الاندية تئن تحت وطأة الازمة المالية
الخليل – خالد القواسمي
الأزمات المالية أضحت شبحا مرعبا يهدد مسيرة الاندية التي تعتمد على مصادر دعم مالي غير ثابته ومؤخرا تعالت الاصوات في أروقة اندية المحترفين مناشدة الحكومة الفلسطينية بالتسريع في صرف المنحة الرئاسية لسد جزء من الالتزامات المالية الكبيرة التي تفوق امكانياتها ومواردها مما كشف عجزهم وفضح أمرهم وقلل من هيبتهم وهذا نتيجة حتمية لعدم وجود الاستراتيجية التسويقية في انديتنا تمكنهم من الاعتماد على موارد ذاتية خاصة بهم .
ندرك بأن هناك اندية عالمية تواجه أزمات مالية لكن لها مداخيل ثابته ولها أساسيات واستراتيجيات واضحة في الانفاق تستطيع الخروج من ازماتها فيما انديتنا الفلسطينية وللأسف ليس لديها ما يسد الرمق حتى مصروفاتها النثرية البسيطة قائمة على مد يد العوز باسلوب مخجل لكن الى السؤال الى متى هذا الحال ؟
في كثير من الاحيان تخضع الاندية لرغبات الجماهير لضم لاعبين بتكاليف باهظة وتصرف بغير حساب ومع مرور الوقت تجد نفسها تغوص في وحل الديون وتراكمها ما يؤدي الى التخلي عن ابرز النجوم في منتصف الطريق وهذا ما يحصل الان مع عدة فرق في دوري الوطنية للمحترفين الفلسطيني ويتسبب في تراجع كبير للمستوى الفني للفرق.
من اسباب المديونية العالية والباهظة عقود اللاعبين فالبعض منهم عقده اكبر من خزينة النادي ان وجدت أصلا وهو ما يعرض الى الانهيار المفاجئ بسبب المبالغة غير المحسوبة في صرف واهدار المال في ظل عدم وجود دخل ثابت وحقيقي او نتيجة الاعتماد على شخص او شخصين في عملية التمويل ومع اول خلاف لا تجدهما يختفيا ويتواريا عن الانظار وتخلق الازمة وتقع الاندية في حيص بيص وهذا مثال واقعي مما نسمعه الآن فمصير الاندية معلق بيد البعض من اصحاب رأس المال .
من الحلول لطي صفحة الديون اللجوء الى الخصخصة وبحث السبل الكفيلة بجذب المستثمرين للكرة الفلسطينية لكي يكون الاحتراف حقيقي مرتكزا على قاعدة مضمونة ماليا واداريا تساهم في الاستمرارية فقد تغيرت الاحوال ولم يعد بالإمكان ادارة الاندية من جانب هواة يفتقرون للمقومات الادارية .
كما أن ابقاء الوضع على شاكلته فيما يخص رواتب اللاعبين دون تحديد سقف وهو السبب الاساسي في الازمة سيبقي الاندية تراوح نفس الاشكاليات فالأرقام الخيالية لعقود اللاعبين والتي لا تتوازى مع ما يقدمه اللاعب الذي ترعرع في النادي مشكلة يجب اعادة النظر في امورها ويتوجب تفعيل تحديد سقف الرواتب مما يسهم في تقليص المصروفات.
لم يعد هنالك مبرر بخروج مسؤولي الاندية للشكوى من ضيق الحال فهذا ما فعلته ايديكم فلا تلموا احدا بما فعلتم وجريكم خلف الاعلام والبهرجة والتصريحات النارية وتباهيكم باستقطاب فلان او فلان وعند اول امتحان ومواجهة الحقيقة بعجزكم المالي تخفت اصواتكم ويهرب الكثير منكم من الميدان تاركا الاعباء خلفه ومشاكل لاتعد ولا تحصى نتيجة سياسة الفزعة المتبعة في انديتنا ونظرتكم الضيقة وافتقادكم لأدنى خطوات النجاح فضعف الاستراتيجيات والخطط التسويقية يقود الى مزيد من الكوارث على رياضتنا.
الديون تحاصر الاندية ولم نشهد أي حل جذري ينهي هذه المعضلة فالوضع داخل انديتنا لا يسر احد والازمة تطحن الجميع وان كانت بينها فوارق ومن الضروري العمل على عقد مؤتمر للخروج بآليات عمل جديده توائم متطلبات الاحتراف وانقاذه من حالة التخبط بتكرار نفس المشهد في كل موسم والعمل بشكل فردي للخروج من تلك المعضلة لا يجدي نفعا ولن تتقدم الاندية ولن نرتقي بكرتنا الفلسطينية لمستوى يلبي طموح الشارع الرياضي فالميزان غير متساوي الكفتين وكان الله في العون .