2024-11-22

جــمــال مـحـمــود والــمــهــمــة الــصـــعــبــة

2015-03-16

يصفها الكثيرون بمهنة المتاعب والضغط النفسي والفكري وحرق الأعصاب ، قد تكون في لحظات بطل قومي ترفع لك القبعات ، وفي أخرى عليك الرحيل ، حتى دون إبداء مبررات مصحوبة بموجة اتهامات ، مهنة تدريب عالم كرة القدم وقد باتت علم يدرس وفكر يترجم وتكتيك يدرب ، وخطط مدروسة ومحسوبة فوق المستطيل وخارجه ، وقيادة فيه الكثير من إثبات الذات والقدرات وقوة الشخصية خلف الخطوط والتعامل مع ضغط الجمهور وتقلب النتائج ، وتحقيق الفوز ، والقفز على تدني و فقر الإمكانيات .

وجرت العادة لدى مسؤولي اتحادات لعبة كرة القدم في العالم كحق مشروع وبديهي ، البحث عن المدربين والمدراء الفنيين الناجحين ، حاملي الألقاب ومحققي البطولات ، وأصحاب البصمات الايجابية على الفرق الذي يقودونها و قدرتهم على تطوير أداء لاعبيهم وتوظيفها بالشكل الأفضل والأمثل ، واكتشاف آخرين وتعزيز الثقة ، وبث روح الحماس وزرع ثقافة الفوز الذي يبحث عنه الجميع وما نسمعه من ملايين الدولارات التي تصرف على طواقم المدربين ومغازلتهم بها لاستدراجهم ، وتعيين مدراء فنيين استطاعوا تطوير أنديتهم وفرقهم ماهية إلا إحساناً بجزاء قدراتهم وجنس العمل المقدم من نتائج وثبات في المستوى .

وشهدت مؤخرا الساحة الرياضية الفلسطينية تعيين احد مدربي أندية دوري المحترفين في المحافظات الشمالية ، لتولي مهمة تدريب المنتخب الوطني الفلسطيني في الاستحقاقات المقبلة القادمة ، للمدرب الشاب جمال محمود الذي نجح وبامتياز في قيادة فريقه المحلي نادي هلال القدس ، في التربع على صدارة ترتيب بطولة الدوري دون خسارة تذكر ، وبفارق شاسع عن منافسيه ، محققاً الطفرة التطويرية لأبناء العاصمة ، وتقديم فريق على مستوى عال من الأداء التكتيكي والانضباط الملتزم على توليفة فريقه طوال مرحلة الذهاب من دوري المحترفين ، لتأهله لقيادة تركيبة المنتخب الوطني ، كحالة تكليف ارتآها الاتحاد الفلسطيني في الوقت الراهن لصعوبة التعاقد مع مدرب خارجي لظروف قد تكون مالية ، أو صعوبة العثور على المدرب المناسب حتى اللحظة خاصة في التعامل مع عقلية اللاعب الفلسطيني والإلمام بالظروف المحيطة والمعقدة التي تواجه اللاعب الفلسطيني والمنتخب ، بعد النتائج السلبية الذي قدمها المنتخب القومي في الآونة الأخيرة والهزائم المتتالية التي تكبدتها كرة القدم الفلسطينية بخسارتي اندونيسيا وإيران الفادحة ومن قبلها الخروج من تصفيات كأس العالم من الدور الثاني و الظهور السيئ ، وحالة الإحباط والتذمر لدى الشارع الرياضي الفلسطيني بعد كل مباراة .

الاختيار صائب لمدرب عايش الوضع الفلسطيني لعامين ، وعلى دراية كاملة بمفهوم النجاح الفلسطيني ، ومعنى النضال الفلسطيني ، وما تصبو إليه من الوصول للعالمية ، وإسماع الصوت الفلسطيني في مختلف الميادين ، ناهيك عن اعتماد أوراقه محلياً .

بلا شك المهمة صعبة وقد تثكل كاهل المدرب الشاب المُطالب بتصويب أوضاع التركيبة الوطنية ، والخروج من عنق الزجاجة ، والمشاركات الشرفية للمنافسة وتحقيق التوازن للكرة الفلسطينية ، وإعادة الثقة والروح المفقودة لدي لاعبينا ، وترسيخ الرغبة في الفوز ، والاعتماد على اللاعب الجاهز ، القادر على تمثيل الوطني بكل انتماء .

التحدي الحقيقي والاختبار الصعب للمدرب محمود قد بدء ، بعد أن اقنع الجميع بقدراته التدريبية ، وإدارته الفنية مع هلال العاصمة ، ولكن هل سيعززها مع الفدائي ، لاسيما أن الكثير يعتبر تدريب المنتخب أسهل بمراحل كثيرة من قيادة النادي ، لأن مدرب المنتخب لديه بدائل كثيرة ، أثناء عملية اختيار عناصر الفريق ، ولديه بنك من اللاعبين والتعامل مع صفوة وخيرة اللاعبين الموجودين محلياً وخارجياً، بالإضافة إلى الخيارات العديدة المتاحة أمامه في حال مفاضلته بين مراكز اللاعبين ، في حين أن ذلك لا يتوافر في الأندية ، وتعد تلك ثمرة حسنة وايجابية لقدرة المدرب على التعامل مع تشكيلة المنتخب ، بالرغم من صعوبة مبارياته .