2024-11-04

الحكام بين مطرقة الإعلاميين وسندان المدربين والجماهير

2012-10-28

غزة – بال جول – أمل محمد

عندما نتحدث عن كرة القدم لا نتحدث عن حكام ولاعبين فقط بل عن منظومة متكاملة تضم مدربين وإداريين وأطباء وجماهير ومنشآت رياضية ولجنة حكام واتحاد اللعبة ولجانه الفرعية ودوما التركيز في الحديث عن أهم عناصرها هم قضاة الملاعب “الحكام” , فهم بشر يصيبون ويخطئون , فمع كل صافرة نسمع الاحتجاجات والنقد الجارح والألفاظ البذيئة , فالجميع يحتج وأنا أول المحتجين علي هذه الأخطاء, لكن هل بوسعنا أن نمنع تلك الاحتجاجات .

ولماذا هذه الهجمة الشرسة علي الحكام رغم أن أخطاؤهم تعطي جمالا للعبة , فالمدرب يخطئ ولن يتحدث معه أحد وينقده.

واللاعب يخطئ ويهبط مستواه فلم نجد النقد الجارح له ويبقي نجما لامعا , فالكل يوجه فشلة علي شماعة الحكام لأنهم الحلقة الأضعف والكل لا يريد سوى الفوز ولا يتقبلوا الهزيمة أو التعادل.

مازال الإعلام يلعب دورا مهما في تصيد وتضخيم الأخطاء التي يقع بها الحكام ويرجعوا مردوا الهزيمة إليهم مما يجعل الحكم تحت ضغوط نفسية وعصبية , فلا بد من رفع مستوي القدرات التحكيمية لديهم ووصولهم للمستوي الجيد في اتخاذ القرارات السليمة التي تؤدي للاتزان ووصول الكثير منهم لنيل الشارة الدولية.

كان لنا هذا الحوار مع رئيس لجنة الحكام المركزية في فلسطين إسماعيل مطر حول آلية صقل وتطوير حكام كرة القدم ومواجهة الضغوط النفسية للحكام في إدارة المباريات!!

علي مدار أربع سنوات ماذا قدمت اللجنة لحكامها في الجانبي التطويري والتطبيقي؟ ولماذا لم تضخ دماء جديدة ؟

لجنة الحكام بداية حتى الفترة السابقة والحالية تعمل بشفافية لأبعد الحدود وتقوم بواجباتها علي ؟أكمل وجه من خلال تقيم الحكام وعقد ورشات عمل لشرح الحالات التحكيمية , كما تعمل علي تطويرهم وتنشئة حكام جدد ولدينا مجموعة منهم , إلي جانب ذلك قمنا بعدة محاولات لوجود دماء جديدة في اللجنة لكن جميعهم اعتذر لأسباب خاصة وأن الاتحاد لن يجبر أي شخص ليكون ضمن اللجنة.

هل هناك لجنة تطوير تقوم علي أسس علمية ومهنية؟

في الوقت الحالي ستقوم اللجنة بعمل لجان فرعية جديدة كي تشغل الكادر التحكيمي السابق حيث سنبدأ في إعداد دورة لمقيمي الحكام لجميع الحكام الدوليين القدامى حتى تيثني لهم مراقبة المباريات وليس فقط من أعضاء اللجنة.

والجديد إننا نكون قسم التطوير والتدريب في اللجنة علي أسس علمية سليمة لتطويرهم من خلال عقد الورشات والدورات من أصحاب الخبرة والكفاءة في هذا المجال , لكن يوجد للأسف بعض العقبات هذا لم يمنعا من الاتصال مرة أخرى بهم حتى نستفيد من خبراتهم ودورهم الفعال والبناء.

في السابق لجنة الحكام لم تعقد ورشات العمل الكافية التي تؤهل الحكام وقدراهم التحكيمية وأين دورات حكام مستجدين؟

هذا كلام غير صحيح خلال الأربع سنوات قمنا بعمل أكثر من خمسة عشر ورشة عمل وبعضها كان لشرح الحالات التحكيمية عبر الفيديو , كما قمنا بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة لعمل هذه الدورات للحكام الجدد وكانت حوالي عشر دورات لحكام صغار السن منهم عاهد المصري وسامح القصاص.

أما بخصوص تطوير الحكام وتأهيلهم فقد واجهتنا عدة عقبات أهمها الحصار الجائر لامتناع قدوم المحاضرين الأسيويين والدوليين إلي غزة حيث أوقفت الدورات بعد دورة تدريب فئة C للمدرب الأسيوي محمود فطافطه , حيث من المفترض أن يكون هناك دورات مثل الإدارة الرياضية وللحكام وكذلك عدة دورات أخري.

وفي الفترة القادمة سنعمل ما بوسعنا لإقامة هذه الورشات التطويرية من خلال اللجنة الفنية التي تقوم بالتنسيق لذلك الغرض , كما حاولنا الاستعانة ببعض الكفاءات أمثال المحاضر الأسيوي عبد الروؤف السدودي والحكم السابق زكي بارود بالإضافة للحكم عبد الرحيم بهجت للاستفادة من خبراتهم .

في الأوانة الأخيرة نجد أن هناك حكام أعمارهم فوق السن بكثير من 45 – 49 عام خاصة حكام الساحة؟

بالتأكيد يوجد لدنيا حكام فوق سن 45 عام أمثال أبو عرمانه وسعدو مقبل ومحمود الجيش والعطار وعارف الجمل ولا مانع لدنيا أن يديروا مباريات الدوري والكأس لهذا العام لأن لديهم الخبرة والكافية.

وأيضا لدينا حكام صغار السن أمثال القصاص ونادر الحجار وأبو مصطفي والعديد من الحكام أعمارهم متوسطة كذلك الحكام الدوليين المعروفين لديكم وللجماهير.

وإننا نسير في لجنة الحكام علي خطة في ” الضفة وغزة ” في الفترة الحالية لضخ حكام جدد , وهذا لا يعني الاستغناء عن الحكام أصحاب الخبرة والكفاءة.

يوجد هناك أخطاء تحكيمية يقع بها الحكام في كل أسبوع ومنها متكرر بنفس الأسلوب؟ برأيك ما هو السبب في الوقوع بمثل هذه الأخطاء؟

لا أنكر أن هناك أخطاء يقع بها الحكام فهذه تقديرية وخاصة ركلات الجزاء وأن مثل هذه الأخطاء تحدث في جميع الملاعب العالمية وكلنا شاهدنا مباريات كأس العالم الأخيرة وبطولة أمم أوروبا , فهناك أخطاء فادحة ؟! ونرجع السبب لذلك الضغط جدول المسابقات , وكثرة المباريات مما يضعف تركيزهم.

وأخيرا نوهنا للجنة المسابقات بصدد هذا الموضوع وأيضا سنتدارك عدم الوقوع بها من خلال عقد ورشات عمل نظرية وتطبيقية عملية.

ونحن علي ثقة كبيرة بحكامنا ومستواهم لتجاوز مثل هذه الأخطاء وهذا ما بدأ واضحا للجماهير في الأسبوعين الأخيرين كذلك دور الإعلام الايجابي حول هذه الأزمة وعدم تصيد أخطاء الحكام.

هل يوجد مدرب للحكام يؤهلهم بدنيا وفنيا؟!

من خلال لجنة التطوير والتدريب الجديدة سوف يتم ترشيح مدربين لعقد دورات خاصة فنية وبدنية لتدريب علي الحالات التحكيمية , كما أن هناك حكام دوليين أمثال الشيخ خليل والحرازين يقوموا بتدريب مجموعة من الحكام وهناك من يتدرب بنفسه ومفرده.

هل هناك تجاذبات سياسيه في تشكيل لجنة الحكام ؟ وأين دور الحكام الدوليين السابقين من اللجنة؟

كل الاحترام للحكام السابقين الدوليين وغير الدوليين أمثال محمود البحيصى لكن بُعده ثمانية سنوات عن التحكيم والمسيرة الرياضية والتحكيمية تؤثر عليه , وسيتم كما قلنا عمل دورة مقيمي حكام يجمع كل الحكام المتقاعدين ولمن يرغب في تطوير ذلك ولديه الإمكانيات والخبرة , وأن هناك توافق تام كما تعلمون في تشكيل أعضاء الاتحاد وكذلك لجانه العاملة بعيدا عن أي تجاذب سياسي.

دوما نجد المدربين والإداريين والجماهير جميعهم يثيرون الاحتجاجات علي قرارات الحكام لتبرير عدم الفوز ؟ فهل من عقوبات عليهم؟ّ!

نعم يوجد لائحة داخلية موزعة علي جميع الأندية وعلي الجميع من يعمل في ذلك المجال أن يكون علي وعي تام بهذه اللوائح والعقوبات وعدم تجاوزها وأن هناك عقوبات بالمثل للحكام المخطئين.

لماذا لم تعتمد لجنة الحكام الفيديو وصور الصحافيين لوضع عقوبات علي الحكام المخطئين؟

لا يوجد قانون دولي ولا محلي ولا يجوز الاستعانة بالفيديو أو الصور للأخطاء التي يقع بها الحكام لأنها جزء من اللعبة وكلها تقديرية وغير مقصودة وأن هذا الأمر يثير مشاكل لأبعد الحدود , أما في حالات الشغب يؤخذ بالفيديو والصور لمعاقبة الجماهير واللاعبين والمدربين وكل من يصدر منه سوء سلوك.

كيف يتم اختيار لجنة الحكام ؟

تم تكليف خمسة أعضاء بدلا من سبعة أعضاء سابقين بحيث أن يكون من كل منطقة عضو وهذا لم يأتي حسب أهواء شخصية حيث أن كل من الحكام المتقاعدين لديه طموح أن يكون عضو , ومن هنا نجد الاعتراضات علي تشكيل اللجنة.

وأقول للجميع أن كل حكم لم يحالفه الحظ أن يكون عضو لجنة ففي الغد القادم ستكون عضوا فيها فليس حكرا علي أحد .

نتفق أن هناك أخطاء تقديرية تقع داخل الملاعب من اللاعب والمدرب والإداري والجماهير وكذلك الحكام وهناك تفاوت في ردود الفعل حسب نتيجة المباراة , فعلي الإعلام الاتجاه نحو النقد البناء والبحث عن الأسباب والعوامل التي تؤدي للنجاح , ولتطوير الجميع يجب علينا أن نوجه النقد للجميع وليس فقط لقضاة الملاعب , فهل ثقافة جماهيرنا كافية وأن وعي مدربينا واقتناعهم بنتائج المباريات وليس أخطاء الحكام , فعلي الجميع أن ينتقد نفسه ويعمل جاهداا وأن يطور من مفهوم ثقافته بعيدا عن الأهواء والمصالح الشخصية.