2024-10-16

الحق في الحلم !!

2014-07-21

الف شكر للزميلين اشرف مطر ومحمد العمصي ، لانهما فتحا في مخيلتي ذاكرة الايام ، وذكراني بزميلي الاستاذ عز الدين ميهوبي ، الذي عرفته للمرة الاولى سنة 1978 ، على مقاعد جامعة باتنة ، في قلب جبال الاوراس الجزائرية التي كانت الشعلة الاولى لثورة للثورات ، والتي انتهت بأعظم انتصار لامة العرب في العصر الحديث !

كان عز الدين عز الصديق ، ونعم الاخ ، ولمحت في كلماته الاولى ، التي قرضها في دواوينه الفتية حبا لا ينتهي لهذه الفلسطين ، التي ملأت الدنيا عطفا ، وشغلت الناس مقاومة.

ولما توقف قطار الميهوبي في الجامعة ، وانتقل الى كلية الادارة ، التي تخرج قادة المستقبل في الجزائر ، بقي خيط الوصال يجمعني به ، حتى التقينا ثانية في اكناف النسر الاسود نادي وفاق سطيف ، وشاركته حلما رياضيا بتأسيس صحيفة رياضية عربية ، اسماها “صدى الملاعب ” .

ولما عدت الى الوطن ، في جنبات التأسيس لدولتنا الحلم سنة 1994 بقيت على اتصال مع الميهوبي ، وفي كل مرة كان يطنب في السؤال عن فلسطين وعن عرفاتها ورياضتها واعلامها الرياضي ، ولمحت في ثنايا حديثه مرة لوما لي ، لأنني لم اعمل على انشاء مجلة رياضية متخصصة في الوطن .

ولما زرت الجزائر سنة 2004 ، التقيت الميهوبي على هامش مشاركة فلسطين في دورة الألعاب العربية العاشرة ، ويومها اهداني آخر مؤلفاته كتاب ” التوابيت ” الذي يخلط بين السيرة الذاتية والعمل الروائي ، والقصاصات الصحفية ، التي احسن الميهوبي توليفها بعبقرية الكاتب ، الذي انجبته الجزائر ليكون رئيسا لاتحاد الكتاب العرب ، بعد منافسة محمومة مع السوري علي عقلة عرسان .

وكم سعدت لأن “ابو احمد ” ذكرني بالخير في كتابه التوابيت بقوله في الصفحة 36 من الكتاب ” كانت الصور قوية جدا… وفجأة لمحت وجهاً اعرفه جيدا.. إنه فايز نصار في الصفوف الاولى من مسيرة الخليل “.

وتابع عزالدين تذكري قائلا ” كان فايز مولعا بالرياضة … ومتابعة كل اخبارها ، بل ان طموحه كان تدريب فريق لكرة الأقدم في فلسطين .. أليس من حق الفلسطيني ان يحلم مثل كل الناس ، ويلعب الكرة مثل الآخرين ؟”

ولا ينسى ميهوبي خطواتي الاولى فيلا عالم الصحافة بقوله ” ولعل هذا ما دفعه الى ولوج عالم الصحافة الرياضية ، فصار يكتب المقالات التحليلية ، ويجري الحوارات الطويلة مع مختلف النجوم ، وصار اسما معروفا لدى هواة الرياضة ” .

بهذه الكلمات كرمني الميهوبي ، وقدمني بأكثر مما استحق ، وهدفه كما فهمت تقديم دعم معنوي لفلسطين ورياضتها وصحافتها الرياضية ، لأنه يعتقد منذ نعومة اظافره ان كرة القدم سيكون لها دور هام في التأسيس للدولة الفلسطينية ، كما فعلت هذه الساحرة في الجزائر ، بعد تأسيس منتخب جيش التحرير ، الذي جاب العالم ، وحقق الانتصارات المدوية لبلد المليون ونصف شهيد قبل بزوغ شمس الاستقلال في أم الشهداء .

ولان الشهداء يعودون دائما ، كذلك المواقف التي تربى عليها ورثة الشهداء تعود عند الحاجة لها ، وها هو الميهوبي يعود من بوابة احتفال الاوسكار ، الذي احتضنته قاهرة المعز ، في تكريم مؤسسة الاهرام ، لخيرة المبدعين العرب ، ومنهم لواء الرياضة الفلسطينية ، الأخ جبريل الرجوب .

ولم يكن استطرادا من الميهوبي ان يعمل على تحويل الجو العام في الحفل نحو فلسطين بكلماته التي نقلها المطر والعمصي ، والتي تضمنت مبادرة كريمة بالدعوة الى تشكيل منتخب كروي عربي ، يضم في صفوفه خيرة نجوم الكرة العربية ، للعب هنا في أكناف بيتن المقدس … والامر مدعاة للفخر ، ويستجيب لدعوة فخامة الرئيس محمود عباس للأشقاء العرب بالحج الرياضي الى الارض المقدسة للمشاركة في دعم صمود اهلها ، والدفاع عن مقدساتها .

ولا نعتقد ان هناك عربي ابن عربية لا يحلم بالمشاركة في هذا الحلم العربي ، بما يعني اننا قد نشاهد قريبا منتخبا عربيا يلعب في فلسطين ، ويضم في صفوفه ابو تركية وبوقرة والقحطاني ويونس .. وغيرهم من كبار النجوم .

والاهم من ذلك ان الميهوبي بدا في مداخلته وكأنه متابع لكل صغيرة وكبيرة لما يحصل في الشارع الرياضي الفلسطيني ، بقوله ” ان هذه الفكرة ان كتب لها النجاح ستعزز – قولا وفعلا – الدعم العربي تجاه القضية الفلسطينية العادلة ، وستساند التحركات المكوكية التي يقوم بها اللواء جبريل الرجوب ، الذي يجوب العالم لتأمين الزحف العربي ، لكسر الحصار المفروض على الرياضة الفلسطينية ، والتأكيد الدائم على الحق الفلسطيني في اللعب على ارضه وبين جماهيره “

الف شكر للزميلين ، وقد اذكراني عز الدين وما كنت ناسيا ، والف شكر لقلم الميهوبي الذي لم يتوقف يوما عن نصرة فلسطين ، والتفاني في الدفاع عن حياضها الرياضية ، في انتظار ان يكون الميهوبي بيننا قريبا ضمن الوفد الاعلامي العربي ، الذي ينتظر ان يشارك في الحلقة الثانية من الملتقى الإعلامي الرياضي العربي ، فأهلا وسهلا بحبيب فلسطين ، الشاعر الكبير عز الدين ميهوبي بين محبيه في القدس ورام الله ونابلس والخليل .