في ركب الخالدين
كتب/ أسامة فلفل
فجع الوطن والقطاع الرياضي برحيل أحد أبرز أهرامات الرياضة الفلسطينية المرحوم الحاج محمد سكيك فارس ألعاب الميدان وسفير فلسطين بالمشاركات والاستحقاقات الخارجية وأحد رواد جيل العمالقة ممن حملوا الهم الوطني والرياضي في السنوات العجاف وقدموا تضحيات كبيرة على مذبح الحرية والاستقلال.
رحل أهم وأبرز أعضاء الهيئة الإدارية للمجلس الإقليمي لرعاية الشباب خلال فترة الخمسينات والستينات ومؤسس ورئيس نادي المشتل الرياضي.
رحل الرياضي والوطني التي تأصلت فيه كل معاني الوفاء والانتماء للوطن والرياضة, والذي عرفته ساحات الوطن بعطائه الموفور وصدق انتمائه وتضحياته وفكره الواعي وإبداعه المتميز.
اليوم برحيل الفقيد فقدت فلسطين قامة رياضية وشخصية وطنية عملاقة جسدت الوحدة وقدمت للوطن نموذجا رائعا في العطاء والتضحية الصامتة على طريق الاستقلال والدولة.
عاش الفقيد ورحل وهو ممسك بقبضته راية الوحدة وضرب لنا المثل الأعظم في مواقف ومحطات عديدة بنضالاته وتضحياته وانجازاته العظيمة التي سجلها التاريخ في سفره لتظل تذكرنا بأمجاد قائد وطني ورياضي من الطراز الأول صقلته الخبرة والتجربة وحب الوطن والوفاء له.
لا أحد يستطيع اليوم أن ينكر الدور الرائع الذي وقفه البطل المرحوم الحاج محمد سكيك وأبطال فلسطين عبر المحطات الغابرة رغم المعاناة والظروف الصعبة والإنجازات التي حققوها بالعرق والكفاح والمثابرة .
الفقيد من مواليد مدينة غزة عام 1928م تربى وترعرع في أكناف أسرة كريمة عرفت بوطنيتها وخلال فترة الأربعينات انضم لنادي غزة الرياضي عام 1943م ومارس لعبة الملاكمة وتنس الطاولة وألعاب القوى والسباحة وكرة القدم , وكان من اللاعبين المميزين في ألعاب الميدان.
شارك في العديد من الدراسات العسكرية في عهد الهيئة العربية العليا بإشراف قائد الثورة العربية الحاج أمين الحسيني.
شارك في مسابقات السباحة في الخمسينات، وكان من أبرز هذه البطولات عام 1951م حيث حقق العديد من المراكز الأولى في المسافات المختلفة وشارك في مسابقات الجري لمسافة (100 متر) وحصل على المركز الأول.
فاز بالمركز الأول في بطولة اختراق الضاحية لمسافة (3 كلم) وفاز بالمركز الثاني محمد الشرفا من المجدل، وقد أقيمت هذه المسابقة بحضور الحاكم الإداري العام للقطاع وكبار الشخصيات من أمام كازينو أبو هويدي على شاطئ بحر غزة عام 1951م .
شارك في مخيمات ( رأس البر ) عام 1958م ، وفي جميع مناسبات أعياد النصر التي أقيمت بقطاع غزة والمحافظات المصرية، وكان غالباً يتولى حمل الشعلة والعلم الفلسطيني .
شارك مع الكشافة الفلسطينية والفرق الرياضية في مراسم افتتاح إستاد القاهرة الدولي .
كانت له مساهمات في إعداد فريق كرة السلة مع ا الشهيد” أحمد مفرج ” في ليبيا أثناء دورة أرض المعارض .
شارك في المهرجان الرياضي لجميع الألعاب الرياضية بالمغازي عام 1954م ، وقد شارك في مسابقات ( الجلة والقرص والقفز العريض ) وفاز بالمراكز الأولى وحصل على الميداليات الذهبية .
شارك في دورة تدريب رياضي في بيروت عام 1956م والتي اشتملت على دراسات في نظريات التدريب الرياضي – والتنظيم والإدارة – مبادئ علم التشريح – وظائف الأعضاء والصحة ، وأقيمت تحت رعاية جامعة الدول العربية.
شارك في الدورات العسكرية في عهد الإدارة المصرية بعد النكبة ، وحاز على العديد من الميداليات والجوائز في الرماية.
شارك مع نادي غزة الرياضي في جميع المسابقات والبطولات الخاصة بألعاب الميدان طوال فترة الأربعينات والخمسينات والستينات ، وكان غزة الرياضي يحصد جميع هذه البطولات في هذه الفترة.
كرمة الرئيس الراحل ياسر عرفات بوسام القدس لجهوده و انجازاته الرياضية التاريخية.
كرمة نادي غزة الرياضي مع كوكبة كبيرة من رواد النادي الذين شرفوا النادي والرياضة الفلسطينية في المشاركات الخارجية.
كرمة نادي المشتل الرياضي لدوره وجهوده في دعم و تطوير مسيرة النادي كرمته اللجان الوطنية بوسامها تقديراً وإجلالاً لمواقفه المخلصة والمنتمية .