2024-11-24

زئير أسود الرافدين

2015-03-30

مع احترامي لكل الأحداث الرياضية التي جرت في شهر حزيران/ يونيو، إلا أن الحدث الأبرز برأيي كان بطولة كأس العالم للشباب بكرة القدم في تركيا والتي من المفترض أن تكون المخزن والمرتع لعيون كشافي النجوم والمواهب الصاعدة، خاصة أن مارادونا وميسي وأغويرو ودياز وسافيولا وروني وسالينكو ورونالدو وإسماعيل مطر وعموري ومئات غيرهم ظهروا من هذه البطولة تحديداً.

العرب حققوا أفضل إنجازاتهم العالمية في هذه البطولة بالذات عن طريق المنتخب القطري العام 1981 في أستراليا عندما جاء العنابي ثانياً في مجموعته الأولى خلف الأوروغواي وأمام بولندا وأميركا وفي ربع نهائي حققت قطر المعجزة وفازت على البرازيل 3-2 وتأهلت للنصف نهائي فحقق المعجزة الثانية بفوزه على إنكلترا 2-1 ووصلت للمباراة النهائية أمام المارد الألماني الغربي آنذاك لتحقق إنجازاً كان يمكن أن يتكرر لو تمكن المنتخب العراقي الذي شارك في بطولة 2013 من الصمود لدقيقتين أمام منتخب أوروغواي الذي ظل متأخراً رغم أفضليته في أرض الميدان حتى تمكن من تعديل النتيجة وسط حسرة العراقيين وذهولهم وهم مَن بدأت الدقائق الأخيرة في مباريات فريقهم الشاب تُصيبهم بالجلطة.

ففي أول مباراة أمام إنكلترا بقي العراق خاسراً 2-1 حتى الدقيقة القاتلة عندما سجل علي عدنان هدف التعادل، فباتت روح أسود الرافدين أقوى وزئيرهم أعلى فكان الفوز على الشقيق المصري أيضاً بهدف متأخر في الدقيقة 80 وبعد الفوز على تشيلي تصدر العراق مجموعته ولعب مع باراغواي فهزمها بهدف في الدقيقة 84 وفي ربع النهائي تقدم على المنتخب الكوري الجنوبي بطل آسيا في الدقيقة 118 أي بقي له دقيقتان فقط من الوقت الإضافي ويصل نصف النهائي في إنجاز تاريخي، ولكن الكوريين تعادلوا في الدقيقة 121، ونشف ريق العراقيين في ركلات الترجيح.

وتعود الحكاية وتتكرر ولكن هذه المرة على بطاقة المباراة النهائية التي كانت في الفم بهدف علي عدنان ولكن بوينو سجل هدف التعادل للأوروغواي قبل النهاية بدقيقتين فكانت النهاية عكس نهاية كوريا.. حزينة للعراقيين الذين انقلب بعضهم عاطفياً على المدرب حكيم شاكر فبعدما كان بطلاً صار لا يفقه في التغييرات وهي النقيصة التاريخية في الرأي العربي.. أي تحكيم العاطفة ومن ثم شخصنة المسائل وتحويل النقد من موضوعي يستند إلى حقائق ووقائع إلى نقد تنظيري عاطفي!.

الرجل وصل لنهائي كأس الخليج وغرب آسيا وشباب آسيا ونصف نهائي كأس العالم وهو ما يراه البعض الصائد في المياه العكرة نقيصة في الرجل لأنه لم يتمكن من الفوز بكل هذه البطولات وكأنه يلعب لوحده فيها؟!.. صحيح أن اللقمة كانت في الفم ولكن الأصح أن المنتخب العراقي قدَّم أكثر مما هو متوقع منه وسط ظروفه التي لا تخفى على أحد وأقلها أنه لا يلعب على أرضه التي تواجه ظروفاً أمنية قاسية!.

الكرة العراقية بخير طالما رأينا نصف الكأس المملوء، وهي لن تكون أبداً بخير إن نظرنا للنصف الفارغ فقط.