2024-03-28

رحـــل عطـــر العمـــيد

2021-07-28

كتب /أسامة فلفل

مهما اختلفت المعاني والمسميات لن يختلف معنى الفراق في أي مكان فألمه واحد وحسرته القاسية واحدة ، والرحيل نارٌ ليس لها حدود، لا يشعر به إلّا من اكتوى بناره.

فما أصعب العيون حين تلقي النظرة الأخيرة مودعة من تحب وتعشق، لحظتها تختلط المشاعر والأحاسيس بالبكاء والأنين ويحترق القلب حسرة وألم على الفقيد الذي غدا تحت الثرى.

خبر الرحيل المفاجئ لجمال العميد هز مشاعري وجمد الدم في عروقي ، وتلعثم لساني ووقف عن الكلام وتصلبت يدي وهى تحمل بقبضتها القلم لتخط الأحرف والسطور، وتناثرت الدموع وبكيت حتى جفت محابر عيوني وبكى قلبي المحزون وبكت أيامنا الجميلة ولم يبقى لي سوى الأيام والذكريات وعطر عبيرها ، تلك الايام التي عشناها في رحاب غزة الرياضي الذي لف بالسواد على رحيلك وفراقك.

ذكرك يا جمال الخالدة ستبقى  في ذاكرتنا لن تزيلها الأيام ولا عجافها ،رحليك الخالد مغروس في فكرنا وجداننا وحتى في ثواني الوقت ، لن ننسي القلب الطيب والروح الظريفة التي عشقناها في رحلة العطاء والتضحية ،وعرفنا معدنها الأصيل في المواقف والمحطات التي يستذكرها اليوم العميد ويحتفظ بها التاريخ في سجلاته لتكون وثيقة خالدة لرجل وهبة نفسه وحياته من أجل أن يظل العميد مركز إشعاع للفعل والأداء الوطني والرياضي.

اليوم يا جمال انحنت الإزهار وتحطمت جذورها وأدمعت أعيننا ولم ترحمنا الأقدار ولم نعد نقوى على فراق الأحبة الذين يسكنون في خلجات القلب والعيون.

اليوم في داخلي بقايا راحلين وقلبي المكلوم ينادي الغائبين لقد أرهقني الحنين، فماذا أقول اليوم يا جمال للذين يبكونك بحرقة وألم ويجددون الوصية ويحملون بين ضلوعهم حب صادق وعشق خالد لمواقفك وتضحياتك وقصص حكايتك ومشوارك الطويل مع العميد؟؟؟؟!!، ماذا يمكن أن أقول لأشبال وزهرات العميد الذين أحبوك واختاروك أبا روحيا لهم ؟؟؟!!ماذا أقول لكتيبة العميد البيضاء التي رعيتها بكل مشاعرك وأحاسيسك ونقشت على جلدك الطاهر وفاءك الخالد لها؟؟!! ماذا يمكن أقول اليوم وبعد رحيلك إلى الذين عشت معهم سنوات طويلة منذ نعومة أظافرك، وكتبت معهم سطور العزة والمجد للعميد ؟؟؟!!!ماذا أقول لمشايخ ورواد ومرجعيات وكوادر النادي الذين اعتادوا على مجالستك والحديث لعذب كلامك وابتسامتك الجميلة؟؟؟!!! ماذا أقول لرواد مسجد النادي الذين كم من مرات غمروك بمودتهم وأحبوا صوتك الندي وهو يصدح بالنداء والإمامة ؟؟؟؟!!!.

تبقى محبتك يا جمال شجرة باسقة مغروسة في القلب تتغذى من نبضاته وتحي بحياته،سوف نفتقد ووجهك الباسم وحديثك الشيق وآراءك ونصائحك الغالية، إذ تغدق علينا من خبرة تجربتك في الحياة ومن حكمتك وعمق تفكيرك، لقد تركت بصمات جليلة في حياتك مدعاة للفخر تركت معينا من الأخلاق لا