حدث كروي هناك وتفاعل جماهيري هنا
الخليل – خالد القواسمي
بعيدا عن المستوى الفني وما آلت اليه نتيجة لقاء نادي شباب الخليل والعهد اللبناني لا يمكن أن نتجاوز الحديث عن حالة التفاعل لجماهير الكرة الفلسطينية والجهد المبذول وان دل حجم الالتفاف الكبير حول فريق شباب الخليل انما يدل على وحدة الشعب والتفافه حول ممثليه في المحافل الكروية وهذا ما رسخه قولا وفعلا شعبنا الفلسطيني وما اكد عليه مرارا وتكرارا قائد الحركة الرياضية الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب حينما اعلن بأن الرياضة بعيده عن التجاذبات وبأنها مفتاح لوحدة الشعب وانصهاره في بوتقة واحدة .
وبالفعل استطاعت الرياضة ان تعكس الوجه الحضاري المشرق والصورة الحقيقية لهذا الشعب وتحمله المسؤولية اتجاه انديته وفرقه الرياضية وممثليه وهذا بحد ذاته ثقافة طيبة تؤدي في الاخير الى نتائج ايجابية ويعد مؤشرا بحجم الرضا والثقة بقدرة الرياضة والرياضيين على ايصال الرسالة ولا يمكن لمنصف ان يتجاوز الحديث عن التغيير الجذري في المفاهيم التي اطلقها اللواء الرجوب والتي تتمحور وتصب في اقنية تحقيق الاهداف الوطنية شكلا ومضمونا يتبادل فيها الجميع روح المسؤولية .
من المهم أن نحافظ على تلك الصورة المشرقة ونستمر في الدعم والتحفيز واستغلال الايجابيات في عمق المجتمع بكل الادوات المتاحة وبمختلف الوسائل بعيدا عن العمل الارتجالي والعشوائي فهذا هو الوقت المناسب لمواصلة تفعيل المجتمع ومن الخطأ ألا نستغل كل هذا الالتفاف الجماهيري بالشكل الأمثل ليس من اجل ناد او فريق او منتخب بل من اجل الوطن فلحظات الفرح هي أفضل فرصة للتكاتف والتعاضد وهنا يأتي دور المسؤول الذي يتمتع بالفطنة والذكاء ويستطيع ان يستغل تلك الفترة الايجابية بشكل ايجابي لمنظومته الرياضية ولمجتمعه ووطنه ورفع المنسوب الثقافي وتطويع الرياضة وبالتحديد كرة القدم صاحبة الشعبية الجماهيرية الطاغية للتأثير والتحفيز والتغيير ليشعر كل فرد من افراد هذا الوطن بأنه جزء مساهم في هذا النجاح وبالتأكيد ما يقدمه فريق شباب الخليل في مشاركته في المحفلين العربي والاسيوي هناك من مستوى له تأثير هنا لكننا نحتاج لمن يقود ويفعل ويبادر ويحرك بخطوات مدروسة بعيدا عن اسلوب الفزعة العربية .
وأعود وأكرر للقول بأن كرة القدم هي أكبر من كونها لعبا ولهوا وتجمع فوضوي كما يعتقد البعض وعلينا سحبها من أيدي المتعصبين والدخلاء واصحاب الاجندات ومروجي الفتن الذين يظهرون بين الحين والاخر من خلال زرعهم بذور الفتن التي اصبحت تغزو صفحات التواصل الاجتماعي وتحرض الجماهير وللأسف منهم من يعتقد بأنه قائد جماهيري وله تأثير وهذا ناتج عن ضعف الشخصية الادارية التي لا تستطيع اتخاذ قرارات رادعه بحقهم بل تلجأ الى الاحتضان وتنصيب البعض من هؤلاء كقادة للعمل الجماهيري ويتوجب العمل على اجتثاث امثال تلك النوعيات وابعادها عن الحقل الرياضي ولنجعل الرياضة وكرة القدم منها على وجه التحديد في أيدي العقلاء ثم ننظر ماذا ستفعل .
وبالعودة للقاء الاياب الذي سيخوضه ممثل الكرة الفلسطينية في البطولة العربية امام فريق العهد اللبناني والمتوقع ان يشهد زحف جماهيري كبير لمؤازرة العميد الشبابي نتطلع من جماهيرنا الى الظهور بمظهر حضاري فعيون العالم ترقبنا والكاميرات مسلطة على كل صغيرة وكبيرة فلنكن على قدر من المسؤولية من أجل كرتنا الفلسطينية ومن اجل وطننا مع كل الامنيات لممثلنا في مشواره الكروي في المحفلين العربي والاسيوي .