بداية مثالية للفدائي … الماهر مهَرها بإبداع ورسالة أبو ناهية مرفوضة
كتب – أحمد العلي
نجح منتخبنا الفلسطيني في تحقيق انتصار مهم في مستهل تصفيات أمم آسيا على حساب المالديف بثلاثة أهداف دون رد.
وتأتي أهمية الإنتصار كونها في أرض المالديف، وبثلاثية دون تلقي أي هدف، والنقطة الإيجابية الأخرى إلحاق هزيمة بفريق كان يعتبر من الفرق التي قد تزاحم على بطاقة التأهل إلى جانب فلسطين وعمان في هذه المجموعة، مع انعدام ذلك لبوتان التي أصلاً خسرت أمام عُمان بنتيجة 14 هدف دون رد.
وبالتالي فنتائج الجولة الأولى أعطت تصوّراً أوليا واضحاً على أنّ فلسطين وعُمان قد حسما تاهلهما بدرجة كبيرة من الآن، ويبقى الصراع لتحديد بطل المجموعة بينهما كدفعة معنوية أخرى، في رحلة الاستعداد للحدث الأكبر في الامارات.
أحمد ماهر كان نجم المباراة بلا منازع، إذ زجّ به المدرّب عبدالناصر بركات بوقت أقل ما يُقال بأنّه مثالي، إذ قدّم الماهر نفسه بقوة منذ لحظة دخوله بداية الشوط الثاني، مُستفيدا من امتلاكه لياقته الكاملة مقارنة بغيره من اللاعبين، والأمر الآخر الثقة العالية التي امتلكها، وقدراته الفردية التي ساعدته كثيراً في التوغّل الذي رأيناه خلال تسجيله كلا الهدفين، بما في ذلك سرعة الانطلاق من الخلف كما هو الحال بالدرجة الأولى مع الهدف الأول.
الغزال المحترف حالياً في نادي الوحدات الأردني، قدّم درسا مستفادا بالمعنى الحقيقي للاعب المحترف، الذي لديه يقيناً تماماً، بأنّ المباراة بالنسبة للاعب تبدأ بالضبط لحظة دخوله أرضية الملعب سواء شارك بدقيقة واحدة أو بمباراة كاملة.
فالمهم أن يستجمع قواه ويبذل قصارى جهده خلال الوقت الممنوح له، وهذا ما فعله الماهر بتوقيعه على هدفين، خلال 5 دقائق فقط وبعد دخوله بديلا في الشوط الثاني، هدفان كانا كافيان لحسم اللقاء، بعد دخول فريق المالديف بلحظة انهيار تامة، ليبدأ الفدائي بعد ذلك استراتيجية جديدة اعتمدت على السيطرة والاستحواذ ومبدأ تدوير الكرة بين اللاعبين بثقة عالية، والتقدم التدريجي المحكم تجاه مرمى الخصم فحافظ على تفوّقه حتى نهاية اللقاء.
المهاجم أحمد أبو ناهية دخل هو الآخر بديلاً في الدقيقة 800 تقريبا من زمن المباراة، ومن أول لمسة للكرة نجح في تسجيل هدف ثالث للفدائي، وهذا أمر طيب ومحمود، خاصة أنّ اللاعب نفسه كان بحاجة لهذا الهدف، لاستعادة الثقة بعد موسم غير موفق مع شباب الخليل من ناحية نسبة التهديف.
ولكن !! … لقد وقع أبو ناهية في المحظور، بالطريقة التي احتفل بها، إذ أصلا رفض الاحتفال بالهدف، واكتفى بالتوجه لمكان الجهاز الفني ويشير إلى نفسه بأنه موجود !!، وأراد من ذلك بلا شكّ أن يشير إلى رفضه أن يكون بديلا، حتى أنّه دفع عنه عبد الله جابر الذي توجه للاحتفال معه بالهدف.
هذه اللغة والسلوك مرفوض رفضا قطعيا من أحمد أبو ناهية، ويتطلب منه تقديم اعتذار بأسرع وقت ممكن، يبدأ من الكابتن عبدالناصر وزملائه في الفريق، مرورا باتحاد الكرة وكل جماهير فلسطين التي تابعت اللقاء وشعرت للحظة بالاحباط والحزن من طريقته السلبية، وعلى أبو ناهية أن يأخذ العبرة ممن سبقوه ممن وقعوا بفخ التكبر، فتلاشى حضورهم.
على الجميع أن يعلم أن المنتخب أكبر من الجميع، وفلسطين أكبر وأكبر، ومن يمثل المنتخب الفلسطيني عليه أن يعكس روح الانتماء وثقافة الاحتراف واحترام نفسه ومن حوله.
المصدر : الحياة الرياضية