الدولي أمين الحلبي علامة فارقة في سلك التحكيم الفلسطيني
بال جول قلم _ فايز نصّار
للعاصمة القدس مكرمات لا تحصى في مختلف مجالات الكرة الفلسطينية ، حيث ساهم كوادر القدس بكفاءة واقتدار في تطور كرة القدم ، وظهروا كلاعبين ، ومدربين ، وإداريين ، وإعلاميين ، إلى جانب تألقهم كحكام ساهموا في نجاح كثير من المباريات.
وظهر من بين الحكام المقدسيين جيش من الحكام البارعين ، في مقدمتهم محمد المحضر ، وعبد الله الخطيب ، وبسام الكيلاني ، ويونس الشويكي ، وعصام مسودي ، وبديع أبو اصبيح ، وسعدي ابو اسنينة ، وعبد الرحيم ادريس ، وعماد بوجة .. ومنهم أيضاً المساعد الدولي المتالف أمين الحلبي ، الذي كتب لنفسه صفحة ناصعة في سجلات التحكيم الفلسطيني .
وبدأ أبو الأمير رحلة الملاعب من نادي جبل الزيتون المقدسي ، وظهر كمدافع صلب ساهم في ظهور رجال الزيتون المقدسي ردحاً من الزمن ، قبل أن يجد لنفسه موطئ قدم مؤثر في ظلال الراية الفلسطينية.
ولم يطل المقام بابن حيّ الطوري في الدرجتين الثالثة والثانية ، فحرق المراحل وصولاً إلى الشارة الدولية ، متخطياً الدرجة الأولى سنة 2009 ، ليشارك في عدة بطولات دولية ، ويساهم في نجاح كثير من مباريات الأندية والمنتخبات العربية والآسيوية ، ويصبح ضمن أول طاقم نخبة فلسطيني مع زملائه براء أبو عيشة ، وعبد السلام حلاوة ، وهبة سعدية .
ويملك الحلبي كاريزما تحكيمية ساهمت في نجاحه الكبير ، ورفدت جهود قضاة الملاعب ، الذين ظهر معهم خلال مسيرة حافلة بالنجاحات ، والتي لا تخلو من بعض الزلات ، التي اعترف ضيفنا بإحداها عندما لم يشاهد هدف شباب الخليل في مرمى الخضر قبل سنوات ، وتلك محطة من حكايات الأمين الحلبي أتركه يرويها لكم في هذا اللقاء.
– اسمي أمين أحمد شعبان الحلبي ” أبو أمير ” من مواليد يوم 7/6/1973 بالقدس.
– ومنذ الطفولة لعبت الكرة في حيّ الطور المقدسي ، وظهرت ضمن الفرق المدرسية ، حيث لعبت مع فريق مدرسة الطور ، بإشراف الأستاذ فواز ، وكان معي في الفريق اللاعبين محمد أبو جمعة ، وناصر ابو رميلة .
– وكانت المرحلة الثانية من مسيرتي الرياضية عندما التحقت بنادي جبل الزيتون ، الذي ظهرت معه في مركز قلب الدفاع ، بإشراف المدرب علي العباسي ، ثم المدرب نادي خوري ، وأذكر من أبرز لاعبي الفريق وقتها راجي خويص ، وموسى أبو غنام ، وأخي أيمن الحلبي .
– ومنذ أيامي الأولى في الملاعب عشقت مهنة التحكيم ، وبدأت ملامح حلمي تتضح بمشاركتي في إدارة بعض المباريات لنادي جبل الزيتون ، ثم دخلت عالم التحكيم ، من خلال لجنة الحكام المركزية ، وتسلقت الدرجات بسرعة من الدرجة الثالثة ، إلى الدرجة الثانية ، ثم حصلت على الشارة الدولية كحكم مساعد ، بعد ترشيحي من قبل السيد أحمد سرور ، وأذكر وقتها دخلت مكان الكابتن مهيوب الصادق سنة 2009 .
– وجمعت أول مباراة لي مركز بلاطة مع هلال أريحا على ستاد أريحا ، فيما جمعت أول مباراة دولية لي منتخبي السعودية والعراق ، ضمن بطولة غرب آسيا التي استضافتها الأردن ، وذلك مع الحكم المعروف ناصر درويش .
– وجمعت أفضل مباراة دولية لي الترجي التونسي ، والأهلي المصري ضمن البطولة العربية ، فيما جمعت أفضل المنتخبات بين منتخبي العراق والسعودية . ..
– وأعتز كثيراً بمشاركتي في كثير من البطولات الدولية ، وكانت أفضل مبارياتي إضافة لمباراة السعودية والعراق ، مباراة ضمن بطولة العرب بين النادي الأهلي المصري ، والترجي التونسي ، وأخرى بين ونصر حسين داي الجزائري ، والأهلي المصري ، وثالثة بين الهلال السعودي ، والترجي التونسي ، وبحمد الله أشاد المقيمون بأدائي في بطولة أندية العرب ، وذلك بعد توفيقي في مباراة النادي الأهلي ، ونصر حسين داي الجزائري ، وفي مباراة الترجي التونسي ، والهلال السعودي .
– وبحمد الله شاركت في إدارة كثير من المباريات ، لجميع الأندية المعروفة في البلاد ، ومن أشهر المباريات التي شاركت في قيادتها ديربي فلسطين الأول بين شباب الخليل ، وشباب الظاهرية ، وكان أفضل لاعب حكمت له الحارس الدولي توفيق علي .
– وحتى أكون صادقاً فقد تعرضت وزملائي لكثير من المضايقات في الملاعب ، ومنها اعتداء أحد مشجعي بلاطة عليّ في لقاء بين البيرة وبلاطة ، حيث ضربني بزجاجة كولا أصابت رأسي .. وفي المقابل لم أتعرض خلال مسيرتي لأيّ محاولة لتغيير التقارير الرسمية للمباريات، التي كنت أوثقها بشكل متواصل .
– وخلال مسيرتي في الملاعب عملت مع كثير من طواقم التحكيم ، ولكن كنت أكثر تفاهماً مع طاقم القدس ، الذي يتكون من يونس الشويكي ، وسعدي أبو اسنينة ، وعبد الرحيم ادريس .
– ومن وجهة نظري تضم قائمة أفضل الحكام الذين عملت معهم ابراهيم الغروف ، ورافع أبو مرخية ، ومصطفى أبو علي ، ويونس الشويكي ، وعصام مسودي ، ومحمد الشيخ خليل ، وياسين صلاحات ، وسليم السعدي ، وجواد عاصي ، وعماد بوجة ، وفاروق عاصي ، ونادي جمجوم .
– وأعتقد أنّ أفضل حكم فلسطيني حالياً براء أبو عيشة ، الذي أجزم أنّ مستقبلاً مشرقاً ينتظره ، فيما أفضل حكم عربي العراقي علي صباح ، وأفضل حكم عالمي التركي جونيت شاكير .
– وخلال مسيرتي في الملاعب تعرضت لكثير من المواقف الصعبة ، وخاصة بعد عدم احتساب هدف لشباب الخليل ، في لقائه مع شباب الخضر قبل خمس سنوات ، وبصراحة لم أشاهد الهدف ، وقد اعتذرت لجماهير شباب الخليل ، مع التوضيح بأن الأمر حصل في مباريات على مستوى عال جداً ، والكلّ شاهد هدف رونالدو الذي لم يحتسب قبل أيام في مباراة صربيا ، وهدف ميسي قبل عدة سنوات في مرمى فالنسيا ، وهدف الجزائر في مرمى بوتسوانا قبل 11 سنة .
– ومن غرائب ما مررت به في الملاعب يوم حاول الجيش اقتحام ملعب الخضر ، فوقفت في وجه الجنود ، وتجادلت معهم بقوة الحجة ، فانسحبوا ، وتواصلت المباراة .
– أخيراً أتوجه بالتحية والعرفان لكل من وقف معي وساندني في مسيرتي التحكيمية ، متمنياً أن يواصل حكامنا التقدم والنجاح ، والشكر لك أخ فايز على هذه الفرصة ، ضمن سلسلة تعيد شريط ذكريات الأيام الرائعة .