الاحتراف ثقافة وسلوك قبل المال …
بصراحة وبعد أقل من 6 سنوات على تجربة الإحتراف لا يمكن أن ننكر أنه واقع مرير لكن لا بد منه في لعبة كرة القدم ، واذا أردت ان تطور هذا المعترك يجب ان تبدأ الطريق وتواصل المشوار حتى نهايته رغم الصعوبة ، لكن الإحتراف لا يمكن أن يصل الى مستوى النجاح الا بتوفر البنية التحتية الرياضية والإمكانات المادية الكافية والمتواصلة ، اضافة إلى دعم خاص من الحكومة الفلسطينية ، وتطبيق مبدأ الإحتراف على كافة المنظومة بما فيها الاحتراف الاداري في المؤسسات الرياضية والحكام وغيرهم , وما يلاحظ على الدوري الفلسطيني عدم وجود ملاعب لكافة الفرق المحترفة فيجب ان يكون هناك ملعب رسمي لكل فريق محترف اضافة الى ملعب تدريبي اذا ما اردنا تطوير مستوى اللعبة ، واضافة الى ذلك وجود مدربين مؤهلين وباعلى المستويات ، ولا ننسى دعم القطاع الخاص طوال الموسم الرياضي وبما يضمن تطوير مصطلح “التسويق الرياضي” .
والاحتراف ليس بالإسم ولكن بالفعل .. فنقول احيانا ان هناك دوري جيد المستوى وحقيقة الامر انه ليس جيدا ، لكن باعتقادي أن كل البدايات صعبة ، ولا يوجد انسان قد ولد كاملا ، والاحتراف وليد شرعي بحاجة الى الرعاية والتنمية لكنه يحتاج ﻻكثر من 6 سنوات حتى تصل الى المستوى المأمول شريطة الاهتمام بقاعدة الناشئين لان من المفروض في نظام الإحتراف ان تعتمد الاندية على لاعبيها وليس الاعتماد الكلي على لاعبين من خارج تلك الاندية وبالتالي تدمير القطاعات الناشئة وبناء اللاعب بشكل علمي لأن مشكلتنا أن اللاعب يصل فجأة إلى الفريق الأول دون أن يتدرج في قطاعات الناشئين وهذا ما يؤثر سلبا على نتائج المنتخبات لذلك لا بد من وجود منتخبات لكل الفئات العُمرية من خلال مدربين مؤهلين لذلك .
وبخصوص نظام التعزيز بالدوري المتعلق بقرار اتحاد الكرة الفلسطيني إلغاء مبدأ التعزيز للاعب المحترف (الاجنبي غير الفلسطيني) فاذا كان اللاعب المحترف من خارج الدولة مستواه الفني أفضل من الموجود فلا مانع من ذلك شريطة تحديد العدد مثل 3 لاعبين لكل فريق لان لاعبي التعزيز يساعدون على تطور مستوى الفرق المحلية ، وبالتالي الإستفادة تعود على اللاعب المحلي وينتظر منه أن يقدم الكثير مع المنتخب الوطني .
وهنا يجب الاستفادة من التجارب الخارجية مثل تجربة المنتخب الاسباني كانت ناجحة في استقطاب افضل نجوم العالم وبالتالي اصبح الدوري هناك قويا مما ساعد على تطور المنتخب الاسباني الذي حصل سابقا على بطولة كاس العالم , ولا مانع من التجربة الحالية دون محترفين مع تقييم المرحلة .
وبخصوص تشجيع اللاعبين على الاحتراف الخارجي فهو شيئ مميز خاصة اذا كانت التعاقدات الخارجية مدروسة وتعود بالفائدة على المنتخب الوطني واللاعب نفسه ماديا وفنيا والمشاركة الحقيقية لتطوير الثقافة الاحترافية والمستوى الفني .
وهنا لنا تجارب ناجحة في هذا المجال مع عدة لاعبين من المحافظات الشمالية أو الجنوبية ، او لاعبي الشتات من تشيلي وغيرها من الدول .
وتبرز الفائدة بقوة البطولات الخارجية حيث تتفوق على مستوى دورينا المحلي ، وثبت ذلك من خلال استعانة المدير الفني للمنتخب الوطتي بالعديد من اللاعبين المحترفين الذين قدموا مستويات جيدة لكن للأسف تقلص عدد اللاعبين المحليين المحترفين خارجا وبقي الاعتماد على بعض المواهب من لاعبي الشتات الفلسطيني .
ولا بد من اللاعبين ان يعلموا معنى الاحتراف وان الاحتراف لا يعني المال فقط ، ولكن الاحتراف هو سلوك وعليه يجب على كل لاعب ان يكون اكثر وعيا في التعامل مع امور الاحتراف جميعها ، وان الاحتراف فرصه لان تتطور وان تجتهد وتتعب على نفسك وان تحافظ على مستواك لان ذلك يعني الاستمراريه وليعلم ان سلوك اللاعبين ينعكس على اداء الجماهير .
وأخيرا لنعمل جميعاً على المحافظة على مشروعنا الرياضي ، وليكن الجميع علي قدر كبير من المسؤولية وكلنا أمل تعاون الجميع وتلاحمهم حول أهداف تطوير اللعبة هو المغزى الحقيقي لكرة قدم واعدة , وأن نعمل جميعا للحفاظ على هذا الحراك الرياضي وفق رؤية واضحة المعالم .