جواد عاصي … حكم ظلم نفسه
بال جول .. بقلم : عبد الرحيم أبو حديد
اعتدنا كمتابعين للرياضة الفلسطينية مشاهدة الحكم جواد عاصي في الملاعب الخضراء ، وننظر إليه بعين المستقبل للتحكيم الفلسطيني كغيره من الحكام الشباب الذين هم بحاجة إلى مساندة ودعم من جميع الأوساط الرياضية ، لمواكبة تطور كرة القدم الفلسطينية .
جواد عاصي في مباراة شباب الخليل وجبل المكبر والتي انتهت لمصلحة شباب الظاهرية باعتلائه الترتيب العام للدوري الفلسطيني ، أخطا عاصي بحق نفسه وعصى تطبيق قانون كرة القدم وأساء للتحكيم الفلسطيني وللجهود المبذولة رغم قلتها من اجل النهوض بواقع التحكيم الفلسطيني ، والذي عادة ما يكون العنوان المُشع في الكرة الفلسطينية .
وبالعودة إلى المباراة لا احد يستطيع إغفال الأخطاء التحكيمية القاتلة التي شابت مباراة جميلة فنيا وتكتيكيا وسادتها روح رياضية عالية ، فمن بداية المباراة حتى نهايتها الأخطاء التحكيمية عنوان اسود في مباراة بيضاء ، فشاهدنا أكثر من ركلة جزاء لم تحتسب وخصوصا لشباب الخليل ، وشاهدنا أخطاء لم تحتسب وشاهدنا طرد قبل النهاية بقليل لم يحتسب ، بل شاهدنا حالة سلبية عمت المدرجات بشان هذه القرارات ، شاهدنا فوضى عارمة وغليان جماهيري ضد الحكم .
لماذا أخطأ جواد عاصي ؟
جواد عاصي تأثر بشكل كبير بالثقافة التحكيمية التي تسود الملاعب الفلسطينية ، فترى بعض الحكام يقول: بان المباراة يجب ان تصل الى بر الأمان بأي شكل ، وترى آخر يفكر في ردات فعل الجماهير ، وترى حكم يفكر في ردت فعل لجنة الحكام ، وحكم يخشى نقد الصحافة ، وترى حكم يحاول إظهار جديته و قوته وعدم تأثره بأي شيء ، وترى حكم يريد تصحيح خطأ في بداية المباراة ، وترى حكم يحاول إرضاء الطرفين .
أما جواد عاصي فأراد أن يثبت بأنه غير متأثر بأحداث مباراة شباب الظاهرية وأهلي الخليل والتي انتهت بفوز الظاهرية في الدقيقة العاشرة من الوقت بدل الضائع ولا يخاف شيئا ، وما أراد إثباته بأنه لا يريد إرضاء جماهير الخليل على حساب أي نادي آخر ، ولكنه بالغ كثيرا ، وبالغت معه لجنة الحكام في تكليفه إدارة هذه المباراة ، لان اللجنة يجب ان تكون على دراية في نفسيات الحكام ، واعتقد أن جواد عاصي بحاجة الى إعادة تأهيل من قبل لجنة الحكام ليس على الصعيد الفني وإنما على صعيد التأهيل النفسي قبل المباراة ، لأنه دخل مشحونا بفكر معين ، متحدي ، متوتر بعض الشيء .
لا يجوز لأي كان ان ينتقص من قيمة أي مدينة ولا يشبه او يقارن مباراة كرة قدم بتضحيات قدمها الشعب الفلسطيني والذي سالت منه الدماء حفاظا على الكرامة وعلى الحق وعلى الحياة . فربما البعض استخدم تعبير مجازي حينما قال بان ما شاهده في المباراة من إلقاء العبوات البلاستيكية ، لم يقدمه أهل الخليل في الانتفاضة، فعليه الحذر في انتقاء المصطلحات كونها تفهم بأكثر من شكل .
لجنة الحكام والمحكمة الرياضية :
عند صدور أي قرار تأديبي بأي شخص او أي نادي اخل بالقانون وأساء إلى ثقافتنا والى رياضتنا اشعر بارتياح كبير كون هذه القرارات تحد من ظواهر كثيرة ، ولكن لا ادري لماذا لا يتم صدور أي إجراء بأي حكم أساء إلى كرة القدم الفلسطينية من خلال إهماله وسوء أدائه بل تجد العكس من قبل لجنة الحكام في مكافأة هذا الحكم في إدارة مباريات مهمة ، وتلاحظ نبرة التحدي التي تظهرها اللجنة في قراراتها ، تحاول تطبيق الشفافية في اتجاه واحد .
وجميعنا يعلم أن القرارات التحكيمية السيئة هي احد أهم أسباب الشغب في الملاعب ، وهذا لا يعني تبريري للأحداث التي تحصل من تكسير و تدمير للمنشات الرياضية ، ولكن لو ان الجمهور يعرف بان الحكم يُحاسب على أداءه فلن يفعل كل ذلك ، بل الجمهور يشعر بأنه في زاوية ضيقة تدفعه إلى العنف .
إذا فنحن بحاجة إلى محكمة رياضية مستقلة عن اتحاد كرة القدم كونه الطرف الرئيسي في كرة القدم ، ويجب أن تكون هذه المحكمة غير شكلية تمارس صلاحياتها بشكل كامل على الجميع ، وحري بنا النظر إلى تجارب بعض الدول المجاورة في هذا المجال .
أما بخصوص لجنة الحكام فعليهم الوقوف مطولا أمام استحقاقاتهم القادمة والنظر بعين العقلانية ومعرفة ما هي احتياجاتهم والمطالبة بها ، ووجوبا علينا احترام جميع الحكام لأنهم يعملون بشكل تطوعي ، ولا احد يستطيع أن يقول بان المبالغ التي يتقاضاها الحكم جراء إدارته المباريات تسمن وتغني من جوع ، فأتمنى أن يكون هناك معاش شهري للحكم وان يكون هناك مبالغ مالية تليق بالحكام وبما يقدموه .