2024-10-16

أعيدوا للقدس الاعتبار ….. !

2015-03-16

بقلم : ياسين الرازم

يطل علينا الزميل الكبير والصديق العزيز بدر مكي بين الفترة والأخرى بوقفات إعلامية يدغدغ من خلالها مشاعرنا ويقلب الأوجاع أحيانا أخرى، وخاصة عندما يتحدث عن القدس وتجربته في العمل الإداري والرياضي والصحفي في المدينة مع الكوكبة النادرة من الإداريين والإعلاميين الرياضيين الذين مروا بالقدس ليس كمرور الكرام بل مكثوا فيها وعملوا واجتهدوا وما زالوا يحنون لتلك الأيام الرائعة والجميلة .

لم يجامل مكي في مقالته الاخيرة لا القدس ولا الإعلاميين الرياضيين المقدسيين عندما أشار وبوضوح إلى ان الإعلام الرياضي الفلسطيني تأسس في القدس وانطلق منها قبل ان ينتشر في محافظات الوطن، حيث كانت القدس المقر الرئيس لجميع المؤسسات والجمعيات والاتحادات ورابطة الأندية و الصحف المحلية ،وشرد بفكره الخلاق إلى فكرة تكريم تلك النخبة من الإداريين والإعلاميين الرياضيين المقدسيين وغيرهم من قبل المرجعيات الرسمية والأهلية في القدس .

على الرغم ان التكريم يكون من باب الوفاء لمن عملوا وكدوا واجتهدوا ، إلا إنني أرى ان تكريم تلك الكوكبة لا يكون بوسام شرف أو درع تذكاري، وإنما برد الاعتبار للقدس التي احتضنت بدايات العمل الوطني والرياضي وكانت العنوان والأرض الخصبة لانطلاقة كل الأنشطة والفعاليات ،أرى ان التكريم الحقيقي يكون من خلال إعادة الحياة لتراب ملعب المطران الذي هجرته قسرا أقدام الرياضيين وغيرت معالمه عجلات المركبات والشاحنات، والتكريم يكون بوضع الاستيراتيجية الوطنية لإنقاذ ما تبقى من مؤسسات وأندية القدس، والتكريم لا يكون بالخصوصية المعنوية المتأكلة للقدس بل بإسناد المهمات والمسؤوليات لأهلها فأهل القدس أدرى بشعابها وبالميزانيات الطموحة والثابتة لتضخ لصناديق المؤسسات والأندية المقدسية لتواصل دورها الوطني والاجتماعي والرياضي تجاه الشباب والطلائع والأطفال والرجال والنساء وفق آليات لن نختلف عليها ولكن علينا ان نتفق أنها ستجند لوقف الهجمة المبرمجة من قبل الطرف الأخر الساعي لإفراغ هذه الأندية والمؤسسات المقدسية من مضامينها الدينية والوطنية والسياسية والعمل على تصليب عودها في معركة البقاء والصمود والرباط في ارض الرباط إلى يوم الدين ، ساعتها سيرقد عديله و عبود في قبريهما مرتاحين وسيشعر ظاهر ومكاوي وخوري وغيث وملحم والعباسي و داود وشعبان وعبد الواحد وأبو جندي وأبو عره وسدر واللحام ومكي والسقا والجعفري وأبو الشيخ وفلفل والغريب وحاكورة وبراهمة والغيثين سمير وإبراهيم ان الرجال الأوفياء والمرجعيات الرسمية والأهلية قدروا تضحياتهم وحافظوا عليها ، وسيكون لسان حالي والزميلين العزيزين البخاري والغول ان عملنا في القدس هو التكريم بحد ذاته .