صور.. السوريان عدى وأحمد .. ابتسامة غائبة , أعادها الزعيم
نزوح , معاناة , ومأساة
غزة / كتب – مصطفى جبر
أعاد تتويج الزعيم ” شباب رفح ” البسمة على شفاه الشقيقان السوريان ” عدي وأحمد ” أحد أطفال سوريا النازحين إلي قطاع غزة بعد الأحداث التي تشهدها سوريا والقتال الدائر هناك بين الجيش النظام والجيش الحر , بعد مرارة الألم ومعاناة التشرد التي تذوقها هاذين الأخويين كباقي أطفال سوريا الذين دفعوا ثمناً باهظاً في اقتتال سوريا , وفقدوا متعة حياتهم وحقوقهم كباقي أطفال العالم .
ابتسامة غابت منذ أكثر من عام عقب بداية أحداث سوريا عن هؤلاء الأطفال السوريين , لترتسم البسمة من بعيد ومن جديد على شفاههم من مدرجات ملعب رفح البلدي المُعشب الذي استضاف لقاء الحسم بين فريقا شباب رفح وخدمات الشاطئ والذي انتهى بفوز الزعيم بثنائية أهلته إلي الصعود إلي منصات التتويج بلقب الدوري الأول في تاريخه , وذلك خلال مشاركتهم في تشجيع الزعيم الأزرق بكل حماس واحتفالهم باللقب مع جماهير القلعة الزرقاء, وسط فرحة كبيرة طغت على شعورهم .
عدى جمال أبو الحسن (13) عام , وشقيقه أحمد جمال أبو الحسن (14) عام , أصرا على حضور المباراة الختامية للزعيم برفقة أحد أقاربهم أحمد السندي أحد أعضاء التراس الزعيم , متوشحين بالأعلام الزرقاء والتقليعات والرسومات على الوجوه,ليهتفوا ويتفاعلوا بأعلى أصواتهم طوال اللقاء مع هدير الجماهير الرفحية ليعيشوا أجمل اللحظات على الأكتاف في المسيرات التي جابت شوارع المحافظة عقب التتويج .
ولم يخفي ” عدى ” النازح من مخيم اليرموك الفلسطيني بسوريا قبل ثلاثة أشهر حبه وعشقه لفريق شباب رفح , قائلاً :” في بداية وصولي إلي غزة رافقت أحد أقربائي لمشاهدة مباراة شباب رفح والجمعية الإسلامية من على المدرجات وبجانب جمهور شباب رفح , وبدأت بتشجيع الفريق مع الجمهور الذي أعجبت به كثيراً لأنه يهتف ويشجع بكل قوة , وقررت أن أشجع الفريق وأن أتواجد مع الجماهير بالمباراة الحاسمة أما فريق الشاطئ , ونسيت معاناتي والأيام الصعبة التي مررت بها وخروجي من سوريا خلال مشاركتي في الاحتفالات التي قام بها جمهور الشباب احتفالاً بالدوري , وسأظل أشجع هذا الفريق طوال فترة وجودي في مدينة رفح “.
وتمنى “عدي” العودة إلي بيته المدمر في سوريا وسقوط النظام , وأن ينتهي القتال بانتصار الجيش الحر , مستذكراً في حديثه حادثة مريرة عليه وهي استشهاد جدته على يد النظام السوري في الأحداث الأخيرة .
أما شقيقه الأخر “أحمد” , ظهر أكثر ابتهاجاً وسروراً وفرحاً بفوز الزعيم بلقب الدوري , وظهرت على وجهه ابتسامة عريضة وكأنه يشجع الأزرق منذ سنوات , واتي إلينا من بعيد يريد التصوير بجانب أخيه وهو يرتدي العلم الأزرق وحاملاً بيده الأخرى علم الفريق ويهتف بأعلى صوت ” شباب رفح يا عمري .. أحنا أبطال الدوري ” .
نهاية دوري امتزجت فيه معاناة طفلين سوريين بفرحة جماهير زرقاء متعطشة للقب طال انتظاره , ورسمت ابتسامة جديدة على شفاه الأشقاء ” أحمد وعدى ” تاركين خلفهم هموم العودة إلي بيتهم ووطنهم الحبيب سوريا , ليثبت فريق شباب رفح أنه يُلهم كل من يشاهده , وأن الرياضة تُجمع شمل القريب والبعيد وتُعيد البسمة من جديد …