعجل ومرر كرة بالخطأ للاعب خدمات رفح الذي أودعها الشباك أواخر اللقاء محرزا هدف الفوز ، وكذلك فعل شادي أبو العراج حارس خدمات خانيونس وأخطأ في تقدير الكرة ، ورد عليه إياد أبو دياب حارس الهلال بخطأ ساذج في المباراة التي انتهت بينهما بالتعادل 2/2 ، وغيرها من الأخطاء المتكررة التي يقع فيها حراس المرمي ولا نجد معالجة لها ، فأين دور مدربي حراس المرمي وهل يراجعون المباريات اول بأول ويصلحون الأخطاء ، وما هي أسباب الأخطاء، هل هي فنية أم نفسية أم ذهنية : شرود وسرحان ، استعجال وتوتر، خروج خاطئ ، تقديرات سيئة ، فقد آن الأوان لمراجعة مدربي الحراس والتأكد من أهليتهم، والتأكيد على أهمية عملهم واخذ الحيطة والحظر لأن الخطأ مكلف.
ثالثا : خريف المدربين
بدأ الموسم الرياضي مع بداية موسم الخريف الذي يتقلب فيه الجو وتسقط أوراق الشجر ويصبح كل شيء معرض للاضطراب والتغير، انطلي هذا المشهد المناخي على حالة أندية قطاع غزة بعد مرور ثلاث جولات ، حملت معها العديد من النتائج المتباينة التي أرضت البعض وأغضبت البعض الاخر ، وبدأ تساقط المدربين منذ الجولة الأولي وكان السقوط الاول من نصيب مدرب اتحاد الشجاعية هيثم حجاج بعد الخسارة الثقيلة التي مني بها فريقه الشجاعية من الصداقة 4/0 ، وكان بديله المدرب القديم الجديد نعيم السويركي صاحب الثلاثية التاريخية مع الفريق العام قبل الماضي ، وفعلا نجح الفريق في حصد انتصارين ثمينين على خدمات رفح وغزة الرياضي بعد ان أعاد التوازن والروح القتالية للفريق . أما السقوط الثاني كان من نصيب رأفت خليفة مدرب غزة الرياضي بعد أن حصد فريقه نقطة يتيمة من اللقاءات الثلاث السابقة حيث تعادل مع الهلال وخسر من الشاطئ والشجاعية بنفس النتيجة 1/0 ، على الرغم من استمراره مع الفريق من الموسم الماضي وإشرافه على الصفقات التي كلفت خزائن النادي أكثر من80 الف دولار، وإشرافه أيضا على فترة الإعداد والتحضير للموسم الجديد ، وكان مدرب شباب خانيونس ناهض الأشقر استقال من تدريب الفريق في الأسبوع الأول بعد التعادل مع الجار فريق الخدمات 2/2 ولكنه سرعان ما عدل عنها بعد تمسك إدارة الفريق به ونجح بعد ذلك في تحقيق انتصارين تصدر بهما الترتيب مناصفة مع خدمات الشاطئ .
رابعا : مواقف تعجبك
• قرارات مجلس إدارة أهلي غزة المساندة للجهاز الفني للفريق الأول بالنادي بقيادة المدرب الخلوق نعيم سلامة عندما تم تجديد الثقة به ، وفي نفس الوقت سحب الثقة من الحارس محمد مطر وتسريحه وإيقاف اللاعب حسن هتهت كقرار انضباطي الذي اعلن اعتزاله قبل ذلك ثم تراجع إ ضافة إلي إيقاف اللاعب محمد داود.
• ردة فعل مجلس إدارة شباب رفح الذين تواجدوا في المقصورة لما قامت جماهير الزعيم بقذف الحكم المساعد بالزجاجات الفارغة، وحين قامت الجماهير بالتلفظ بألفاظ نابية ردا على جماهير البحرية ،عندها هب هؤلاء فورا وقاموا بثني الجمهور عن ذلك ومنعوهم من الاستمرار في العبث والتخريب .
• تصرف اللاعب المحترم محمد بركات هداف شباب خانيونس عندما احرز الهدف الثاني لفريقه في مرمي منافسه الاتحاد ،رافضا الاحتفال بهذا الهدف الغالي ، بل أشاد بهم واحترم مشاعرهم ووضع يده على رأسه فما كان من جماهير الاتحاد إلا أنها ردت التحية بالمثل .
أكبر عملية جراحية في تاريخ ملاعبنا
الجهود الجبارة التي يبذلها الدكتور عميد عوض – عضو مجلس إدارة خدمات الشاطئ ونائب رئيس الدائرة الطبية – في معالجة المصابين من اللاعبين والجماهير وإجراء العمليات الصغرى داخل الميدان وإنقاذ حياتهم وكانت آخر عملياته لمشجع شباب رفح الذي احتاج إلي 18 غرزة وهي تعتبر الأكبر في تاريخ ملاعبنا .
خامسا : سلبي للغاية
• التصريحات التي أدلي بها مدرب شباب رفح بعد نهاية مباراة فريقه امام الشاطئ والتي خسرها الزعيم بهدف دون رد، وعزا ذلك للأجواء الإرهابية التي واكبت المباراة على حد تعبيره وأن الشاطئ لم يقدم شيئا، في حين أن فريقه الشباب كان غائبا فنيا وذهنيا طوال المباراة .
• تصرفات جماهير الشاطئ في بعض فترات اللقاء والتلفظ بألفاظ نابية وإشعالهم النيران وقذف الألعاب النارية داخل أرضية الملعب خاصة بعد نهاية الشوط الأول .
• الحالة العصبية التي بدا عليها اللاعب عبدالله سلامة مدافع الشباب – الذي أعلن اعتزاله في الموسم الماضي ثم تراجع- وكثرة اعتراضه على حكم المباراة، وموقفه بعد نهاية الشوط الأول عندما كان متجها إلي دكة البدلاء حينها قام احد الجماهير بقذف صاروخ صوتي إلي تجمع من الأشخاص ومن ضمنهم سلامة حيث ادعي الإصابة ولم يصب أحدهم الصاروخ وانفجر في الهواء . • فقدان التركيز لدي العديد من اللاعبين في أواخر اللقاءات، وعدم القراءة الجيدة للدقائق الأخيرة من المباريات من قبل المدربين كما حدث في : مباراة الصداقة والتفاح عندما تلقي الصداقة هدفين متتاليين في الدقائق 85 و90 ، وكذلك خسارة الأهلي مباراته أمام الخدمات الرفحي في الدقيقة 90 ، وهدف التعادل للهلال في مرمي خدمات خانيونس في الدقيقة 90 أيضا ، فيما خسر شباب رفح مباراته امام الشاطئ بهدف في الدقيقة 78 ، وكذا فعل الرياضي عندما تلقي هدف الخسارة امام اتحاد الشجاعية في الدقيقة 71 .