التلاعب بنتائج المباريات.. الجريمة والعقاب
طالعتنا وسائل الإعلام المحلية خلال الأيام الماضية بأخبار غريبة على مجتمعنا وعلى رياضتنا الفلسطينية ، مفادها وجود شبهات تلاعب في نتائج مباريات دوري المحترفين لكرة القدم في المحافظات الشمالية.
فقد صرح مسئول في أحد أندية المقدمة بدوري المحترفين بأن ناديه يتعرض للتلاعب ببعض نتائج مبارياته المهمة من خلال الطلب من بعض لاعبيه بالتغيب عن تشكيلة الفريق أو اللعب بأسلوب معين وأمور أخرى لتخسير الفريق وكل ذلك بالطبع لمصلحة آخرين وبمقابل مادي يدفع لهؤلاء اللاعبين لتغيير نتائج المباريات .
وواصل ذلك المسئول قوله بأن ناديه يواصل التحقيق في الأمر وسيوقع العقوبة المناسبة على كل من تثبت إدانته .
وإذا ما صحت هذه الأنباء فأن هذا الفعل يرتقي إلى مرتبة الجريمة التي تستوجب العقاب لفاعلها من أعلى المستويات وليس من النادي فقط ، ويجب على المستويات العليا لرياضتنا الفلسطينية التدخل مباشره وبسرعة لكشف خبايا وأسرار هذه الشبهات ،وأن لا تترك متابعة هذه القضية للأندية منفرده . وإن تبثت هذه الشبهات فأنها جريمة تستوجب عقاب فاعلها بما يعاقب به الفعل المحرم حسب القانون .
ظاهرة التلاعب بنتائج المباريات لا أحد يستطيع أن ينفي وجودها وانتشارها في عالم الكرة الأكثر شعبية في العالم ، ولكن هناك صعوبة في إثبات هذه الجريمة لصعوبة الوصول لأدله دامغة ولخطورة ألقاء التهم على الآخرين دون بينه واضحة مما يحمل المدعي بالاتهام التبعات القانونية .
الحديث عن التلاعب بالنتائج في الملاعب العالمية عاده ما يتم مع الأسابيع الأخيرة الحاسمة ، ولكن يبدو بأننا مجتمع غريب في كل تصرفاته حتى في تصرفاته الرياضية حيت أن دورينا مازال في أسابيعه الأولى وبدأنا نسمع نغمة التلاعب بالنتائج .
ولتبيان الحقيقة في هذا المجال يجب التحقيق مع كل المتهمين سواء لاعبين أو مدربين أو إداريين لتبرئة البريء وإدانة فاعل الجرم وعقابه بما تنص عليه القوانين لينال جزاؤه وليكون عبره لغيره من أجل القضاء على هذه الفتنه في مهدها .
ويجب أن نكون حذرين في إطلاقنا الاتهامات يميناً وشمالاً لتصيب من له علاقة ومن ليس له علاقة. وعربياً، سبق ان قبض على حالة تلبس في الأردن بقيام ناد كبير بتسجيل عملية رشوة للاعبه بالصوت والصورة ثم نشرها على الملأ من خلال مؤتمر صحافي.
ثم قصة التلاعب بنتائج الدوري الايطالي التي أطاحت أندية كبيرة مثل يوفينتوس وميلان وفيورنتينا وقبلها فضيحة مرسيليا التي اقيل على إثرها رئيس النادي.. وهذه القضايا تمت معالجتها بالقانون الرياضي وأدت إلى هبوط الأندية المتورطة إلى الدرجة الأدنى إحقاقاً للحق وأنصافا للمظلومين .
وأخيرا .. فأن الرياضة هي تنافس شريف ، وأي فوز غير شرعي هو غش رياضي ،يجب عدم السكوت عليه ، ولكن يجب عدم إطلاق التهم حتى تثبت “الجريمة” وعند ذلك لابد من “العقاب” .