2024-12-26

ورشة الإستراتيجية الوطنية للرياضة الفلسطينية تحت المجهر

2022-01-27

ورقة اللجنة الاولمبية شخصت الواقع الرياضي بموضوعية ومسؤولية عالية

المحاضرون أدلوا بدلوهم ونقلوا خبرة وتجارب بلدانهم

كتب / أسامة فلفل

يعد مشروع الإستراتيجية الرياضية الوطنية للرياضة الفلسطينية أحد المشاريع الهامة والركيزة الأساسية للانطلاق بالرياضة الفلسطينية نحو تحقيق الغايات المنشودة والتطلعات والطموحات لاسيما بعد حالة الازدهار والإبداع والظهور والانتشار الذي شهدتها الساحة الوطنية والدولية ولتهيئة كافة السبل للوصول إلى منصات التتويج في مختلف المحافل الرياضية وذلك من خلال صياغة استراتيجيه واضحة للرياضة وفق إطارات وطنية ومساقات علمية ومنهجية واضحة المعالم.

وفي إطار المسؤولية الوطنية والاهتمام الكبير للقيادة الرياضية وباعتبار الحركة الرياضية رافدا هاما لتنمية الموارد البشرية وعنصر أساس في عملية التطوير والتنمية لبناء رياضة عصرية شرعت اللجنة الاولمبية الفلسطينية وبتوجهات ربان السفينة الرياضية اللواء جبريل الرجوب بتنظيم ورشة عمل تحت عنوان “نحو إستراتيجية وطنية للرياضة الفلسطينية ” وتأتي هذه الخطوة لتأكيد حرص القيادة على بناء إستراتيجية رياضية عصرية مع الأخذ بعين الاعتبار الاستفادة من خبرات الدول العربية الشقيقة في التخطيط الاستراتيجي لتحقيق الجودة العالية وملامسة النجاح المقصود لبلوغ الأهداف المنشودة.

القيادة الرياضية تدرك أهمية هذا المؤتمر، الذي يهدف لخدمة كل قضايا الرياضة الفلسطينية وتطورها ويحقق النجاح للإستراتيجية الوطنية للرياضة الفلسطينية، من خلال أوراق العمل والبحوث والندوات والمضامين التي تستقطب خبراء التربية الرياضية كل في اختصاصه على المستوى الوطني والعربي.

فورشة العمل جاءت قبل إجراء انتخابات الاتحادات الرياضية للدورة الجديدة وبكل تأكيد هذا سوف سيساعد الاتحادات في وضع خططها للسنوات الأربعة القادمة برؤية واضحة وأهداف محددة.

كعادتها أيام الملاعب حرصت وبمهنية على رصد نبض المشاركين بالورشة من مختلف القطاعات الرياضية وأخذ انطباعاتهم عن برنامج الورشة والمحاور التي تناولتها والمادة العلمية ونوعية المحاضرين والفئة المستهدفة وبرنامج الورشة .تعالوا نرصد ماذا قال المشاركون.

الرياضة رسالة نضالية وطنية

يقول الأستاذ وليد أيوب رئيس المجلس الأولمبي أن ورشة العمل التي عقدت مؤخرا تحت عنوان (نحو استراتيجة وطنية للرياضة الفلسطينية ) كنا في أمس الحاجة لمثل هذه الورش في السنوات الثمانية الماضية وأن تأتي متأخرة خيرا من أن لا تأتي.

ويتابع الحديث لقد اكتسب الكادر الرياضي خبرته في المرحلة السابقة عبر الممارسة والتجربة والتخطيط الآني دونما رؤية إستراتيجية بفعل ما تعرض له من استهداف وعزل وحصار ورغم كل المعوقات حقق الجيل السابق انجازات تاريخية ستظل محط اعتزاز متسلحا بإيمان أن الرياضة رسالة نضالية وطنية تحتم علينا في القادم البناء والتطلع للتطوير على أسس علمية ترتكز على تطوير الكادر الرياضي والارتقاء بالبنية التحتية ,ويضيف على الصعيد الشخصي استفدت من مساقات الورشة التي ساهم بقدر كبير في فعالياتها خبراء من الدول العربية حرصوا على اطلاعنا على كل ما هو جديد نحو التطوير والبناء ومن أين نبدأ وإلى أين نسير.

آمل من رأس الهرم الرياضي اللواء جبريل الرجوب إصدار تعليماته بالبدء الفوري بتفعيل التوصيات التي خرجت بها الورشة لترجمة الأقوال إلى أفعال لنتمكن من تحقيق نقلة نوعية في مشاركتنا القادمة في أولمبياد بكين في العام 2020م.

يقول د .أحمد يوسف حمدان رئيس قسم التربية الرياضية بجامعة الأقصى هدفت هذه الورشة إلى إكساب المشاركين المهارات اللازمة في التكوين التخطيطي الاستراتيجي وأهميته ومقومات بناء وتأسيس معايير نجاح النظم والقوانين والتشريعات والتخطيط وتطوير القوانين وتشكيل وتفعيل المحكمة الرياضية من أجل النهوض بالكادر البشري واستقطاب القطاع الخاص للنهوض بالكادر وتوفير الموازنات وتعزيز ثقافة المجتمع بأهمية دعم الرياضة ولاسيما الرياضة المدرسية وعلاقتها بالمنظومة الرياضية ومقومات إعداد البطل الرياضي الأولمبي والانتقاء لدى اللاعبين والاستثمار الرياضي والتسويق ودور الإعلام في تنمية ودعم الرياضة مع الاستفادة من تجارب الآخرين.

ويضيف ,المحاور كان هدفها الرقي بالرياضة وتعلم مهارات التصميم لهذه الخطط ويؤكد بالنسبة لتوقيت انعقاد الدورة كان جيدا ولا يوجد تعارضات وعلى صعيد المحاضرين المشاركين بالدورة كانوا على كفاءة عالية وكنا تواقين أن يكون هناك محاضرين وخبراء أجانب حتى تكون درجة الاستفادة أكبر وأعم.

ويختتم حديثه , ورقة اللجنة الأولمبية التي طرحت جاءت متوافقة تماما مع الواقع وموضوعية لأبعد الحدود.

مطلوب تحديد الأولويات والدخول لمرحلة المنافسات

تحدث فتحي أبو العلا عضو مجلس إدارة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم سابقا بمسؤولية وطنية عالية قائلا : لابد أن نؤكد على القيمة العلمية والعملية لهذا المؤتمر والذي تأخرنا كثيرا في التوجه نحو هذه المؤتمرات وورش العمل الخاصة بالتوجهات الإستراتيجية للحركة الرياضية الفلسطينية والتي من خلالها يتم رسم خارطة طريق واضحة ومحددة ويمكن البناء عليها لتطوير ونشر وحماية الألعاب الرياضية المختلفة وتحديد الأولويات للألعاب المحلية والدخول لمرحلة المنافسات القارية والدولية.

وأعتقد أن هذا المؤتمر وورش العمل اللاحقة جاءت في وقت مناسب قبل إجراء انتخابات الاتحادات الرياضية للدورة الجديدة مما سيساعد هذه الاتحادات في وضع خططها الإستراتيجية للسنوات الأربعة القادمة برؤية واضحة وأهداف محددة يمكن قياسها ومتابعتها من قبل اللجنة الأولمبية والمجلس الأعلى الذي يقع على عاتقه توفير التغطية المالية لهذه الخطط والبرامج بما يحقق الأهداف قصيرة المدى والأهداف بعيدة المدى لكل اتحاد سواء للألعاب الفردية أو الجماعية.

وللحقيقة فإن من أهم المخرجات الآنية لهذا المؤتمر كان هذا التجمع للكادر الرياضي والأكاديمي الفلسطيني ومواجهة الحقيقة الكامنة في تحملهم لمسؤولية القصور الواقع في الحركة الرياضية الفلسطينية.

وقد أعجبتني ورقة العمل المقدمة من اللجنة الأولمبية الفلسطينية والتي قدمها الدكتور أسعد المجدلاوي والتي وضع فيها النقاط على الحروف بتشخيص واقعي وموضوعي للحالة الرياضية المترهلة والقصور الواضح لجميع الاتحادات الفلسطينية وهذا لا ينفي الجهود والانجازات التي تحققت في المرحّل السابقة وبالتالي يمكن أن تشكل ورقة العمل نبراسا يمكن الاستهداء بها لمعالجة الخلل والقصور والبناء على الإنجازات.

وأشار أبو العلا إلى سوء التواصل عبر الفيديو كنفرس من العيوب التي واجهها المؤتمر وكذلك التغيرات الطارئة في البرنامج بسبب عدم وصول الخبراء العرب.

في نهاية حديثه قدم الشكر والتقدير لكل القائمين على الإعداد والتحضير لهذا المؤتمر وللخبراء والمحاضرين العرب الذين أثروا هذا المؤتمر بحضورهم وكذلك الخبراء الذين حال الاحتلال دون وصولهم للأراضي الفلسطينية وتوجه بالشكر والتقدير للجنة الأولمبية الفلسطينية ورئيسها اللواء جِبْرِيل الرجوب على هذه البداية التي يجب أن تستمر لنشر وتطوير وحماية الحركة الرياضية الفلسطينية.

وتمنى أن يستمر التواصل على مدار العام بحيث تستضيف كل جامعة فلسطينية ورشة عمل يشارك بها الكادر الرياضي والأكاديمي.

حان الوقت لوضع النقاط على الحروف

من جهته تحدث جودات جودة رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة اليد قائلا إن القيام بمثل هذه الورشة مثل مطلبا فلسطينيا وطنيا رياضيا بامتياز نظرا لعدم وجود رؤية أو خطة إستراتيجية على مستوى الوطن منذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية وحتى الآن و جاءت الورشة لتلبي الاحتياجات الوطنية الأساسية التي تلامس قطاع الشباب في فلسطين,باعتبارها الشريحة الأكبر التي يعتمد عليها في المستقبل.

وقد ظهرت أهمية الورشة من خلال المادة العلمية المتميزة بشموليتها والمرتبطة بكل متعلقات التطوير الرياضي الفلسطيني والمرتكزة على خطة منهجية ورؤية علمية مستفيدين بذلك من التجارب الناجحة للخبراء والمحاضرين سواء على المستوى العربي أو الدولي ,حيث كان لجميعهم تجارب وخبرات حية وذات قيمة عالية يمكن الاستفادة منها والأخذ بها وبما يتناسب وواقع الحال الفلسطيني الذي يتميز بخصوصية واضحة تميزه عن بقية دول العالم سواء بالاحتلال أو بحالة الانفصال بين جناحي الوطن، فقد حال الاحتلال بين وصول العديد من الخبراء المشاركين كما حال الاحتلال دون انتظام الاتحادات الرياضية في مكان واحد, رغم أهمية التكنولوجيا في اللقاء الذي جمع بين أعضاء الاتحادات الرياضية.

لقد جاءت هذه الورشة في وقتها من حيث انتهاء أعمال الدورة الاولمبية وانتهاء مدة عمل الاتحادات الرياضية , وبالتالي الاستفادة من خبراتهم خلال الدورة السابقة على اعتبار أنهم لامسوا العمل الرياضي مباشرة وتعرفوا على النواحي الايجابية ونواحي القصور فيه ,وهم من خلال تجربتهم قادرون على تصويب الأوضاع الحالية ووضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بتطوير الأداء فنيا وإداريا.

أما من حيث البرامج التي اشتملت عليها الورشة فقد كانت غنية بالمعلومات والخبرات العربية التي يمكن الاستفادة منها في تطوير الرياضة وما يزيد من أهمية الورشة مجموعة التوصيات المهمة التي تم التركيز.

واختتم حديثه بالشكر والثناء للجنة الأولمبية الفلسطينية التي رعت هذه الورشة وللواء جبريل الرجوب الذي له الدور الأكبر في ما وصلت إليه الحركة الرياضية الفلسطينية من تطور وتقدم في الوقت الحاضر.

كما ثمن دور للجنة التحضيرية وعلى رأسها رئيس اللجنة د . أسعد المجدلاوي لما قامت به اللجنة من جهد لكي تصل الرسالة بمضمونها إلى أصحابها.

كلما ارتفعت رغبتنا في النجاح كلما ارتفعت رغبتنا في العمل والعطاء

وتحدث الأستاذ أسعد أبو شوقة الخبير الرياضي في مجال التنمية البشرية مؤكدا أن تنظيم ورشة العمل التي نظمتها اللجنة الأولمبية الفلسطينية كان تنظيما نوعيا يمتاز بالاهتمام العام لعمل الورشة وما يترتب عليها من توصيات ومخرجات تخدم الاتحادات الرياضية مجتمعة واللجنة الاولمبية الفلسطينية.

هذه الورشة هدفها في الأساس تحديد قوة المتغيرات وذلك بخلق علاقة ايجابية بين الرغبة في النجاح والتطوير من جهة والتقدم والتحصيل الفكري والذكاء الرياضي والتخطيط الاستراتيجي الرياضي في المرحلة المقبلة ,فكلما ارتفعت رغبتنا في النجاح كلما ارتفعت رغبتنا في العمل الجاد والتحصيل والانجاز لذلك يجب علينا أن نأخذ بمبدأ القياس والمقاييس النفسية لكي يتم تحديد جوانب التطوير والنجاح والانجاز.

إن ورشة العمل كانت ناطقة بالاهتمام الجامع والمتنقل بدينامكية مستمرة ذلك من حيث نوعية المحاضرين والمشاركين والتحضيرات وكلمة رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب التي حدد فيها محاور الرياضة الفلسطينية واستنطاق الحركة الرياضية في توسعها العمودي والأفقي والتوصيات والمخرجات التي خرجت بها الورشة ونسقها التي تضمنت فاعليتها في تنويعات المواد العلمية التي طرحت وأهميتها تؤكد بأننا على مفترق طرق للنهوض بالحركة الرياضية الفلسطينية وستشكل حجر الأساس لبناء خطة إستراتيجية وطنية بامتياز ومشروعا وطنياً لتحقيق أهدافنا المنشودة مما يتطلب من جميع المعنيين والشركاء الوقوف عند مسؤولياتهم ومهامهم المعهودة إليهم.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن الورشة خلصت لبناء منظومة رياضية تقوم على فعل التطوير والنجاح وتحقيق الأهداف كي تحاكي مشاكل وطموحات الشباب والرياضيين عبر حدود الزمن في حركاته الثلاث الماضي والحاضر والمستقبل.