الأسرة المقدسية تتضامن مع نادي سلوان وتدعو الى دعم المؤسسات وانصاف النادي من الهبوط
تقرير / ناصر العباسي
القدس – احتضنت قاعة نادي سلوان الرياضي أمس الأول اجتماعاً للأسرة الرياضية المقدسية بهدف التضامن مع تلك المؤسسة المقدسية التي تعاني من ظروف صعبة في العديد من المجالات .
وجاءت تلك الزيارة بمبادرة من مديرية القدس في المجلس الأعلى للشباب والرياضة ، وبالتنسيق مع محافظة القدس ، وبمشاركة الاتحادات الرياضية والاندية المقدسية والشخصيات وطنية بهدف ابتكار أسلوب جديد للعلاقة بين المؤسسات الرسمية والاندية المحلية ، والإستماع للصعوبات التي تواجه تلك الأندية من أجل ايجاد الحلول ، وايصال الهموم الى أصحاب القرار بالطريقة الصحيحة .
وحضر اللقاء المهندس عدنان الحسيني وزير ومحافظ القدس ، واحمد سرور رئيس رابطة أندية القدس ومحمد أبو صوي عضو اتحاد كرة القدم ، وهاني الحلبي عضو اللجنة الاولمبية الفلسطينية ، ومنى بربر مديرة مديرية المجلس الاعلى للشباب والرياضة بالقدس ، ومامون العباسي رئيس نادي سلوان ، وبعض رؤساء نادي سلوان السابقين ، وممثلين عن رابطة عشائر حمائل سلوان ، وشخصيات وطنية واجتماعية ورياضية ، وممثلين عن الاندية والمؤسسات المقدسية .
العباسي : نادي سلوان يواجه أزمة رياضية …
وافتتحت الجلسة بكلمة من رئيس نادي سلوان مأمون العباسي أكد فيها أن ما يتعرض له نادي سلوان من الممكن ان تتعرض له اندية فلسطينية اخرى لكننا نمر بأزمة رياضية خاصة من متطلبات الاحتراف الرياضي التي واجهتنا في ظل ظروف صعبة تمر بها بلدة سلوان من استيطان واشتباكات واعتقالات وهدم للبيوت وغيرها ، ولا نخجل عندما نقول ان بلدة سلوان لا يوجد بها اصحاب رؤوس الاموال التي من الممكن ان تحد من تلك الأزمات ومنها الرياضية ، ولا يمكن ان نعيش مرحلة ازدواجية من خلال مرحلتين مختلفتين ، ولا يمكن ان نقييم مؤسسات وطنية مبنية على الاحتراف ونحن نمر بمرحلة تحرر وطني لذلك هناك ازمة لا يمكن إغفالها .
وأضاف هناك أزمة رياضية مر بها نادي سلوان في الىونة الاخيرة بهبوط الفريق لمصاف الدرجة الثانية ، ونحن نحترم كافة الآراء المتعددة ، ولن نتوقت منذ اشهر قليلة ماضية عن ايجاد الحلول للخروج من هذه الازمة ، وان حجم المسؤولية الرياضية كبيرة في ظل عدم وجود ومعالجة الكفاءات الرياضية لدعم الفريق الرياضي بسبب الاستحقاقات المالية المترتبة على نظام الاحتراف ، وهناك عدة اقتراحات و حلول مجلس لتشكيل مجلس للامناء او مجلس رياضي لكن الخطير بالموضوع أننا لا نشعر بالاهتمام المطلوب في مؤسسات القدس الرسمية اتجاه الحفاظ على تلك المؤسسات لتعمل بتفاعل مع المجتمع المحلي .
ورغم علمنا بالصعوبات لكن عندما نتحدث عن القدس يجب ان تكون تلك المدينة ومؤسساتها عنواناً في أي حكومة أو وزارة فلسطينية ، وحلقة الوصل بين الجماهير والاطر السياسية وهي الحلقة للقضايا المختلفة وان لم تجد الاهتمام .
وشكر العباسي المحافظة ووالمجلس الأعلى ومؤسسات القدس والاتحادات التي تتضامن مع نادي سلوان ، وشكرنا أيضا لكل من بادر وساهم في هذا اللقاء من أجل بقاء نادي سلوان الذي يعتبر مصلحة وطنية بامتياز .
الحسيني : الاندية المقدسية بحاجة للدعم المطلوب …
وقال محافظ القدس ووزيرها المهندس عدنان الحسيني أننا نوجه صعوبات في الوضع العام سواء سياسيا أو اقتصاديا أو رياضياً ، والشيئ الوحيد الذي نعول عليه هو التعاون فيما بيننا ، ومع ومؤسسات القدس التي تعتبر الرئة التي تتنفس بها الدولة الفلسطينية .
وتابع : الموضوع الرياضي يشكل حاليا 80 % من قطاع المجتمع الفلسطيني ، وهي القواعد التي نريد ان ننطلق بها الى اي مكان لأن هناك أعاد كبيرة من الاندية داخل وخارج الجدار العنصري نعول عليها كثيرا للحفاظ على المدينة المقدسة .
وعلى مستوى البنية التحتية هناك امكانات موجوده على أرض الواقع لكن البعض يحتاج الى تطوير الملاعب أو ترميم مؤسسات أو الدعم المادي ، والمهم ان يكون هناك دوراً هاماً لادارات الأندية من أجل القدرة في قيادة المسيرة من خلال التخطيط والتسويق لان الرياضة اصبحت علم واقتصاد في الوقت الحالي ، وتلك النشاطات من الممكن ان تدعم الاندية من خلال الاعتماد على المجتمع المحلي المستفيد من تلك النشاطات .
وشدد على ضرورة تغيير عقلية التسول ، وعلى المجتمع المحلي ان يتحمل مسؤلياته خاصة في ظل الامكانات المحدودة ، وغياب الاشراف الحكومي الفعلي على ارض القدس ، ويجب أن نعمل لدعم الأندية التي ستصبح عبارة عن اماكن فارغة .
وبخصوص قضية الرياضة والمحترفين فان الجميع تفاعل مع الطفرة التي حدثت من خلال الاحتراف ، وكل نادي تبنى هذا القرار بطريقة غير موضوعية نشاهد أنه يتساقط كاوراق الخريف ، لكن يجب على الانسان عدم الاستسلام وهو بحاجة الى مراجعة الحسابات ، والاستفادة من الخبراء وأصحاب الاختصاص ، رغم الايمان بان تلك الاندية والاحتراف بحاجة الى الدعم المطلوب، وبالتالي من الضرورة أن يكون لكل ناد دراسة كاملة من الاسرة المقدسية لمعالجة تلك الظروف .
سلوان لا يصعب عليه أن يعود الى مكانه الطبيعي ليحافظ على عراقته خلال الفترة القادمة ، ويجب الاهتمام أيضا بموضوع التسويق الرياضي في ظل امكانات متواضعة في محافظة القدس حيث نحاول دعم المؤسسات من خلال مبالغ محدودة لا تكفي ، ونعتبرها فقط كمساهمة معنوية من اجل مواصلة العمل في تلك المدينة .
بربر : من واجبنا الوقوف الى جانب المؤسسات الرياضية …
من جهتها قالت منى بربر مدير مديرية المجلس الاعلى في محافظة القدس أنها تفتخر أن تتحدث اليوم كمواطنة وابنة نادي سلوان الذي يعتبر عميد الاندية المقدسية ، وبادرنا بتطبيق تلك الفكرة لاننا شعرنا بازمة حقيقية تواجه الاندية المقدسية ، ونتشرف ان الفكرة انطلقت من مديرية القدس ، وكل ما نتمنى ان يبقى النادي في المقدمة ، ونحن نعلم الظروف الرياضية الصعبة لكن لا نخف الدور الكبير للانشطة المختلفة الاخرى التي يحتضنها نادي سلوان .
وأوضحت نحن بحاجة الى تلك اللقاءات مع المؤسسات الرياضية بالقدس بين فترة واخرى من أجل التباحث بالصعوبات ، وتقديم النصائح وتبادل الخبرات ، ونشكر جميع الاطراف التي حضرت وعلى راسهم محافظ القدس ، واتمنى ان تصل الرسالة الطيبة التي تدعم ندي سلوان ، وسنزور في الثريب العاجل اندية اخرى مثل ابو ديس وبيت حنينا وغيرها .
الحلبي : يجب الاهتمام بالالعاب الفردية والجماعية الاخرى ..
بدوره قال هاني الحلبي عضو اللجنة الاولمبية أنه من الواضح ان نادي سلوان يعاني كما تعاني الاندية المقدسية الاخرى من ظروف صعبة للغاية لكن بدرجات مختلفة ، وأضاف أن خصوصية النادي تتعدى الرياضة ، ويجب أن نعمل في تفعيل كافة النشاطات ومنها الالعاب الفردية والجماعية ، والتواجد الجماهيري وتفاعل المجتمع المحلي مع تلك النشاطات الرياضية وغيرها .
واستعرض الحلبي المشكلة التي واجهت مؤسسة برج اللقلق الذي كان مهددا للمصادرة ، والتواجد في تلك الأرض واقامة النشاطات كان الحل الوحيد من الناحية القانونية للحفاظ على الارض والبشر ، ودعا الحلبي اهالي بلدة سلوان ان تتعاون وتتكاتف للحفاظ على تلك المؤسسة العريقة .
سرور : الحفاظ على عراقة نادي سلوان مسؤولية البلدة باكملها ..
وفي كلمة أحمد سرور رئيس رابطة اندية القدس استعرض الوضع الرياضي وفريق كرة القدم مؤكداً أن عزوف شخصيات رياضية ووطنية واجتماعية عن النادي كان أحد الاسباب الرئيسية التي ادى الى التراجع الكبير في نادي سلوان ، ويجب ان يكون هناك دراسة وتقييم واضح خلال المرحلة القادمة لان النادي كان وما زال من اعرق الاندية في الضفة الغربية .
واوضح ان نادي سلوان اشتهر من خلال الفريق الرياضي منذ تأسيسه في عام 1965م ويجب عودته الى مكانه الطبيعي ، ولم نخف أن هناك اسباب مالية وغيرها كانت عائقاً لكن الاعتماد على الدعم الذاتي ، وبجهود اهل البلدة والقوى الوطنية جميعا سيساهم في حل العديد من المشكلات ، وما مر به نادي سلوان من الممكن ان ينطبق على اندية اخرى في المستقبل مثل فريق المحترفين المكبر وهلال القدس ، وطالب أيضاً معالجة اسباب هبوط فريق كرة القدم من خلال دوائر رياضية مختصة من اجل عودته قريبا الى مكانه الطبيعي .
أبو صوي : نواجه مشكلة داخلية أثرت سلباً على الرياضة …
وقال محمد أبو صوي عضو اتحاد كرة القدم الهدف من هذا اللقاء هو قرع ناقوس الخطر في بلدة سلوان ، وهبوط الفريق يؤثر سلبا على استمرار الحياة الرياضية في النادي اذا لم يتم تدارك الامور بأسرع وقت ، وهي رسالة واضحة لعشائر البلدة وشخصياتها لحل الازمة التي نعاني منها ، واكد أن نادي سلوان يواجه مشكلة داخلية فلا يوجد تعاون صحيح بين أبناء بلدة سلوان ، واخفقنا مرتين بالصعود الى درجات متقدمة عام 2009 و2013 لاننا نعمل بطريقة غير جماعية ، علما أن العديد من الأشخاص اكتسبوا القاب رياضية وكشفية ووطنية من خلال نادي سلوان ، وكان له الدور في اخراج وتطوير الكفاءات الرياضية .
وأكد أبو صوي على اهمية تلك الزيارات ، ومن المفترض ان نقف جنبا الى جنب لان المرحلة القادمة صعبة جدا وخطرة في ذات الوقت ، ويجب التركيز على الجانب الرياضي للوقوف الى نادي سلوان للعودة سريعا الى موقعه الطبيعي ، واذا لم يكن هناك هبة جماهيرية من كافة الاشخاص لن يعود نادي سلوان بالكلمات والامنيات.
مداخلات ايجابية …
وخلال الجلسة كان هناك العديد من المداخلات الايجابية من شخصيات مختلفة ومنهم مازن ابو ذياب من رابطة عشائر سلوان ، ورؤساء اندية سابقين وهم ناجي عوده وسليمان عطا العباسي وأحمد عياش ، وامين سر حركة فتح في سلوان عدنان غيث ، ورئيس مؤسسة وادي حلوه جواد صيام ، ومسؤول مؤسسات القدس مازن الجعبري ، والمدير العام في وزارة الداخلية حمدي الرجبي ، وحازم غرابلي رئيس نادي بيت حنينا ، ومراد ابو شافع عضو لجنة الدفاع عن حي البستان .
واكدت تلك المداخلات على أن نظام الاحتراف كان سبباً بعدم القدرة على الالتزام بمتطلبات واستحقاقات الفرق الرياضية ، واي مشروع ربحي او تسويقي لا يكفي لتسديد الاستحقاقات وهذا ما يواجهه نادي سلوان والاندية الاخرى ، ويجب اعادة النظر في موضوع الاحتراف الرياضي وعقود اللاعبين لان اللاعب ابتعد عن الانتماء وهذا ما نلاحظه ان تشكيلة الفرق المقدسية تعتمد بشكل كبير من تشكيلة الفريق على ابناء النادي من خارج البلدة.
واكدت المداخلات على اهمية الجانب الرياضي ، وتم اقتراح تشكيل لجنة لدراسة اوضاع الاندية خاصة المحترفين ويجب دراسة والاحتراف خاصة ان اللواء الرجوب اقترح ان يكون هناك احتراف كمطلب سياسي يجب أن يغطي الاحتياجات المادية .
وطالب الحضور اللواء جبريل الرجوب بانصاف نادي سلوان من مسألة الهبوط بسبب الظروف التي حدثت سابقا مع اندية مقدسية اخرى وتم حينها البقاء عليها في نفس الدرجة ، ونظرا للظروف التي تواجهها البلدة .
وتطرق الحضور الى ظروف المؤسسات المقدسية والمطالبة بعرض المعاناة ومنها سلوان التي تتعرض لهجمة ، وأن قلة الاموال التي تصرف لتغطية الاحتراف تعمل على احتضارها ، وكل الامكانات باتت تخصص للرياضة وعدم الاهمال والاهتمام بالنشاطات الاخرى وبدلا ان نفتتح المؤسسات المقدسية الاخرى نعمل حاليا اغلاق تلك المؤسسات .
وتم التأكيد على ترتيب الأوضاع الداخلية في المؤسسات والاندية ، وتوفير موازنة للقدس لتوفير موازنة دائمة لتلبية الاحتياجات ، وايجاد حل لمشكلة اهدار الموارد ، واستقطاب العقول الى المؤسسات للاستفادة من خبراتها ، وتم اقتراح انشاء مشروع لكل نادي يضمن الاستمرارية لدعم تلك الاندية .