2024-11-25

عماد التتري هداف بطولة الوحدات العربية في الثمانينات

2021-04-22

بال جول قلم فايز نصّار

نجح رجال البحرية في إيجاد مكاناً تحت شمس الكرة الغزية منتصف الثمانينات ، وفرضوا أنفسهم كمنافس قوي بين الفرق المؤثرة ، الرياضي ، والأهلي ، وشباب رفح .. وعاش الشاطئيون أحلى أيامهم قبل اندلاع الانتفاضة الأولى ، بعد فوزهم ببطولتي الدوري والكأس ، بما لفت الأنظار لرجال المخيم المثابر ، الذي كانت له في كلّ إبداع حكاية .

ولم يكن تألق البحرية محض الصدفة ، وجاء بعد ظهور جيل من مبدعي اللعبة الاكثر شعبية ، من أمثال بشير عطا الله ، ونعيم العالول وحسني ابوعودة ، ونعيم سلامة ، وهاني الطناني ، ومنهم أيضاً قناص الشاطيء عماد التتري ، الذي يبدو أنّه ولد في منطقة الجزاء .

 ولم يلعب أبو الرائد في حياته إلا لفريق الشاطيء ، مع تعزيزه لفريقي رياضي غزة ، والأهلي الفلسطيني في مشاركتهما في بطولة الضفتين بالأردن ، وبطولة الاسكندرية الصيفة ، حيث تألق إلى جانب ثلة الإبداع بقيادة العالمي مصطفى نجم ، وقدم نفسه كسيف مسلول في حضرة المرمى ، بعد تتويجه هدافاً لبطولة الوحدات العربية .

 ويملك التتري إمكانيات هامة في مجال القيادة الرياضية ، حيث تولى العديد من المهام الحساسة ، في بيته خدمات الشاطيء ، وفي اتحاد كرة القدم ، وجمعية قدامى اللاعبين .

 ويحتفظ عماد البحرية بذكريات لا تنسى من ملاعب كرة القدم ، أبرزها زيارته إلى العاصمة الفلسطينية القدس ، وحزنه على ما اًصاب عرين الكرة هناك ملعب المطران ، وهي قصة من قصص بحار الشاطيء الكثيرة ، تفضلوا اسمعوها .

 – اسمي عماد أحمد خليل التتري ” أبو رائد ” من مواليد غزة يوم 30/3/1963 ، ولقبي قناص الشاطئ .

– بدأت لعب الكرة منذ الصغر في الساحات الشعبية ، وفي المراحل المدرسية الثلاث ، حيث برزت مواهبي ، وكنت لاعباً اساسياً ، وأثناء ذلك لعبت مع الفريق الثاني لخدمات الشاطئ ، قبل ترفيعي للفريق الأول ، حيث أصبحت لاعباً أساسياً ، وهدافاً للفريق ، الذي لعبت له من سنة 1980م ، حتى سنة 1987م .

– بعدها توقف اللعب مع دخول الانتفاضة الأولى ، وبقي الأمر كذلك  تى قدوم السلطة الوطنية سنة 1994م ، حيث نظمت لي يوم 14/ 6/ 1994م مباراة اعتزال ، وذلك بعد رحلة موفقة ، نجحت خلالها في الحصول مع نادي خدمات الشاطئ على بطولة الدوري العام سنة 1984م ، وكأس القطاع سنة 1985م .

– وكانت أول مباراة لعبتها أمام نادي اتحاد الشجاعية ، فيما كانت آخر  مباراة لي في الملاعب أمام نادي خدمات رفح ، وشغلت خلال مسيرتي في الملاعب مركز رأس حربة ” مهاجم ” ، ولم ألعب في حياتي إلا لنادي خدمات الشاطئ فقط .

– من المدربين الذين لهم فضل عليَ الكابتن عبد الرؤف السدودي في بداية حياتي ،  ثم الكابتن نمر أبو المعزة ، الذي حصلنا معه على بطولة الدوري عام 1984م ، ثم الكابتن صبحي عوض ، الذي حصلنا معه على كأس القطاع عام 1985م .

– مثلي الأعلى في الملاعب الكابتن ناجي عجور ، وهو اللاعب الذي طالما حلمت بالوصول إلى مستواه ، فيما مثلي الأعلى خارج الملاعب الأستاذ علي أبو حسنين ، وأعتقد أنّ أفضل من شكل معي ثنائياً في الملاعب الكابتن هاني الطناني من نادي خدمات الشاطئ

– بالنظر لتألقي مع الشاطيء تشرفت خلال مسيرتي باللعب للعديد من المنتخبات والتفاهمات ، ومنها تفاهم أندية أهلي غزة ، وغزة الرياضي، وخدمات الشاطئ ، بقيادة المرحوم سعيد الحسيني ، أمام تفاهم أندية القدس على ملعب المطران منتصف الثمانينات .

– بالنسبة لي تضم قائمة أفضل نجوم الضفة وغزة ناجي عجور، وإسماعيل المصري ، وحاتم صلاح ، وموسى الطوباسي ، ونقولا زرينة ، وسامر بركات ، والمرحوم سليمان أبو جزر ، وفارس أبو شاويش ، وزكريا مهدي ، والمرحوم مرسى الفقعاوي ، وعماد الزعتري  .

– أعتقد أنّ أفضل تشكيلة لتفاهم المعسكرات أيامي تضم النجوم نايف عبد الهادي ، ورافت أبو السعيد ، ومرسي الفقعاوي ، واسماعيل صرصور ، وتوفيق أبو حرب ، وعبد الكريم عواد ، وهاني الطناني ، وبشير عطا الله ، وحسني أبو عودة ، وعادل صافي ، وعرفات حمد ، فيما أرى أنّ أفضل نجوم القطاع في تلك الأيام إسماعيل مطر ، وحسن صلاح ، وزياد أبو عودة ، وعبد القادر الابزل ، والعبد طه ، وزكريا مهدي ، وناصر مطر    وعماد التتري ، ورزق خيرة ، وعبد الكريم عواد ، وأمين الحتو .

– منذ صغري كنت اتابع مباريات الديربي الكبير ، بين الأهلي الفلسطيني ، وغزة الرياضي ، حيث كنا نشاهد مباراة جماهيرية من الطراز الأول ،  وكان التنافس للفوز فيها كبيراً جداً ، رغم كونها مباريات ودية .. لقد كنا نمارس كرة القدم ، ونشاهدها للمتعة والامتاع ، ولم نكن نتقاضى أيّ شيء .

– أحتفظ بذكريات جميلة من زمن الملاعب الترابية ، حيث عشنا أيام حلوة وجميلة ، رغم صعوبة اللعب على تلك الملاعب ، ولكن بالحب والانتماء للفريق وللوطن ، تجاوزنا كل الصعوبات ، وسجلنا أنصع الصفحات التاريخية ، في مقدمتها تأثرنا كثيراً عند زيارة مدينة القدس ، والصلاة في المسجد الأقصى .. ومنذ مدة زرت القدس ، واستحضرت تلك الذكريات ، وذهبت إلى ملعب المطران ، فذهلت لمشهد تحويله الى كراج سيارات ، حيث كانت لنا ذكريات جميلة في هذا الملعب ، وجميع ملاعب الضفة الغربية .

– بصراحة أنا لا أهوى التدريب ، ولكن عملت في مجال الإدارة الرياضية من سنة  2000م ، حتى سنة 2014م ، كعضو مجلس إدارة في نادي خدمات الشاطئ ، وكنت المشرف الرياضي بين 2015 و 2017 ، كما توليت مهمة رئاسة خدمات الشاطئ ، ورئاسة جمعية قدامى اللاعبين ، وأمانة سرها من عام 2003م وحتى هذه اللحظة ، إضافة إلى كوني أمين سر لجنة المسابقات في غزة من عام 2010م وحتى هذه اللحظة .

– بحمد الله كانت لي في الملاعب العديد من الإنجازات ، من أهمها الحصول مع خدمات الشاطئ على بطولة الدوري العام سنة 1984م ، وعلى بطولة كأس القطاع سنة 1985م ، إضافة إلى مشاركتي مع فريق نادي غزة الرياضي في بطولة الضفتين في الأردن سنة 1987م ، كلاعب تعزيز في البطولة العربية ، وحصولي على لقب هداف البطولة ، ثم مشاركتي مع نادي أهلي غزة في البطولة الصيفية بالاسكندرية في العام 1987م .

– من أجل تطوير الدوري الممتاز في القطاع يجب توفير المزيد من الإمكانيات ، وفتح مجال المشاركات الخارجية للأندية ، ومنح الفرصة  للاعبين في المنتخبات الوطنية ، إضافة الى تطوير الكادر الفني والإداري في مجال التدريب والإدارة .

– أرى أنّ اللاعب الأفضل محلياً عبد اللطيف البهداري ، وعربياً شيكابالا ، ودولياً رونالدو ، فيما المدرب الفلسطيني الأفضل بالنسبة لي غسان البلعاوي ، وإيهاب أبو جزر ، وأكيد الافضل عربياً محمود الجوهري ، ودولياً يورغن كلوب .

– يذخر دورينا بالعديد من النجوم ، الذين أتوفقع لهم المزيد من التألق ، ومن أبرزهم اللاعب بدر موسى ، الذي انضم لفريق الإنتاج الحربي المصري ، بجانب اللاعبين المحترفين في الدوريات العربية .

– لا يختلف اثنان في كون الإعلام الرياضي يشكل أحد أدوات نجاح وتطور منظومة كرة القدم ، في ظل التطور الكبير لوسائل الإعلام ، على صعيد الصحف ، والقنوات التلفزيونية ، والاذاعات ، والمواقع الالكترونية ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، التي تخصص مساحات واسعة لنشر الرياضة الفلسطينية .

– يعجبني كثيراً نجم النصيرات فارس أبو شاويش ، فهو رياضي مخضرم ، ومربي فاضل ، وصاحب أخلاق عالية ، وطالما امتعنا ابو حسام بأهدافه الرائعة ، وأتمنى له مزيداً من الصحة والعافية .

– كل التحية والاحترام لفخر الكرة الفلسطينية النجم الكبير ناجي عجور ،  الذي يعتبر ملهم معظم لاعبي القطاع ، ممن لعبوا معه أو ضده ، وسيبقى  ما قدمه النجم الكبير أبو رياض محفوراً في ذاكرة كل من عاشر فترته الذهبية .

– أتمنى الصحة والسعادة للقائد الكبير معمر بسيسو ، الذي يمثل رمزاً من رموز الرياضة الفلسطينية ، وعلامه فارقة في الأخلاق والعطاء ، إنّه رجل وطنى بامتياز ، محبوب من الجميع .

– لو عاد التاريخ قد ألعب لأيّ فريق فلسطيني في الضفة او القطاع ، لأنه بالنسبة لي ليس هناك ضفة وغزة ، فكلنا نعيش في وطن واحد ، ومصير واحد ، وبالتالي أينما يلعب اللاعب فهو في وطنة ، خاصة وانّ المسافات قصيرة جداً بين المدن الفلسطينية  .

– سيكتب التاريخ بأنّ اتحاد كرة القدم الفلسطيني عمل في ظروف معقدة للغاية ، في ظل الفصل الجغرافي الجائر ، الذي تفرضه سلطات الاحتلال ، ويحسب للقائمين على الاتحاد انتظام البطولات المختلفة ، والتواجد بفعالية في المحافل الإقليمية والدولية ، وكل ذلك بفضل جهود رئيس الاتحاد ، اللواء جبريل الرجوب ، ونائبة إبراهيم أبو سليم ، وأعضاء الاتحاد ، واللجان العاملة ، ممن يعملون لرفع اسم فلسطين عالياً .

– من أطرف ذكرياتي في الملاعب يوم لعبنا في الخليل منتصف الثمايننات ، فيومها توعدنا الجمهور قبل المباراة بالفوز علينا بالخمسة والعشرة ، ومع بداية المباراة تلقى مرمانا هدفاً سريعاً ، فتوجهت لزميلي نعيم العالول ، وقلت له : خايف يكون كلام الجمهور صحيح ، لأنّ الملعب ترابي  ،وبيعفر كثير ، ولكن تدريجياً تعودنا على الأرضية ، فسجل نعيم الهدف الأول ، وسجلت أنا الهف الثاني بعد دقائق ، وانتهي الشوط الأول بهذه النتيجه ، وفي الشوط الثاني ضغط شباب الخليل للتعديل ، واحتسب الحكم ضربة جزاء ،  تصدي لها حارس مرمانا ، ليسجل البديل هاني الطناني الهدف الثالث .. وبعد صافره النهاية حصلت مناوشات بين جمهوري أهلي الخليل وشباب الخليل ، ويومها سمعت شخصاً يقول عني : “شو هادا اللاعب … مركب ماتور ” وبعد تأخر استلام الكأس تقدم كابتن شباب الخليل الي المنصة الصغيرة ، وقال : “هذا الكاس النا ، فاخذه ، وجري به نحوي ، وقال لي : ” هي الكاس ، وكان حاطه تحت البلوزه ومخفيه ” وكانت بالنسبة لي حاجه مضحكة جداً ، ولكن يومها لم نستلم الميداليات !