اللوبي الخفي في الدوري الغزي !!
بقلم : أمجد الضابوس
نسعد كثيراً لاشتعال المنافسة على لقب الدوري الممتاز لكرة القدم في غزة، لكننا نأسف أشد الأسف، للحالة المأساوية التي جسّدتها سلوكيات كثير من جماهير الأندية وبعض المدربين واللاعبين، مع تصاعد المنافسة، وبلغت مرحلة الحضيض!
الهتافات التي ترددت في جنبات ملعب اليرموك خلال مباراة الجمعية الإسلامية واتحاد خانيونس، وحملت كماً هائلاً من العدوانية والنزعة المناطقية العفنة، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن كل مبادرات الإصلاح بين جماهير الأندية، بلا قيمة أو معنى.
والمؤلم في صدى هذه الهتافات، أنها تتردد بشكل منظم، وكأن هناك إعداداً مسبقاً لها، الأمر الذي يضع الجميع أمام مسئوليات جسيمة، ويدفعهم للقيام بواجب وطني وأخلاقي، فالمسُّ بالعلاقات الوطنية تجاوز خطير، ولا يجب السكوت عليه، ومن العيب، أن يتصدر جاهل واجهة الجماهير، ويتحكم بتوجيه الشعارات.
والتصريحات التي يطلقها بعض المدربين واللاعبين، بعد كل تعثر، ويُشتم منها رائحة المؤامرة، توحي بوجود لوبي خفي يحرك اتحاد الكرة، من أجل إفادة فريق بعينه، أو الإضرار بآخر، هذه التصريحات، لا يجب السكوت عليها، وتتطلب التصدي لها بكل شدة وصرامة.
التشكيك السخيف بنزاهة الاتحاد والحكام، والإيحاء بحياكة مؤامرة تستهدف الإطاحة بفرق معينة، كما صرّح أكثر من مدرب ولاعب مؤخراً، يتطلب الوقوف أمامه بكل حزم وجدية، لأنه يحمل اتهامات صريحة لأطراف مسئولة، دبّرت المؤامرة بليل!!
وحتى تكون الأمور أكثر وضوحاً، وبدلاً من إطلاق العنان أمام تصريحات التخوين المبطنة، فإن كل مشكك، مطالب بالكشف عن خيوط المؤامرة التي تستهدفه، وعدم الاكتفاء بالتلميح والغمز في قناة الاتحاد ولجانه، وغير ذلك يعني فقدان المصداقية، ولا يرقى إلى مجاراة الحقيقة!
وعلى هؤلاء المشككين، أن يدركوا مدى خطورة اتهاماتهم، وأنها لا تقف عند حد تبرير الهزيمة، إذ من حق الجماهير والإعلام أن يطلعوا على تفاصيل المؤامرة باعتبارها قضية رأي عام، وإلا فعليهم أن يتحملوا تبعات كل حرف وكل كلمة تخرج من أفواههم، دون أن يلقوا بالاً لتخرصات أقوالهم!!
الشجاعة تقتضي الصراحة، والقوي هو الذي يواجه الصعاب والتحديات بكل مسئولية وأمانة، بعيداً عن إلقاء الاتهامات واختلاق الأعذار الواهية والفقاعات الإعلامية.. هذا ما نتمنى من مدربينا ولاعبينا وجماهيرنا، أن يعقلوه، فوسطنا الكروي لا يحتمل المزيد من التهويل والتزوير!!