جبران كحلة الفنان الذي أشاد بمهوبته كبار مدربي العرب
بال جول قلم فايز نصّار
قبل خمس وعشرين سنة التقيت شيخ مدربي الرافدين الراحل عمو بابا ، وطلبت منه نصيحة لمدربي فلسطين ، فردّ عليّ متعجباً : سؤالك غريب ! أنتم الفلسطينيون تعطون النصائح للجميع ، أنا لا أنسى أنّ أول من علمني الكرة الفلسطيني جوزيف نصراوي ، الذي كان يدرب في العراق في الأربعينات وتلك لعمري شهادة من رجل ترك أفضل البصمات في الملاعب العربية والدولية ، بما يثبت الدورالطليعي ، الذي لعبه الفلسطينيون في تطور الرياضة العربية منذ القدم.
تذكرت عمو بابا ، الذي كان داعماً لبطولة القدس الدولية ، التي كانت تنظم في بغداد ، وكان البابا شاهداً على فعالياتها ، مشجعاً لنجومها ، ومنهم بلبل الوسط جبران كحلة ، الذي شهد له عمو بالموهبة والبراعة .
وكنت شاهدت جبران لأول مرة في نهائي كأس المحافظات الشمالية سنة 1997 ، يوم فازت المؤسسة على الشباب في لقاء جماهيري حافل ، حيث كان الجبران أصغر لاعبي الفريقين ، وقدم فنونه بين كبار النجوم عبد الناصر بركات ، ورامي الرابي ، ونزار ابو علي ، وصلاح الجعبري ، وعمر العويوي ، وأحمد النتشة .
وشقّ أبو محمد طريقه بسرعة في الملاعب ، ليصبح أحد نجوم منتخبنا الوطني ، بعد نجاحه في نيل ثقة الراحلين ريكاردو ونصّار ، ودخوله قلوب نجوم المنتخب ، وجماهير الكرة على حدّ سواء .
وحصل كحلة مع البيرة على كثير من الإنجازات الكروية ، وكان ضمن صفوف الفدائي ، الذي حظي ببرونزية العرب سنة 99 ، إضافة إلى حصوله على كثير من الألقاب الفردية ، لعل أبرزها لقب أفضل لاعب في بطولة القدس بالعراق .
ولا ينسى رئة البيرة فضل كلّ من ساعدوه خلال مسيرته الرياضية ، مع إشادة خاصة بالقائد ابو العز ، وبالمدربين الشريف وبركات ، ضارباً المثل في الوفاء ، والاعتراف بالجميل لكلّ من ساهم في تألقه وبروزه ، وتلك بداية حكاية الجبران ، التي أتركه يروي لكم بعض محطاتها في هذا اللقاء .
– اسمي جبران سمير جبران كحلة ” أبو محمد ” من مواليد عمان بالأردن يوم 3/7/1980 .
– بدأت لعب كرة القدم في حارات قريتي رمون ، وظهرت مواهبتي أكثر من خلال البطولات المدرسية ، ثم لعبت وعمري 14 سنة مع فريق نادي رمون في سباعيات سنجل ،حيث تصادف لقاء فريقي رمون مع فريق مؤسسة البيره ، فاختارني السيد عماد العجل للعب مع فريق البيره ، وفعلاً تواصلت معه ، وأخذني عمي ابو جبران عنده ، وسجلني مع نادي مؤسسة البيره ، الذي قضيت معه أجمل فترات حياتي الرياضية .
– وبسرعة لفت الأنظار ، وأصبحت لاعباً في الفريق الأول ، وبرزت مركزي في كلاعب وسط هجومي ، وشكلت ثنائياً مع الكابتن عبد الناصر بركات ، ووالكابتن رامي البيرة ، ليتم اختياري للعب مع منتخب المدارس ، ومنتخبات فلسطين ، لأشكل في منتخب الشباب ثنائياً مهند عمر ، ولأصبح أصغر لاعب في نهائي الكأس سنة 1997 يوم فزنا على شباب الخليل بركلات الترجيح .
– أكثر مدرب كان له فضل عليّ الكابتن عصام الشريف ، والكابتن عبد الناصر بركات ، ولا أنسى دور الكابتن ناصر دحبور مدربي في منتخب المدارس .
– أعتز بلعبي مع مؤسسة شباب البيرة ، التي دخلتها وعمري 15 سنة ، وقضيت مع فريقها الكروي معظم أيامي في الملاعب ، ثم لعبت لأندية الأمعري ، ورامون ، وسلوان ، وهلال أريحا ، وسلواد ، ولو عاد التاريخ لن ألعب الا لفريق البيره ، الذي يعتبر بيتي الثاني .
– وقد تشرفت خلال مسريتي في البيرة باللعب لأكثر من جيل ، ولكن جيل الكأس هو الأفضل بالنسبة لي ، حيث كان يضم كلاً من زياد بركات ، ونزار أبو علي ، وفيصل أبو مسلم ، وصلاح قنديل ، وسامر الرمحي ، وهشام كايد ، وعبد الناصر بركات ، ونضال خليل ، وماهر بركات ، ورامي الرابي .
– وأعتز كثيراً بالنجوم الذين لعبت معهم في المنتخب الفلسطيني ، وفي مقدمتهم لؤي حسني ، وصائب جندية ، وهيثم حجاج ، وخلدون فهد ، ومحمد عوده ، وعماد ناصر الدين ، وابراهيم مناصره ، وزياد الكرد ، وجمال الحولي ، واسلام ابو عريضه ، وعماد أيوب ، ومحمد الجيش ، واياد الحجار ، وعبد الناصر بركات .
– وخلال مسريتي تشرفت باللعب في مواجهة خيرة الأندية ، ومنها شباب الخليل ، والظاهرية ، وهلال القدس ، ومركز وثقافي طولكرم ، ولكن مباريات الديربي بين البيرة والأمعري كان لها مذاق خاص ، حيث كنا تعيش أسبوعاً كاملاً في التحضير النفسي لهذه المباراة الصعبة ، وبصراحه لم أكن اعرف طعم النوم قبل المباراة ، محاولاً التركيز على كلّ التفاصيل ، بالنظر للاهتمام الكبير بها ، من قبل وسائل الإعلام ، والمشجعين .. باختصار كان ديربي رام الله أكثر من رائع ، وكان يمتاز بقوة الأداء ، والروح العاليه من قبل الفريقين ، مع إصرار كبير على تحقيق الفوز ، وكان مستوى المباريات ممتازاً ، بالنظر للنجوم الذين يضمهم الفريقان ، من أمثال لاعبي العراق لؤي ، وخضر ، ومؤيد ، وصفوان ، ولطفيه ، وزكي ، ومن البيره ماهر ، وعبد الناصر ، ورامي ، وزياد بركات ، ونزار ابو علي ، وفيصل .
– بحمد الله تشرفت باللعب في الملاعب الخضراء ، وفي الملاعب الترابية ، التي لي فيها ذكريات لا تنسى ، حيث كنا نلعب في ظروف صعبة جداً ، وكنا نعطي كلّ ما عندنا ، لأننا كنا نحب اللعبة ، ونسعد لفرحة الجماهير ، رغم أننا كنا نعاني من الاصابات ، بسبب الأرضيات الصلبة والحجارة .
– وقبل اعتزالي اللعب بدأت قصتي مع التدريب ، حيث أحببت هذه المهنة ، ومارستها منذ كان عمري ٢٧ سنه ، وكان ليّ شرف الصعود بفريق سلواد درجتين ، وبعدها طلبني سعادة اللواء جبريل الرجوب ، وقال لي :أريد أن أجعل منك مدرباً كبيراً ، وأرسلني في دوره إلى ايطاليا ، حيث استفدت منها كثيراً ، ثم دربت فريق بيت لقيا في الاحتراف الجزئي ، ولكن بعد ذلك رزقت بثلاثة توائم ، فاحتلطت كلّ أموري ، ليقتصر الأمر بعد ذلك على مشاركتي في عدة دورات ، وحصولي على شهادة المستوى الثاني الآسيوية ، وحالياً أدرب فريق الشرطه ، الذي يلعب في الدرجه الثالثه .
– وخلال مسريتي في الملعب حققت كثيراً من الإنجازات الفردية والجماعية ، ومنها لقب أفضل لاعب خط وسط في استفتاء هيئة الإذاعة والتلفزيون في فلسطين ، ولقب أفضل لاعب في بطولة القدس الدوليه بالعراق ، واختياري للمنتخب مع الراحل ريكاردو وعمري ١٦ سنه ، حيث كنت أصغر لاعب في المنتخب في مباراة الأردن وفلسطين ، في افتتاح ستاد اريحا ، وحصولي مع مؤسسة البيرة على كأس الضفة ، وبطولة الدرع ، وبطولة أريحا الشتوية .
– لاعبي الفلسطيني المفضل تامر صيام ، ولاعبي العربي المفضل الجزائري رياض محرز ، ولاعبي العالمي المفضل البرتغالي رونالدو ، وقديما أرى انّ أفضل لاعب فلسطيني محمد عودة ، وأنّ أفضل لاعب عربي مصطفى حاجي ، وأنّ أفضل لاعب عالمي مارادونا .
– بصراحة الإعلام الرياضي أيامنا كان أكثر حيوية ونشاط ، وكان الإعلاميون يتعبون أكثر ، وبصراحة أكثر الإعلام الرياضي اليوم يعاني من ضعف ملحوظ .
– أعتز بلعبي إلى جانب رامي الرابي ، الذي كان لاعباً مجتهداً ، وعلى مستوى تكتيكي عالي جداً ، وقد شكلت معه ثنائياً في البيره ، وعشنا أياماً جميله ، وكنا نستمتع في اللعب مع بعض ، وأتمنى له حياه سعيده ، وأن أشاهده مع الجهاز الفني البيره ، لأنه يملك إمكانيات كبيرة .
– كل التحية والتقدير لفارس البيرة الأول الأستاذ عزام اسماعيل ” أبو العز ” فهو غني عن التعريف ، وقدم الكثير لفريق البيرة ، وللرياضة الفلسطينيه عامة ، ولا أنسى دعمه لي على المستوى الشخصي خلال مسرتي .
– وأعتز كثيراً بكل المدربين الذين عرفتهم ، والذين أشادوا بقدراتي ، ومنهم الراحل عزمي نصار ، الذي كان معجباً بي ، مثله مثل الارجنتيني الراحل ريكاردو ، الذي كان يدعمني كثيرا وكل التحية للمدرب مصطفى عبد الغالي ، الذي وصفني بخليفة وليد صلاح الدين ، ولا أنسى ثقة مدرب العراق الكبير عمو بابا ، الذي منحني لقب أفضل لاعب في بطولة القدس ، ووصفني باللاعب موهوب ، كما لا أنسى إشادة شيخ مدربي مصر عبدو صالح الوحش ، الذي وصفني بالموهبه العرببه ، والشكر موصول للمدرب العراقي محمد ثامر ، الذي قال : إن أرجل جبرانى كحلة تلف بالحرير ، والتحية أيضاً لكبير نجومنا مصطفى نجم ، الذي وصفني بالنجم الموهوب ، ومثله قال نجم مصر الراحل ثابت البطل ، والكابتن البوري ، ولكن يبقى كلام ابو الكباتن اسماعيل المصري عني ، ودعمه لي أفضل وسام على صدري ، فكل التحية والتقدير لكبير نجومنا ابو السباع .
– ولا بدّ هنا من كلمة شكر لك كابتن فايز ،أشكرك على اتاحة هذه الفرصة ، التي تساهم في نبش الذاكرة الخصبة ، وأشكر الكابتن عبد الناصر بركات ، الذي دعمني بشكل كبير في التدريب والتشجيع ، وكان يقدم لي النصائح ، كما أشكر الكابتن عصام الشريف ، الذي منحني فرصه كبيره في بداياتي ، وأشكر الجمهور الرياضي ، الذي كان يساعدني ويساندني ، وأشكر الأستاذ ابو العز على دعمه لي في البيره ،، مع الشكر الجزيل لكل جمهور فلسطين ، ممن تابعوا مسيرتي في الملاعب .. ولن أنسى كلّ من حاول الوقوف ضدي ، ووضع العقبات أمامي ، خلال مسيرتي في الملاعب.