كرة القدم الجزائرية وتشجيع الجماهير و حب الوطن!
هناك جملة اسباب تجعل جماهير شعبنا ان تتسابق باندفاع ورغبة قوية لمشاهدة ورؤية ومتابعة مباراة منتخبنا الكروي وخاصة اذا كانت المباراة دولية بما في ذلك كاس العالم وتأتي العوامل والاسباب النفسية والاجتماعية في المقدمة نظرا لحاجة الانسان الجزائري بشكل خاص الى الراحة النفسية والذهنية للخروج من العمل اليومي الممل والمثقل والاوضاع السياسية والاقتصادية والصحية الصعبة على كاهل هذا الانسان.
ان كرة القدم ملآ بالأحداث المثيرة و الانفعالات وايعازات وترقب وتوتر وتشجيع تزيح وتبعد عن الجهاز العصبي انشغاله اليومي بالهموم والمشكلات وخلال المباراة يتابع الجماهير برغبة شديدة وباندفاع وتشجيع وحماس قوي وبانفعال متزايد للأداء الفني الممتع للاعبين والنجوم وهذا مما يساعد الى تغيير نمط واسلوب العمل.
من جانب اخر تعد كرة القدم من الوسائل الاجتماعية المهمة لمد جسور العلاقات والصداقات والتعاون ونشر القيم الاخلاقية والاجتماعية والانسانية والحضارية وتقارب الثقافات وتقوية الروح الرياضية العالية بين الرياضين وعامة الناس, ان جماهير شعبنا سباقون لمشاهدة مباراة منتخبنا وخاصة مع فرق اجنبية وذلك بسبب حبهم لهذه اللعبة ولتشجيع المنتخب وكذلك من اجل التمتع والراحة النفسية ايضا.
ولا ننسى ان كرة القدم الجزائرية امام تحديات كبيرة وشاقة في ظل الاستحقاقات التنافسية العربية والافريقية والعالمية وان توفير الدعم المادي والرعاية ومتطلبات النجاح لها من اجل تحقيق المزيد من الانجازات شيء في غاية الاهمية بل انها مهمة وطنية ومسؤولية مشتركة فهل يا ترى تبادر اللجنة الاولمبية والاتحاد المعني الى التفاعل المطلوب؟
من جانب اخر ضرورة الاهتمام والمواكبة الاعلامية من قبل وسائل اعلامنا المختلفة وفي المقدمة مؤسسة الاذاعة و التليفزيون لمنتخبنا بشكل خاص وللفرق الرياضية الاخرى عامة وهنا من الضروري دعم المراسلين والصحفيين والمذيعين ماديا ومعنويا لأجل المشاركة الفعالة في الدورات والبطولات الرياضية الدولية وعلى اعلامنا وصحافتنا بجميع اشكالها القيام بحملة اعلامية مكثفة لتعزيز المساعي الرامية الى توفير الدعم والرعاية لفرق الناشئين والشباب.
والسؤال المطروح هنا هل سيتبع اعلامنا هذا النهج وصولا للأهداف المطلوبة؟ نامل من الإخوة الاعلامين والصحفيين والمراسلين الاهتمام بجيل الاطفال والشباب المدرسي والجامعي من الموهوبين والقيام بزيارات متواصلة ومستمرة لمدارسهم وكلياتهم ومراكز تدريبهم و تقديم كل الدعم والتشجيع لهم ولمدربيهم ولا يجوز ولا يقبل مطلقا الاغفال والابتعاد عنهم لانهم هم الاساس في بناء وتقدم وازدهار الالعاب الرياضية الفردية والجماعية وبخاصة كرة القدم في جزائرنا الحبيبة.
يجب الاهتمام غاية الاهتمام بتربية أبنائنا على حب الوطن منذ نعومة أظفارهم حتى يتعودوا على ذلك الحب لهذا الوطن ولكي نحميهم من تلك الأفكار التي تستهدف أمنه واستقراره، وهذا لا يتأتى إلا بعد زرع حب الوطن في نفوس أولئك الأبناء وتربيتهم عليه، ولكن يبقى السؤال المهم! وهو كيف نربي أبناءنا على حب هذا الوطن وما هي الفوائد التي سنحصل عليها إذا قمنا بتربية أبنائنا على حب الوطن؟ فإن تربية الأبناء على حب الوطن لا تعني إلقاء معلومات نظرية فقط فنقول لهم أحبوا وطنكم دون أن يكون لهذه التربية تطبيق عملي في الواقع فإن التربية في حقيقتها ليست معلومات نظرية فقط تلقى على الطفل، بل لابد أن يصاحب ذلك تطبيق عملي في حياة الطفل حتى يتعود ذلك ويبقى ما تعلمه في ذهنه فترة طويلة من الزمن قد تستمر طيلة حياته فيما بعد، ولهذا كان غرس حب الوطن في نفوس الأبناء بنين وبنات يتطلب تربيتهم تربية عملية على حب الوطن وهذا يدفع إلى التساؤل عن كيفية هذه التربية العملية على حب الوطن وللإجابة على هذا السؤال فلابد من التأكيد على ضرورة أن تتزامن التربية النظرية أو التربية بإلقاء التوجيه وبيان أهمية الوطن لنا جميعاً وحث هؤلاء الأبناء على حب هذا الوطن وأن نبين لهم ضرورة تقديم كل واحد منا ما يستطيع سواء كان كبيراً أو صغيراً مع تربيتهم تربية عملية متناسبة مع عقولهم الصغيرة فمثلاً الوالدان يستطيعان تربية أبنائهم تربية عملية على حب الوطن،
ندرك بان الخضر مؤمنون بان حب الوطن أغلى واسمى من كل ما في الأرض وان الطريق الى التأهل ليس مفروشا بالورود وانما بشحذ الهمم صوب هدف واحد هو تحقيق انجاز جديد للكرة الجزائرية من اوسع ابوابها بتأهلهم إلى مونديال البرازيل .
إن من الواجب علينا كإعلام رياضي ووزارة الشباب و الرياضة وجماهير الوقوف خلف المنتخب الوطني بشعار *- حب المنتخب من حب الوطن –
*- رئيس لجنة الاعلام والاتصال
بالمجلس الدولي للصحة والتربية البدنية والرياضة والتعبير الحركي والترويح
– منطقة الشرق الاوسط –