2024-10-15

يا رجال العميد .. أفيقـــوا!!

2013-11-19

بقلم: هشام الريس

كوني أحد أبناء نادي غزة الرياضي الذين تربوا بين جدرانه منذ الصغر ومن قبلي والدي – رحمه الله – الذي كان أحد أبطاله في لعبة الملاكمة, أسعدني جداً تلك الانتصارات الأخيرة التي حققها الفريق الأول لكرة القدم في الدوري الممتاز خصوصاً بعدما تعرض لهزات عنيفة في الأسابيع الأولى من المسابقة باستثناء فوز في الافتتاحية على الأخضر الرفحي.

تلك الانتصارات التي جعلت العميد ينفرد بالمركز الثاني لم تأت بمحض الصدفة ولكنها جاءت بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ومن ثم تكاثف كافة عناصر المنظومة في هذا الصرح الكبير بدءاً من مجلس إدارة محترم ومروراً بالأعضاء والجماهير وإدارة فنية قديرة ونهاية بلاعبين على مستوى عال.

تلك السعادة التي أشعر بها حالياً ممزوجة ببعض القلق والتخوف وذلك عندما رأيت مدى الإفراط في الفرحة بعد الفوز الرائع على شباب رفح والمستحق أخيراً على خدمات الشاطىء الشقيقين.

بأمانة شديدة قدمت العذر لهذا الشعور – المبالغ فيه – بعد لقاء الزعيم الرفحي كون هذا الفوز جاء بعد سلسلة من التعثرات سواء بالتعادل أو بالخسارة وخصوصاً مع ظهور الفريق بحلة جديدة بإدارة فنية جديدة بقيادة الخلوق رأفت خليفة.

ولكن ما استوقفني فعلاً ولم أجد له أي مبرر تلك الأهازيج والأفراح التي انطلقت في النادي عقب الفوز على خدمات الشاطىء وتوزيع “الحلو” للأعضاء والجماهير.

يا رجال العميد.. أفيقوا!! واعلموا انكم في نادي كبير ويعد من أعرق الأندية الفلسطينية من النهر إلى البحر وله تاريخ مشرف يشهد له القاصي والداني.

يا رجال العميد أفيقوا!! واعلموا أن فوز نادي غزة الرياضي على أي فريق حتى ولو كان هذا الفريق هو حامل اللقب لا يعد إنجازاً يحتاج لمثل هذا التبالغ والإفراط في الأفراح.

يا رجال العميد.. أفيقوا!! واعلموا أن أية نتيجة لأي لعبة غير الفوز للعميد هو غير الطبيعي وليس العكس.

يا رجال العميد.. أفيقوا!! واعلموا أن الفوز على شباب رفح مروراً بشباب جباليا وأخيراً خدمات الشاطىء هو مجرد خطوة صغيرة نحو اللقب – بمشيئة الله – ولا يعني التتويج به.

يا رجال العميد.. أنتم القدوة للأجيال القادمة, عليهم ان يتعلموا – كما تعلمنا من أسلافكم – بأن حقيقة العميد هي المقدمة فقط وما دون ذلك فهو الغير طبيعي.

يا رجال العميد .. أنا لا اسلب حقكم – ولا مني – بفرحة الفوز, فكلنا بحاجة للفرحة .. ولكن أرجوكم أعطوا كل ذي شأن شأنه وحجمه ولا تفرطوا لا بالأفراح ولا بالأحزان لا قدر الله.

يا رجال العميد.. أنا هنا لا انتقدكم بقدر خوفي على تأثر مسيرة الفريق في الدوري سلباً من خلال الإفراط في الثقة والتراخي في الإستحقاقات اللاحقة, فوجدت من واجبي توضيح تلك الأمور لكم قبل فوات الأوان.

وفي النهاية أتمنى من كل قلبي أن أشاهد الكابتن عاصم أبو عاصي يحمل درع بطولة الدوري وكأس القطاع.

ودمتم في رعاية الله وحفظه