2024-03-19

التكامل بين الوطن والشتات عنوان

2022-01-29

بال جول / كتب / أسامة فلفل

مع إشراقة شمس العام الجديد الذي نتمنى فيها أن ينعم الله على شعبنا بالحرية والسيادة والاستقلال الوطني وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين، وعلى الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني بالحرية والعودة إلى عوائلهم سالمين غانمين، نتوجه بالدعاء إلى الله العلي القدير أن يزيل الغمّة وأن يجنب شعبنا وشعوب أمتنا العربية والإسلامية والعالم، خطر الداء والوباء وجائحة “كورونا”، وأن يعم الأمن والاستقرار أرجاء العالم كافة.
 اليوم ونحن نعيش مرحلة تحديات كبيرة علينا أن ندرك أن الحصار والتطبيع وطبيعة الاستهداف والواقع المرير الذي يعيشه شعبنا المثابر ومنظومته الرياضية الواعدة ما زال ممتدا ومفتوحا على مدار محطات التاريخ، ولكنه رغم ذلك يزيد من صلابة شعبنا وقطاعه الرياضي والشبابي وصموده على هذه الأرض لتبقى القضية الوطنية الفلسطينية في مكانتها الريادية وجوهر القضايا، ومعها حامية مشروعنا الوطني الرياضة الفلسطينية بكل مكوناتها وعناصرها ومنتسبيها.
معركتها اليوم هي معركة الثبات والبقاء والصمود وتمتين الوحدة ومضاعفة الإنجازات والتكامل والترابط للوقوف بحزم في مواجهة كل التحديات وترجمتها إلى عناصر قوة، والعمل الدؤوب والمتواصل لتحقيق وإنجاح كافة المشاريع الوطنية المرتبطة بالمسار الوطني الفلسطيني في هذه المحطة الاستثنائية.
الرياضيون الفلسطينيون الذين اكتووا بنار الظلم والاضطهاد وممارسات الاحتلال لن يضلوا الطريق، ويعرفون مسار وحدود اتجاه بوصلتهم، ويعرفون أيضا من أي مسار ينطلقون ويتحركون وأين ومتي؟
 لقد شهدت فلسطين والساحة الرياضية الفلسطينية تجربة الإبداع والإنجاز وقوة الصمود وصلابة الموقف في مسيرة الانتخابات للاتحادات الرياضية، التي أبهرت العالم، حيث قدمت فلسطين ومنظومتها الرياضية العملاقة نموذجا ريادياً للاقتداء، يتسابق فيه الجميع للاحتفال بإنجاز ملف انتخابات الدورة الجديدة.
هذا المنجز والإنتاج الرياضي الوافر والذي جسد وعمق وحدة النسيج الرياضي والاجتماعي والوطني الفلسطيني في محطة بالغة الصعوبة محفوفة بالتحديات والمخاطر، أضاف تجربة ثرية في سياقات مشاريع النضال الرياضي الفلسطيني.
اليوم تصبح فلسطين المحاصرة ملعباً كبيراً يشع حيوية ونشاطاً، وتتحول فيها التحديات إلى إنجازات يبصرها العالم بعيون شاخصة لحجم الإبداع الفلسطيني الذي يصاغ على إيقاع عقيدة فلسطينية راسخة وقوية كجبال القدس وعيبال مستمدة من قيم وأصول وعراقة وتاريخ وحضارة عظيمة.
أجواء التنافس الجميل في العملية الانتخابية رغم ظروفها الاستثنائية للدورة الجديدة رسم مشهد يكمن جماله في التكامل الرائع بين الوطن والشتات، بما يؤكد التزام الجميع بتحقيق الهدف الذي من أجله صدر قرار الانتخابات، الذي يؤكد على وحدة الوطن والشتات، وتأكيد لأهمية الرياضة في حياة الأفراد والمجتمع وتعميم ثقافة الوعي بضرورة ممارسة وحماية منجزاتنا الرياضية والوطنية التي تحققت ورسمت مشهدا جديدا للرياضة الفلسطينية، والتعايش مع المتغيرات الجديدة التي يعيشها العالم بسبب جائحة كورونا.
 لقد رسمت المشاركة الواسعة في الانتخابات الرياضية للاتحادات الرياضية الفلسطينية للعالم مشهداً نادراً لم تشهده من قبل، من حيث قوة المشاركة وتحقق فيها الإبهار أعلى درجة من خلال الحضور للجنة الحوكمة واللجان المنظمة والمشرفة على سير وقائع الانتخابات والمرشحين والجمعيات العمومية الناضجة والواعية للاتحادات الرياضية التي جاءت لتقول كلمتها رغم الظروف الصعبة والاتحادات المنتهية ولايتها، ووحدة الجغرافيا الفلسطينية، التي شكلت عنوانا بارزا للدورة الانتخابية 2020-2024 
 اليوم أشرقت شمس الإنجازات على تضاريس الرياضة الفلسطينية، وهو ما يعتبر دليلا ساطعا على مدى تفاعل الجميع مع الانتخابات، وحرصهم على إعلاء شأن الرياضة الفلسطينية والمساهمة في عملية البناء والتكوين الجديدة بما تمثله من قيم أخلاقية وإنسانية.
ختاما … 
يبقى الوطن عشقا وانتماء ودما قانيا يجري في الأبدان وحتما ستبقى راياته بالنصر والانجازات تخفق في كل زمان ومكان.