المصالح الضيقة توصلنا لمستويات متدنية
كتب /أسامة فلفل
الرياضة الفلسطينية رغم الظروف والمعيقات حققت تطورا ملموسا على المستوى الإقليمي والدولي وثبتت الهوية الوطنية والرياضية بقوة بالفعل والأداء والانجاز ,لذا يجب أن يواكب هذا التطور بناء القدرات والكفاءات للكادر الرياضي الفلسطيني وتعزيز بناء وتطوير مشاريع البنية التحتية على مستوى الوطن بالتوازي لتحقيق المصلحة الوطنية والرياضية.
حقيقة إذا ما خلصت النوايا والعمل بروح وثابة وإصرار وإرادة قوية ليس هناك شيء مستحيل ,فالرياضي الفلسطيني يمتلك قدرات وإمكانيات تؤهله أن يكون له مكانة هناك تحت قرص الشمس.
الرياضة الفلسطينية بكل مكوناتها تحتاج الكثير لملامسة التطور والتقدم وإضافة وتحقيق مزيد من الانجازات ,من هنا يجب العمل بشكل مكثف وعلى كافة الأصعدة خلال الفترة المقبلة من أجل تحقيق الوصول إلى مشروع النهضة الرياضية الشاملة.
هناك العديد من العناصر اللازمة لتحقيق الإبداع والتميز والاحترافية وتحقيق الإنتاج والانجاز بشكل ملموس وتتمثل في الإدارة الجيدة والمتخصصة والتي تحمل فكرا راقيا ومتطورا والمدربون المتميزون من ذوي التخصص والتوجيهات الثقافية والسياسية ومستويات الدعم والتمويل.
اليوم ونحن على أبواب محطة تاريخية هامة “انتخابات الاتحادات الرياضية” حيث هذه الاتحادات تشكل الركيزة الأساسية والبوصلة الحقيقية للرياضة الفلسطينية والعمود الفقري للجنة الاولمبية الفلسطينية ,فأحوج ما نكون فيه في هذه المحطة المهمة العمل بإخلاص وصدق وغيرة وحرص من خلال اختيار الكوادر المتميزة والمتخصصة والناجحة لقيادة دفة هذه الاتحادات والعبور من خلالها للعالم وتوصيل رسالة وطنية وفضح سلوك وممارسات الاحتلال بحق الرياضة الفلسطينية.
يجب إنكار الذات وتغليب المصلحة الوطنية والرياضية على كل المصالح الضيقة والبعد عن الأهواء الشخصية والميول الخاصة “الحزبية” التي أوصلت الرياضة الفلسطينية لمستويات متدنية وأفقدتها قوتها وحضورها في المشهد الرياضي.
إننا نحذر وفي هذه المرحلة البعد عن المصالح الخاصة ,إذا غلبت المصلحة الخاصة على العامة يعني إصابة الرياضة الفلسطينية في مقتل وانهيار كل ما تم تشيده وبناؤه على مدار مرحلة صعبة اتسمت بالتضحية والعطاء والانجاز.
إننا ننوه إلى أن المرحلة القادمة في غاية الأهمية وتتطلب من الكل الرياضي العمل بشكل مسئول وتحديد الأهداف لنتمكن من ملامسة النجاح والنهوض بالواقع الرياضي وتطوير المستويات والوصول إلى أعلى درجة من النجاح.
لا نريد أن تكون عملية البناء الوطني والرياضي للاتحادات لا تتناسب مع حجم الانجاز ومع طموحاتنا وإمكانياتنا وتطلعاتنا التي ننشدها ونريد أن تكون عملية البناء تحتكم إلى الأصول والثوابت والمنهج العلمي والفلسفة الناجحة لتعزيز حجم الانجاز في الساحة المحلية وعلى المستوى الإقليمي والدولي.
الشارع الرياضي ينتظر من اللجنة الأولمبية واللجنة المكلفة نجاح عملية البناء للاتحادات الرياضية وفق متطلبات المصلحة الوطنية والرياضية ونحن ندرك أن المهمة شاقة وصعبة وتتطلب الجهد والإخلاص والتضحية والعمل المتواصل للوصول لبر الأمان.
ما زال الشارع الرياضي والرياضيين يعولون كثيرا على انجاز العملية بمسؤولية وطنية ورياضية عالية ويحدوهم الأمل في أن تكون عملية المخاض تتم حسب الأصول والمعايير والأسس وبما يتوافق مع القوانين الإقليمية والدولية والمصلحة الوطنية.