الموهوب أمجد صندوقة عنقود مبدع من بيت صندوقة الكروي
بال جول كتب – فايز نصّار
لست أدري ما الذي جعل اتحاد كرة القدم يبرمج ديربي الخلايلة على ملعب نابلس الترابي قبل عشرين سنة ، رغم وفرة الملاعب ، التي كان من الممكن أن تحتضن المباراة ، خاصة وأنّ الفريقين لم تسلط عليهما أيّ عقوبات ؟
يومها لعبت المباراة على ملعب نابلس ، وانتقل ما يقرب من خمسة آلاف مشجع إلى قلب جبل النار لمتابعة المباراة ، التي شهدت إثارة كبيرة ، فصدت العارضة ركلة جزاء لقائد الأهلي سيمون خير ، وسجل مهاجم الشباب أمجد صندوقة هدف المباراة الوحيد .
وكان شباب الخليل أستقدم – يومها – أبناء صندوق الثلاثة ” حسن وأيمن وأمجد “من الأمعري ، بفضل جهود تذكر للمرحوم الحاج راتب الدويك ، ولعب الثلاثة إلى جانب المايسترو وليد عبد الرحمن ، والمدفعجي عماد ناصر الدين ، فارتدى العميد ثوب الأبطال ، وحقق كثيراً من النتائج ، لعل أبرزها الظفر بلقب الدرع ، وتاج بطولة أريحا على حساب الفيصلي .
ونشأ أمجد الملاعب في بيت عزّ رياضي ، واستفاد من محيطه الكروي ، فتفتحت موهبته على تعليمات ملهمه ناهض ، ليشقّ طريقه في الملاعب ، إلى جانب الرائعين حسن وأيمن ، ويرسخ أقدامه كواحد من أفضل مهاجمي زمانه .
ولعب “الطبال ” لكثير من الأندية ، أبرزها الامعري ، والشباب ، والعربي الأردني ، والملعب التونسي ، فلفت انتباه المشرفين على المنتخب الوطني ، فكانت له رحلة شيقة مع الفدائي ، ظهر خلالها كظهير أيمن أكثر من ظهوره كمهاجم .
وشارك صندوقة من المنتخب في كثير من الاستحقاقت الدولية ، وكان ضمن كتيبة الامعري في مشاركته العربية بتونس ، وكان مع شباب الخليل ، يوم شارك في بطولة القدس ببغداد .
والأكيد أنّ صندوقة سعيد بسيرته الكروية ، ولكنه يجاهر بأنّه لو عاد التاريخ فسيغير كثيراً من القرارات التي اتخذها ، وتلك مفتاح شخصية الأمجد ، أتركه يحكي لكم بعض التفاصيل في هذا اللقاء .
-اسمي أمجد رجب خليل صندوقة ” أبو سيف الله ” من مواليد 6/8/1975 في البيرة .
- مثل أيّ لاعب بدأت لعب كرة القدم في الحارات ، ثم برزت موهبتي في المدرسة ، التي لعبت معها في جميع المراحل ، واستفدت من الجو الكروي الذي كان يخيم على عائلتي ، فتعلمت الكثير من أخوتي ناهض ، وحسن ، وأيمن ، بما ساهم في ظهوري كلاعب في صفوف العديد من الفرق ، أبرزها مركز الأمعري ، وشباب الخليل ، حيث عرفني الجمهور كمهاجم هداف ، إلى جاب شقيقي أيمن ، فيما لعبت مدة قصيرة مع المنتخب كظهير أيمن .
– وقد تركت عائلتي ” صندوقة ” بصمات مؤثرة في ملاعب كرة القدم ، بدءاً من النجم المخضرم حسين ، ومحسن ، وناهض ، وحسن ، وأيمن ، وأمجد ، وصولاً إلى مؤمن ، ومحمد ، ثم عمر ابن المخضرم حسن ، فقافلة لاعبي آل صندوقة سارت بنجاح ، وهي تسير الآن أيضا بالأبناء ، وقد توهج هؤلاء في ميادين كرة القدم على مدار سنوات طوال ، وأبهروا الجميع بفنياتهم ، ونجوميتهم في الملاعب .
– لا أنسى فضل جميع المدربين ، الذين ساهموا في بروزي ، ومن أهمهم الكابتن جُمعة عطية ، والكابتن نادي خوري ، أطال الله في عمريهما ، ووهبهما الصحة والعافية .
– وخلال مسيرتي في الملاعب تشرفت بارتداء قميص كثير من الأندية محلياً وخارجياً ، منها مركز الأمعري ، ومؤسسة البيرة ، وشباب الخليل، وجبل المكبر ، وبيتيللو ، وشباب دورا ، والعربي الأردني ، وفلسطين السويدي ، والملعب التونسي .
- مثلي الأعلى في الحياة والدي “رحمه الله” ، وفي الملاعب أخي ناهض صندوقة ، وهو اللاعب الذي كنت أحلم بالوصول إلى مستواه ، وأفضل من شكل معي ثنائياً أخوتي أيمن وحسّن صندوقة ، وأكثر مدافع كنت أخشاه جميل مراد .
– كانت ذكرياتي مع شباب الامعري جميلة ورائعة ، حيث حققت مع المركز إنجازات كثيرة ، وناجحة ، ولن أنسى النادي الذي نشأت ، وترعرعرت في جنباته ، وظهرت كنجم من خلال لعبي ضمن صفوفه .
- كانت مبارايات الديربي بين شباب الخليل وشباب الظاهرية من أجمل المُبارايات ، التي لعبتها خلال حياتي الرياضية ، من حيث قوة الفريقين ، وعدد الجماهير الكبير من الطرفين ، والأجواء الرائعة ، التي كانت تحدث أثناء المباراة ، سواءاً بين اللاعبين في الملعب ، أو بين الجماهير في المدرجات .. باختصار كان لمباريات الشباب والظاهرية أجواء خاصة تختلف عن باقي المباريات .
- أمّا مباريات ديربي رام الله بين مركز الأمعري ، ومؤسسة البيرة فبدورها كانت تمتاز بالأجواء الحماسية الرائعة ، وقوة الأداء ، لأنّ تلك المباريات تمثل ذروة التنافس بين فريقي الوسط ، وكان لها ميزات خَاصة .
- أحتفظ من رحلتي في الملاعب بكثير من الذكريات ، لعل أهمها المباريات الي لعبناها فوق الملاعب الترابية …لقد كانت ذكريات جميلة ، كوني بدأت حياتي الرياضية منذ الصغر على تلك الملاعب ، وأغلب فترات نجوميتي كانت فيها ، إنها ذكريات تتكرر دائماً في بالي ، وأعيشها في الواقع .
– ولا أنسى مشاركتي مع الأمعري في البطولة العربية أبطال الدوري ، التي نظمت في تونس سنة 1997 ، حيث لعب الأمعري في مجموعة الأهلي المصري ، والصفاقسي التونسي ، وكاظمة الكويتي ، كما شاركت مع شباب الخليل في بطولة القدس الدولية في بغداد ، حيث لعبنا مع فرق القوة الجوية العراقي ، والزوراء العراقي ، وأندية أخرى .
– وخلال مسيرتي احترفت في تونس سنة 2001 مع نادي الملعب التونسي المعروف لموسم واحد ، ثم لعبت للنادي العربي الاردني سنة 2003 لموسم واحد أيضاً ، ثم عدت إلى فلسطين .
– ولا أنسى مشاركتي مع شباب الخليل في مباراة اعتزال الكابتن صلاح الجعبري أمام الفيصلي الأردني بكامل نجومه ، ويومها أقيمت المباراة في مدينة الخليل ، وتعادلنا بهدفين لهدفين ، حيث سجلت الهدف الأول للشباب ، وسجل شقيقي أيمن الهدف الثاني … كما شاركت مع شباب الخليل في بطولة أريحا الشتوية ، وحصلنا على المركز الأول بعد الفوز على الجزيرة الأردني في دور الاربعة ، وعلى النادي الفيصلي في النهائي ، وحصلنا كاس البطولة ، ثم حصلنا على بطولة الدرع .
– بحمد الله شاركتك مع المنتخب الوطني في كثير من المباريات ، فحققت حلمي الذي كان يراودني منذ الصغر ، وبجهدي ، وتصميمي ، وبتوفيق الله وصلت الى المستوى ، الذي يؤهلني للحاق بالمنتخب الوطني ، والحمد لله تحقق حُلمي سنة 1999 ، التي شهدت أول مشاركة لي مع المنتخب في البطولة العربية ، التي نظمت في الأردن ، وجصلنا فيها على الميدالية البرونزية ، ثم لعبت مع المنتخب تصفيات كاأس العالم 2002 ، والتي جرت مباريات ذهابها في هونغ كونغ ، ومباريات إيابها في قطر ، وحصلنا على المركز الثاني في المجموعة ، التي كانت تضم قطر ، وفلسطين ، وهونغ كونغ ، وماليزيا ، ثم شاركت مع المنتخب في كأس التحدي ، التي اقيمت في عمان ، وفزنا في اول لقاء أمام المنتخب السوري ، ثم تعادلنا مع المنتخب الايراني ، إضافة إلى لعبي في المباراة الدولية الودية مع نادي الزمالك المصري في غزة ، وبالمحصلة شاركت مع المنتخب في خمسين مباراة دولية ، حيث لعبت كوسط يمين ، وكظهير أيمن ، بناءاً على رغبة المدير الفني للمنتخب ، الراحل عزمي نصار .
- وتشرفت خلال مسيرتي باللعب مع أو ضدّ كثير من نجوم الزمن الجميل ، وبالنسبة لي من أفضل هؤلاء خلدون فهد ، وأيمن صندوقة ، وحسن صندوقة ، ومؤمن صندوقة ، وناهض صندوقة ، وعماد ناصر الدين ، ووليد عبد الرحمن ، ومحمد عودة ، وأسامة ابو عليا ، وأٔحمد عيد ، ونضال العباسي ، ورجب ابو ميالة ، وسيف سالم ، وفادي سليم ، وعيسى كنعان ، وهِشام يعقوب ، وعبد الله الصيداوي ، وسمير لطيفة ، وعادل الفران ، وسامر زكي ، وفادي لافي ، وخالد ابو عياش ، وجبران كحلة ، وسامر خضر ، وسميح يوسف ، وأيمن سالم ، وزياد بركات ، ونائل أسعد ، ونزار ابو علي .
– ومن نجوم قطاع غزة رمزي صالح ، وصائب جندية ، وزياد الكرد ، وهيثم حجاج ، وحمادة شبير ، ومحمد السويركي ، ونادر النمس ، وكمال ابو عميرة ، واياد الحجار ، ونادر الحجار ، ومحمد حسنين ، وجمال الحولي ، واسماعيل الخطيب ، وناهض الأشقر ، ومحمود البيطار ، ومحمد الجيش ، ومن الشتات عماد ايوب ، وابراهيم مناصري .
– ومع بروزي في الملاعب كانت لي قصة مع التدريب ، فحصلت على شهادة تدريب مستوى C من الاتحاد الآسيوي ، وبعد ذلك دربت نادي الشرطة الرياضي في دوري المناطق ، وحالياً أدرب في اكاديمية النخبة لكرة القدم ، التي تأسست منذ ثلاث سنوات من قبل أبناء صندوقة ، وهي اكاديمية تعتني بالمواهب الصغيرة ، لتطوير مهارات اللاعبين الصغار ، وتطوير مهاراتهم الفردية ، وتعمل على تعزيز القدرات البدنية ، والعقلية ، وصقل المواهب ، وتعزيز الأداور القيادية ، والثقة بالنفس ، في بيئة رياضية نموذجية .
– وخلال رحلتي الطويلة في الملاعب حققت الكثير من الإنجازات الجماعية والفردية ، من بينها الصعود مع نادي الشرطة الى الدرجة الثالثة .
– لاعبي المفضل محلياً نجم شباب الظاهرية عُمر صندوقة ، وعربياً نجم السيتزن الجزائري رياض محرز ، ودولياً نجم برشلونة الأجنتيني ليونيل ميسي ، فيما المدرب الأفضل محلياً في رأيي أيمن صندوقة ، وعربياً الجزائري جمال بن ماضي ، ودولياً الاسباني بيب جوارديولا.
– من أجمل المباريات التي لعبتها مع شباب الخليل كانت بوجود اخوتي أيمن وحسن ، وعماد ناصر الدين ، والنجم وليد عبد الرحمن ، الذي كان خير صانع للأهداف ، وأتمنى لأبي معاذ كل التوفيق والخير في حياته المهنية ، والمزيد من الإبداع والتفوق .
– كما تشرفت باللعب مع كثير من النجوم في مركز الأمعري ، وأعتقد أنّ جيل التسعينات كان أفضل أجيال المركز ، ومنهم سمير لطفية ، وحامد زكي ، وسامر زكي ، الذي أتمنى لهُ كلّ خير ، والمزيد من التفوق في حياته .