2024-11-21

الفدائيون … مسيرة شعب وحكاية وطن مسلوب

2020-10-27

كتب / أسمة فلفل

عندما تقف على أبواب التاريخ الخالد، على الفور المشاعر الصادقة والعواطف الجياشة المتدفقة تصحبك إلى عنوان الوطن الحقيقي ” الفدائي الوطني “، وإذا ذكرت ملاحم ومعارك البطولات والفتح والانتصارات التي تطوق عنق الوطن والرياضة الفلسطينية يأخذك العطاء المتدفق المعبر عن عمق المسؤولية الوطنية العالية التي يحملها الفدائيون، من أجل طموح شعب وتحقيق أحلامه وتطلعاته، وإذا تحدثت عن مواقف نضالية وكفاحية خالدة جسدتها حركة النضال المترامي، يتبادر إلى الأذهان على الفور الفدائي الوطني.

لم يكن الفدائي المقاتل اسما عابرا إنما كان شعلة متقدة يوقظ فينا على الدوام أحاسيس ومعاني راقية، رقي السحاب في الآفاق عندما تغدق على الأرض بحبات المطر وقطرات الندى الشذي، الذي يمنح الأرض بريقا يعكس جمال الطبيعة الخضراء.

نعم الفدائي الوطني اليوم أصبح بمثابة تيارا من المشاعر الحماسية والوطنية المشبعة بقيم الانتماء العظيم للأرض والقضية والهوية، أصبح حكاية الزمان والمكان ومضربا للأمثال وحدوته فلسطينية كنعانية تحكي بمشاعر وطنية صادقة إرادة وصلابة كنعان الفلسطيني.

اليوم الفدائي الوطني عنوان الوطن وسفيرنا في قارات العالم، يبحر فينا، يطرق أبواب قلوبنا، يسري في عروقنا، فيصل إلى جوهر أحاسيسنا المرهفة، ويلامس أوتار قلوبنا التي ترتجف وترتعد خوفا عليه، لأنه أمل الوطن المأسور والمسلوب وأنشودة الأجيال الفلسطينية التي تتغني طربا بما حققه الفدائيون في ميادين العطاء.

ما أعظمكم أيها الفدائيون، وأنتم تخوضون الأهوال والمعارك النضالية الرياضية بحمية وطنية أصيلة شهدها العالم وأبهر بقوة وتيرتها وعنفوان شدتها، حيث هذه الروح حملتنا إلى عالم التاريخ والحضارة التي رسختها قوافل العابرين من أبطال وسفراء الوطن والرياضة الفلسطينية عبر مراحل التاريخ.

أيها الفدائيون إن حبكم الغالي يجري في الأوصال كتيار الكهرباء، فهو الذي جعل المعارك الرياضية بالمشاركات الإقليمية والدولية، ولاسيما أمم آسيا ملحمة وطنية وقيمة أعادت التوازن الطبيعي للموروث القيمي، ولا أبالغ إذا قلت إننا اليوم نستطيع أن نؤرخ لتاريخ الرياضة الفلسطينية المشرف بهذا العطاء الذي سجل وحجز مكانه في قلب التاريخ.

اليوم أنتم أيها الفدائيون الصامدون المتحدون تجسدون ملحمة العشق الأبدية للوطن والرياضة الفلسطينية من خلال التوحد التي خلقت في هذه المحطة الاستثنائية علامة فارقة في تاريخ الأمة، ومن هنا نعول عليكم كثيرا، ونراهن على كتيبتكم … كتيبة الفدائي الوطن الموشحة بالنصر دائما أن تجعل معركة استراليا الرياضية أرقام لفلسطين، وتذكروا أن الملايين في الوطن والشتات ينتظرون هطول المطر الذي يحمل بين قطرته العذبة بواعث النصر لترتوي قلوب الملايين المتيمين بحب فلسطين …. كونوا كما عهدناكم فدائيين … فدائيين.