وداعاً زميلي واخي صايل سعيد الكبير
بقلم – الحكم الدولي خالد عمار
قبل ايام فقدت الاسره الرياضيه الفلسطينية فارساً عزيزاً على قلوبنا جميعاً ، قدم حياته في سبيل الرياضه وانديتها ، لاعباً و حكماً وادارياً ، فمدرباً ، انه اخي وصديقي وزميلي الحكم الدولي صايل سعيد .
لقد عرفته لاعباً متألقاً بعطائه وانتمائه ودماثة اخلاقه الرفيعه واجتماعياً حتى النخاع ، حباه الله بابتسامه دائمه ادخلته الى قلوب الجميع وميزته لتوسيع شبكة اصدقائه من كل الانديه والاوساط الرياضيه والجماهيريه وحتى الاعلاميه .
ولان جينات الانتماء والوفاء والابداع في دمه ، فقد كان فقيدنا صايل سعيد ناجحاً ومتألقاً في كل محطات حياته الرياضيه التي شغلها كلاعب او حكم اواداري او مدرب حتى وهو مشجعاً على المدرجات ، كان حس المسؤوليه عنده عالياً جداً ، يضع المصلحه العليا فوق كل اعتبار ، وكانت فلسطين في قلبه ووجدانه وان كان يخلص لكل مؤسسة او نادي ينتمي اليه .
ان الحديث عن صايل سعيد يطول لان سجله زاخراً بالعطاء والقفشات الاخويه الموثقه في عقول وقلوب اصدقائه ، لكنني اود ان اشير هنا الى صايل سعيد الحكم الذي صال وجال في ملاعب الوطن من شمالها الى جنوبها ، في اصعب الاوقات وشح الامكانات ، روى بعرقه تراب ملاعب مطران العاصمه والبيره واريحا والحسين ونابلس وطولكرم وغزه قلقيليه وجنين وسلوان والخضر ودورا وغيرها قبل ان تفترش بالبساط الاخضر وقبل ان يكون هناك شرطه ورجال امن ، أي عندما كانت ملاعبنا الترابيه المفتوحه مناراتنا و سفاراتنا الرياضيه والثقافيه والاجتماعية والفنيه ، هذه الملاعب التي كانت تجمعنا في اللقاءات الساخنه ، كدربي طولكرم ودربي الخليل ودربي القدس ودربي رام الله ودربي نابلس ودربي اريحا وفي البطولات المختلفه مثل سداسيات الشتاء وبطولة الناشئين وسداسيات سلوان وبطولات المطران وبطولة بيت صفافا ولقاءات الدوري التصنيفي والكأس ، وبالتأكيد كان اخي وصديقي صايل سعيد صاحب النكته يلطف الجو وينثر بكلماته العذبه عبير المحبه ليشحننا بقوة الاراده لمواصلة التحكيم في الاوقات الصعبه التي لا تخفى على احد ، كان يضحك وهو يتألم لم نعرف بهذا الوجع الا بعد سنين عندما اجبره المرض الابتعاد عن التحكيم ، عرفنا بعدها كم هذا الصايل السعيد قوياً وهو يصارع المرض من جهه ويقود سفينة التحكيم بدمه وكأنه شمعه تحترق لمن حوله ، اليس هذا قمة العطاء ؟ ، نعم هذا هو الحكم الفلسطيني القدير صايل سعيد ، الذي لن ننساه ابداً .
لقد كان صايل سعيد قوياً وصارماً في قراراته متسلحاً بالمعرفه واللياقه البدنيه العاليه وبثقته بنفسه وهي مقومات نجاحه في الملاعب ، أحب الاسره الرياضيه فاحبته ولم يستطع مفارقتها ، كان يصارع الالم وهو ممسكاً بصافرته بثقه وكلما انهي لقاء كان يسجل نقاطاً بالفوز على مرضه حتى انسحب بهدوء من ارض المعركه بطلاً ونجماً يذكره كل من شاهده ، لكن فقيدنا لم يبتعد عن افيون كرة القدم ، فواصل مسيرته مدرباً ناجحاً ، وظل محافظاً على علاقاته الطيبه مع رفاق دربه وزملائه في كل المواقع ومحبيه من الاعلاميين والجماهير حتى آخر ايام حياته .
ونحن امام هذه الفاجعه لا نستطيع الا ان نقول ” انا لله وانا اليه راجعون ” وعزائنا ان الفقيد صايل سعيد ترك لنا نموذجاً من الانتماء والعطاء والوفاء سيظل نبراساً للاجيال القادمه ، فنم يا اخي قرير العين في جنات النعيم ولاسرتك وعائلتك أحر التعازي والمواساه ، كما نعزي انفسنا واسرتنا الرياضيه الفلسطينية ، وكلي ثقه ان رئيس اتحاد الكره اللواء جبريل رجوب الذي نهض بالرياضه الفلسطينيه بكل المجالات ووضعها على اعلى المستويات لن يتوان في اطلاق بطولة او فعاليه تحمل اسم ” صايل سعيد ” وان تعزز هذه الفعاليه بتخصيص ريع مالي لعائلته وفاءً وتكريماً لعطائه لفلسطين .