2024-12-14

الدوري لأبناء الوادي !

2015-03-19

لا يحتوي قاموس كرة القدم ولا يعترف بمنطق (الفزعة) إنما يحتكم لمن يفرض نفسه على ميدان اللعب هكذا هي كرة القدم تعطي من يعطيها، واليوم ونحن نقف على عتبة نهاية دوري جوال للمحترفين فرض المنطق نفسه وتمكن فريق ترجي وادي النيص من الحفاظ على صدارته لقمة الدوري بجهود وتكاتف أبناء القرية وتعاضدهم وتماسكهم وانتماؤهم ودعمهم لفريق بلدتهم لرفعة اسمها رغم عدم تجاوز عدد سكانها الألف نسمة ، لكن ما يميزهم العمل بروح الفريق الواحد والأسرة الواحدة التي وضعت نصب أعينها إثبات علو كعبها وفرض بصمتها بنكهة فلسطينية بامتياز متخطين كل الخطوط والفواصل ليسجل التاريخ بأنهم ظاهرة نموذجيه ومدرسة في العطاء والانتماء ضاربين عرض الحائط بنظرية الجماهيرية التي اعتاد البعض بالتغني بها كأكبر قاعدة جماهيرية في الوطن ، نعم كرة القدم جماليتها بجماهيريتها لكن في وادي النيص الوضع مختلف فجماليتها في الثقافة الطاغية عليهم والمتمثلة بثقافة الفوز مكللة بالتخطيط الجيد و بالتفاف أبناء القرية نساء ورجال وأطفال حول فريقهم مشكلين بذلك ظاهرة تستحق الدراسة .

ونحن على بعد خطوتين من خط النهاية للدوري يلاحظ الفارق الحالي بين المتصدر ووصيفه ولا يوحي بأي تغيرات مفاجئة فالترجي النيصي يسير بنفس الخطى التي بدأ بها الموسم ولا يحتاج لاعتلاء منصات التتويج سوى تعادل أو فوز أو تعثر اقرب منافسيه في أي من المرحلتين المتبقيتين من عمر الدوري. وعلى العكس تماما في وضعية دوري الاحتراف الجزئي الذي يشهد تنافسا محموما بين أربعة فرق كل منهم يأمل بنيل إحدى البطاقتين للصعود لدوري المحترفين وسط أمنيات وحسابات ربما يصعب حل طلاسمها إذا ما تعثر أي فريق منهم في أي مباراة .

فالمولد الكروي للمحترفين وحسب المؤشرات لم يتبق منه إلا الفصل الأخير ومن يبحث عن قلب الطاولة في الجولتين الأخيرتين فهو كمن يبحث عن المطر في شهر تموز ولكن يبقي الصراع على الوصافة التي باتت متأرجحة بين ثلاث فرق لها جميعها نفس الحظوظ وهذه هي كل الحكاية الكروية التي شهدت مد وجزر خلال الأربع أسابيع الاخيره من عمر الدوري إلا أن عاد السطوع للترجي النيصي وأعاد ترتيب أوراقه وبات يلامس درع الدوري في ظل تعثر ملاحقيه ونستطيع القول هنيئا لأبناء وادي النيص وللاعبين والإداريين وللجهاز الفني بقيادة عبد الفتاح عرار الذي وضع بصمته بامتياز من خلال تطبيقه لمبدأ الالتزام والانضباط وتمتعه بفكر كروي عال مكنه من معرفة مكامن القوة والضعف للفرق المنافسة ولا ننسى من يقف على رأس الهرم الإداري للترجي الرياضي سليم أبو حماد صاحب الدماثة والخلق والإدارة الحكيمة التي كان لها أثرها في تحقيق الانجازات في مسيرة النادي المظفرة منذ نشأته بالتماشي مع نخبة متميزة من صحبه الأخيار في العمل الإداري.

فحكاية أبناء الوادي سيسجلها التاريخ الكروي الفلسطيني بأحرف من نور وستبقى حكاية نموذجية للأجيال القادمة .